غضب إسرائيلي على جنرال بالجيش تحدّث عن ازدياد الجريمة القومية في الضفة

09 يوليو 2024
مستوطنون إسرائيليون بعد اقتحامهم قرية دير شرف في الضفة الغربية، 2 نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يهودا فوكس، أثار غضب المستوطنين بتصريحاته عن ازدياد الجريمة القومية اليهودية وضرورة وجود سلطة فلسطينية قوية.
- فوكس أكد أن قدرة الجيش على حماية إسرائيل تعتمد على وجود سلطة فلسطينية فاعلة، مما أثار ردود فعل غاضبة من المستوطنين الذين يرون في السلطة الفلسطينية تهديداً.
- قادة المستوطنين انتقدوا فوكس بشدة، معتبرين تصريحاته غير واقعية ومضللة، وزعموا أن الخطر الحقيقي يأتي من العرب وليس من المستوطنين اليهود.

أثار قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فوكس، غضباً كبيراً في صفوف المستوطنين وقادتهم، عقب حديثه خلال مراسم إنهاء مهامه والتقاعد من منصبه، مساء أمس الاثنين، عن ازدياد الجريمة القومية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، بحق الفلسطينيين، مضيفاً أن ثمة حاجة إسرائيلية لسلطة فلسطينية قوية. وفي المقابل، يرى قادة للمستوطنين أن المفهوم القائل بوجوب الحفاظ على السلطة الوطنية، "حوّل جنين ونابلس إلى غزة".

وعلى الرغم من كل الفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، قد تعني أقوال فوكس أنه يرى بخطورة أكبر جرائم المستوطنين وانفلاتهم، ما قد تكون له انعكاسات سلبية على الإسرائيليين وأمنهم. وفي المقابل، لم تثنِ قوات الاحتلال المستوطنين في الكثير من الاعتداءات على الفلسطينيين، حتى تلك التي تخللها إحراق منازلهم ومركباتهم، خلال الاعتداءات الإرهابية المتواصلة. وانعكس جزء من العلاقة المعقّدة بين فوكس وعناصر اليمين والمستوطنين، في خطابه الوداعي، بقوله إن "الجريمة القومية رفعت رأسها تحت رعاية الحرب"، وإن "القيادة لم ترَ التهديد، كذلك فإنها مرتدعة (لا تفعل شيئاً). وهذه ليست (قيماً) يهودية في نظري".

لكن ما لم يقله فوكس علانية، وإن ألمح إليه، أن المستوطنين يحظون بدعم كبير من قبل الحكومة الحالية التي أطلقت لهم العنان لفعل ما يريدون، ولا سيما من قبل عدة وزراء على رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وأعضاء حزبيهما، ولم يُشر إلى تراخي الجيش في التعامل معهم، بل ومرافقة قوات لهم خلال تنفيذ اعتداءاتهم. وعلى خلفية محاولات الحكومة للمساس بعمل السلطة الفلسطينية، قال فوكس إنّ "قدرة قيادة المنطقة الوسطى (في جيش الاحتلال - المسؤولة عن الضفة) على القيام بمهامها، لحماية دولة إسرائيل والسكان، تعتمد أيضاً على وجود سلطة فلسطينية فاعلة وقوية، تتمتع بأجهزة أمنية فعّالة تحافظ على القانون والنظام".

وأثارت أقوال فوكس ردود فعل غاضبة، من قبل شريحة واسعة من المستوطنين وممثليهم. ورد رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني "بنيامين"، ورئيس مجلس "يشاع"، يسرائيل غانتس، قائلاً: "المفهوم السائد بأن على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على السلطة الفلسطينية من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، هو ما حوّل جنين ونابلس إلى غزة، على مسافة قصيرة من مدينتي نتانيا وكفار سابا. وللأسف، سدّت القيادة العسكرية والسياسية آذانها عندما حذّرنا من تفشي الإرهاب في العامين الماضيين وكذلك مساء يوم 7 أكتوبر نفسه... وحتى يومنا هذا، يواصل قادة الجيش دفن رؤوسهم في الرمال في ما يتعلق بالخطر الذي يشكله إرهابيو السلطة الفلسطينية على دولة إسرائيل".

 وزعم غانتس أيضاً أنه "خلافاً لما قيل، فإن الأرقام الرسمية لدولة إسرائيل تشير إلى انخفاض كبير في الأحداث الإشكالية المتعلقة بالاستيطان.. لقد اختار الجنرال المنتهية ولايته تسليط الضوء، على أحداث (اعتداءات) هامشية، فالدماء التي أُريقت هنا خلال السنوات الثلاث كانت دماء اليهود الذين صرخوا وحذّروا".

كذلك رد رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني "شومرون"، يوسي دغان، بحدة على ما قاله فوكس حول الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك ضد ما قاله عن ضرورة تعزيز السلطة الفلسطينية. وأكد دغان أن "هذه أمور غير صحيحة من الناحية الواقعية، حتى بحسب المعطيات الواردة من قيادة المنطقة الوسطى". وبحسب قوله، فإن "الجنرال فوكس لديه الحق في الدفاع عن الوطن ولن ننتزع منه ذلك، ولدي خلافات كثيرة معه في المفاهيم الأمنية التي أدت إلى عمليات صعبة قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول وللأسف جدالات كثيرة بعده.. كلام الجنرال فوكس في حفل الوداع باطل أخلاقياً، بل أسوأ من ذلك، وغير صحيح أيضاً من الناحية الواقعية"، زاعماً انخفاض الجرائم القومية.

عضو الكنيست ليمور سون هار مليخ علّقت بدورها بأنّ "كلمات الجنرال فوكس في حفل تقاعده من الجيش الإسرائيلي مثيرة للقلق وخطيرة. نحن في خطر حقيقي طالما استمر قادة الجيش الإسرائيلي في تجاهل التهديد الحقيقي والتركيز على (خطر التطرف) بين المستوطنين. فتية التلال، الذين يسميهم الجنرال فوكس مشاغبين، هم الذين يحرسون بلدنا. وآمل أن يدرك الجنرال بلوت، الذي سيخلف فوكس، أن الخطر الحقيقي يأتي من العرب، وليس من المستوطنين اليهود"، على حد زعمها.