وأكّدت المصادر المطلعة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مصر عدلت قليلاً في طرحها المتعلق بالتصور الخاص بملء خزان السد، معتبرة "أنّ تلك الآلية ستكون عادلة للجميع".
وكانت مصر قد تقدمت في السابق بتصور، يقضي بملء خزان السد على مدار سبع سنوات، بينما تمسكت إثيوبيا برفض المقترح، حيث قدمت تصوراً مضاداً يقضي بملء الخزان خلال ثلاث سنوات.
في الشأن، أفادت مصادر دبلوماسية سودانية بالقاهرة، مطلعة على المفاوضات، لـ"العربي الجديد"، بأن "جولة مفاوضات اليوم الأول للاجتماع الثاني بالقاهرة شهدت شدّاً وجذباً بين الطرفين المصري والإثيوبي"، مشيرة إلى أن "الوفد المصري أدخل تعديلات جديدة على أطروحاته لحل الأزمة، يمثل مرونة في ظاهره، ولكننا كمعنيين بالملف، نفهم خلفيات ذلك جيداً".
وأوضحت أن "القاهرة طرحت تصوراً غير مرتبط بسنوات لملء الخزان، لكن في المقابل تشددت في مطلبها الخاص بالتشغيل المشترك للسد، وضرورة وجود ممثلين ومشرفين على عملية التشغيل، وهو حتماً ما سترفضه أديس أبابا، التي ترى في ذلك المطلب مساساً بسيادتها"، معتبرةً أن "القاهرة تناور، إذ خلال الجلسات اللاحقة تتساهل مصر في مطلب التشغيل المشترك، مقابل تساهُل إثيوبيا في مطلب سنوات الملء".
وانطلقت، مساء أمس الثلاثاء، فعاليات اليوم الثاني لاجتماعات وزراء الري من مصر، محمد عبد العاطي، والسودان، ياسر عباس، وإثيوبيا، سيلشي بيكيلي، لاستكمال المفاوضات حول ملء وتشغيل سد النهضة، ومناقشة رؤية كل دولة من الدول الثلاث في آليات الملء والتشغيل للسد الإثيوبي، بمشاركة ممثل عن البنك الدولي وآخر عن الولايات المتحدة الأميركية.
ويبحث الوزراء النقاط العالقة، منذ الاجتماع الأول الذي عقد بداية الشهر الماضي في أديس أبابا، الخاصة بالعناصر الفنية الحاكمة للملء والتشغيل، والتعامل مع حالات الجفاف، والجفاف الممتد، وإعادة الملء، إضافة إلى الآلية التنسيقية بين الدول الثلاث، واستكمال عرض وجهة نظر كل دولة في هذه العناصر.
وشهدت اجتماعات اليوم الأول خيارين لتجاوز الأزمة، حيث قال وزير الري السوداني ياسر عباس: "أجرينا محادثات ونمضي على المسار الصحيح، ونركز على المحادثات التقنية ومخاوف بعضنا بعضا، وهذا أمر حيوي لإحراز تقدم، فإذا تمكنا من الاستماع إلى مخاوفنا فإن ذلك سيمهد الطريق للمضي قدماً للوصول إلى محادثات مثمرة، وأتمنى الاستمرار بهذا الزخم في الاجتماعات المقبلة".
وتطرق عباس إلى مشكلات تشغيل سد النهضة، داعياً إلى التركيز على باقي المشكلات المتعلقة ببناء السد، مقترحاً خيارين لحل المشكلات المتعلقة بين الدول الثلاث.
وتابع عباس: "اقترحنا خيارين لكي تكون هذه المحادثات بناءة، الأول هو الاستمرار بالمحادثات والبناء على ما تم في أديس أبابا، ولكن علينا ضبط اللغة التي استخدمت وذلك لكي تصبح نقاط الخلاف والاتفاق أوضح".
وأضاف: "أما الخيار الثاني فهو التركيز على قضيتين أو ثلاث، مثل التشغيل الطويل الأمد، ولكن علينا التركيز على قضايا الدول الثلاث، مثل ما هي كمية المياه المتدفقة، وهذا يسهل العمل على حل الكثير من المسائل، وأيضا معرفة متى سنبدأ بملء هذا السد".