هدوء حذر وسط بيروت إثر "ليلة ملتهبة"

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
15 ديسمبر 2019
E2718F48-8C1D-4A38-85C9-4C1E404B0F6B
+ الخط -
خيّم هدوء حذر على وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومحتجين وعناصر من "حزب الله" و"حركة أمل"، ما أسقط - وفق حصيلة أولية رسمية - نحو 36 مصاباً، على وقع أزمة سياسية مستمرة.

وانتشرت قوات الأمن والجيش، في وسط بيروت، فيما لا يزال عناصر من الدفاع المدني موجودين في المنطقة تحسباً لأي طارئ، وللتدخل سريعاً إذا استدعى الأمر.

في المقابل، توافد مئات المحتجين إلى ساحات الاعتصام وسط بيروت، بعد دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للنزول إلى وسط بيروت لمساندة المتظاهرين بعد الأحداث الأخيرة.

وكان وسط بيروت قد شهد، في ساعات المساء، أحداث عنف في 3 ساحات. إذ جرت اشتباكات بين الأمن ومناصرين لـ"حزب الله" وحركة "أمل" اقتحموا "ساحة الشهداء"، أحد المراكز الأساسية للاحتجاجات.

وحاول محتجون دخول "ساحة النجمة"، وسط بيروت، للاعتصام أمام البرلمان، لكن قوات مكافحة الشغب منعتهم، قبل وصول تعزيزات من الجيش.

واستمر التوتر إلى ما بعد منتصف الليل في محيط مجلس النواب وساحة الشهداء، بعد إطلاق مفرقعات من جهة المتظاهرين باتجاه القوى الأمنية التي فرقت المتظاهرين مجدداً مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تراجعوا لناحية مبنى "Touch" في شارل حلو.

وامتدت عمليات الكر والفر والمواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين من وسط بيروت باتجاه شركة الكهرباء وجسر شارل حلو.

وأظهرت مشاهد مصورة ملثمين بثياب مدنية يضربون المتظاهرين. واحتدمت المواجهات أمام جريدة "النهار"، حيث حصلت حالة من الكر والفر بين عناصر قوى مكافحة الشغب التي تطلق قنابل مسيلة للدموع، ومتظاهرين يرمون العناصر الأمنيين بالحجارة والعصي. وكسرت العديد من واجهات المحال في شارع "أوروغواي".

‏وأفادت ‎قوى الأمن بأن عناصرها الذين استوجب نقلهم إلى المستشفيات يبلغ عددهم 20 عنصراً، إضافة إلى جرح 3 ضباط، ما عدا إصابة العديد من العناصر الذين عولجوا ميدانياً.

فيما أطلقت قوات أمنية قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق محتجين في ساحة "رياض الصلح".

وحول الحصيلة الأولية للاشتباكات في وسط بيروت، مساء أمس، أفاد الدفاع المدني اللبناني، عبر "تويتر"، بنقل 36 جريحاً إلى مستشفيات العاصمة. وأضاف أن المسعفين ضمدوا إصابات 54 مواطناً آخرين في المكان.

من جهته، قال الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر اللبناني، جورج الكتاني، لـ"العربي الجديد" في اتصال معه، صباح اليوم: "عملت فرق الإسعاف التابعة للجمعية على علاج 33 مصاباً ميدانياً، فيما نقلت 10 إصابات إلى المستشفيات للعلاج" مشيراً إلى أن "لا حالات خطيرة بين المصابين"، وهم الذين راوحت إصاباتهم ما بين حالات الإغماء بسبب تنشق الغاز، والجروح والكدمات بسبب ضربهم بالعصيّ، مؤكداً جاهزية فرق الإسعاف التابعة للجمعية، اليوم الأحد في حال تجدُّد الإصابات في صفوف المتظاهرين.

ويشهد لبنان احتجاجات شعبية غير مسبوقة، بدأت على خلفية مطالب معيشية في ظلّ أزمة اقتصادية لم تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.

وأجبرت الاحتجاجات، في 29 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، سعد الحريري على تقديم استقالة حكومته، وهي تضم "حزب الله" وحركة "أمل" مع قوى أخرى.

ومن المقرر أن تبدأ الاثنين المقبل مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد، في ظل خلافات بين القوى السياسية.

ذات صلة

الصورة
نعيم قاسم في كلمة له أثناء تشييع قيادي في حزب الله ببيروت، 22 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

أعلن حزب الله اليوم الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً له خلفاً لحسن نصر الله الذي استشهد في 27 سبتمبر/أيلول الماضي بغارة إسرائيلية.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آثار القصف في منطقة البقاع في لبنان (حسين بيضون)

سياسة

تعدّدت جرائم الحرب ومنفذها واحد، وهو احتلال باتت مجازره يومية بحق المدنيين في لبنان وسلوكه مركَّز على التهجير، والتدمير، مستغلاً الصمت الدولي على انتهاكاته.