قمة تعاون ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان ضد تركيا

08 أكتوبر 2019
أشار السيسي في خطابه -ضمنيا-إلى الخلاف بين تركيا وقبرص(Getty)
+ الخط -

استضافت القاهرة اليوم الثلاثاء، قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكس، للتأكيد على تحالف الدول الثلاث في مواجهة تركيا، خاصة على صعيد الخلافات المستعرة حول التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط، والنزاع الحدودي في المنطقة الاقتصادية بين أنقرة ونيقوسيا.

وبحسب الخطابات التي ألقتها الأطراف الثلاثة بعد الاجتماع، فإنهم "ناقشوا أهمية الاستمرار في التشاور المنتظم، والتنسيق الوثيق، على الصعيدين السياسي والاستراتيجي، والعمل على الارتقاء بالتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، وتكثيف التفاعلات البرلمانية والشعبية والثقافية، وتعزيز التنسيق بينهم في مختلف أطر التعاون التي تجمعهم، خاصة منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يضم إلى جانب الدول الثلاث إسرائيل وإيطاليا".

وأشار السيسي في خطابه -ضمنيا-إلى الخلاف بين تركيا وقبرص، قائلا: "نتابع ما تشهده منطقة شرق المتوسط من توتر وتصعيد في المواقف، قد ينتج عنهما استقطاب دولي وإقليمي، وذلك بسبب الممارسات أحادية الجانب، التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل، والإضرار بمصالح دول الإقليم، وأكدنا أن تحقيق الأمن والاستقرار، يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعا، تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها، وبدونها لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي".

وأضاف "جددنا دعمنا في هذا السياق للجهود التي تقوم بها الحكومة القبرصية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية القبرصية، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وذكر السيسي أن حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، "تمثل تهديداً للفرص المتاحة أمام دول الإقليم، وتحرم شعوبها من أهم حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة الآمنة، فضلا عن تعطيل تلك الشعوب عن اللحاق بركب التقدم والتنمية، وخلق أزمات جديدة في مجتمعاتهم، وتصدير تبعاتها إلى خارج المنطقة، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من جريمة منظمة واتجار بالبشر".

ولفت إلى أن المحادثات تناولت أيضا قضية الهجرة غير الشرعية، وما يرتبط بها من مسببات ونتائج، وكذلك سبل معالجتها، أخذا في الاعتبار الفروق الديموغرافية بين شعوب المنطقة، واحتياجات سوق العمل الأوروبية، والتي قد تكون أساساً لاحتواء الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية، بشكل يعود بالنفع على كل الأطراف.

وأشار السيسي إلى أن "التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار بها، وضرورة المعالجة الشاملة لجذور الأزمة الليبية، عبر الالتزام بتطبيق عناصر خطة الأمم المتحدة، التي اعتمدها مجلس الأمن نهاية عام 2017، وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وتحقيق الرقابة البرلمانية على القرار السياسي والاقتصادي الليبي، بالإضافة إلى المواجهة الحاسمة للتدخلات الخارجية، الرامية لاستمرار عدم الاستقرار في ليبيا عبر دعم المليشيات الإرهابية فيها".

ووصف السيسي في كلمته القضية الفلسطينية، بأنها "لا تزال بوصلة القضايا في الشرق الأوسط"، وأن الدول الثلاث متفقة على أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما تم التوقيع على عدد من الوثائق والبرامج التنفيذية، بين مصر وقبرص واليونان، في مجال الترويج للاستثمار للأعوام من 2019 إلى 2021، وكذا التوقيع على اتفاق منع الازدواج الضريبي بين مصر وقبرص.

المساهمون