عشرات القتلى والجرحى في غارة للتحالف على الحديدة

02 اغسطس 2018
حصيلة الغارات مرشحة للارتفاع (فيسبوك)
+ الخط -
قُتل وأصيب العشرات من المدنيين، الخميس، جراء غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي في محافظة الحديدة غربي اليمن، بالترافق مع التصعيد الذي تشهده المحافظة، منذ أكثر من أسبوع.

وأوضح مكتب وزارة الصحة اليمنية في الحديدة، أن عدد القتلى ارتفع إلى 52، بالإضافة إلى أكثر من 100 جريح.

وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، باستهداف التحالف سوق "حراج السمك"، وتجمعاً آخر لمدنيين أمام بوابة مستشفى الثورة العام، في المدينة، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

ووفقاً للمصادر، فقد أطلق المستشفى في المدينة، نداءً للتبرع للمصابين الذين نُقلوا إلى مستشفى الثورة ومستشفيات أخرى في الحديدة، ولم يصدر تعليق فوري من قبل التحالف.

وقال يحيى أحمد، من أبناء الحديدة، إن شقيقه أحد المصابين، وإن القصف استهدف سوق السمك، فيما استهدفت غارة أخرى بوابة مستشفى الثورة أثناء تواجد مئات المدنيين وسائقي السيارات والباعة المتجولين.

وأوضح أحمد لـ"العربي الجديد"، أن "العديد من السيارات احترقت من جراء القصف الذي تسبب بحالة هلع بين المدنيين، كما وقعت العديد من حالات الإغماء بين المواطنين المتواجدين في مكان القصف". مشيراً إلى أن شقيقه أصيب في القصف وتعرضت سيارته للدمار بشكل كامل أمام بوابة المستشفى.

وكان مكتب الصحة والسكان وبنك الدم في مستشفى الثورة، وجها نداءً عاجلاً للمواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين، وأكد مدير الإحصاء بالمستشفى، يوسف بورجي، أن أكثر من 28 مدنياً قُتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، بينهم نساء وأطفال في حصيلة أولية.

وأضاف بورجي لـ"العربي الجديد"، أن "بين القتلى أربع نساء وثلاثة أطفال كانوا في سوق السمك أثناء الغارات. المستشفى يحاول تقديم الخدمات الطبية والإسعافية للضحايا، وهناك مصابون تم نقلهم إلى عدد من مستشفيات المدينة".

وأوضح أن "أغلب المصابين حالتهم خطيرة، وتم العثور على أشلاء جثث لم يتم التعرف على هوية أصحابها، ولايزال البحث متواصلاً عن مفقودين في المواقع التي تعرضت للقصف. من بين الضحايا أسرة كانت داخل سيارة أمام المستشفى لزيارة أحد المرضى".

وأشار إلى أن "العديد من الحالات تحتاج إلى عمليات جراحية، وهناك ضغط كبير على الكادر الطبي الذي يحاول تجاوز الصعوبات والعمل وفق الإمكانيات المتاحة".

إلى ذلك، نفى المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، أن يكون التحالف قد نفّذ أي عمليات داخل الحديدة يوم الخميس، متّهمًا ما أسماها بـ"المليشيات" بأنها هي من "نفذت عملية قتل المدنيين"، قائلًا إن التحالف "يستنكر ما جرى".

ويعاني سكان محافظة الحديدة من أوضاع إنسانية صعبة من جراء تصاعد حدة المعارك بين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية في المدينة.

وجاء القصف، في ظل التصعيد الجوي، الذي تشهده الحديدة، منذ أسبوع، حيث يواصل التحالف ضرباته الجوية، ضد أهداف مفترضة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بمدينة الحديدة ومحيطها، وسط استعدادات لقوات الشرعية باستئناف العمليات العسكرية الهادفة إلى انتزاع السيطرة على المدينة ومينائها من الجماعة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم، جلسة يستمع خلالها إلى إفادة من المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، حول أحدث مستجدات جهود السلام، بما فيها تلك المتعلقة بمساعي وقف التصعيد العسكري في الحديدة.