ماكرون يلتقي ميركل في برلين اليوم: اللاجئون وميزانية منطقة اليورو

19 يونيو 2018
تجد المستشارة نفسها أمام تحوّل مضاد للإجماع الأوروبي (Getty)
+ الخط -


تواصل المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، جهودها لإيجاد حل أوروبي لمشكلة اللاجئين، في لقاء ثنائي يجمعها، اليوم الثلاثاء، بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في برلين، قبل أن يتوسع اللقاء، ليشمل وزراء الداخلية والدفاع والاقتصاد والمالية.

يأتي ذلك بعد لقاء ميركل، مساء أمس، مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في مقر المستشارية، حيث وعدت الأخير بالمزيد من الدعم والتوزيع المترابط للاجئين. في وقت تجد المستشارة نفسها، أمام تحول للإجماع السياسي في أوروبا إزاء قضية اللاجئين، وحكومتها في حالة عزل، وباتت تقاوم وحيدة، بدون دعم الدنمارك وهولندا والنمسا والسويد والمجر وإيطاليا، وتسعى لحلول أوروبية لا تفضي إلى العزلة الكاملة ولا التخلي عن المعايير الإنسانية.

ويبدو أن المستشارة، وفي خضم الخلاف الحاد مع وزير الداخلية، هورست زيهوفر، زعيم "الحزب الشقيق" في الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه، ووصول اليمين الشعبوي إلى السلطة في عدد من الدول الأوروبية المتأثرة بموجات اللجوء، مثل النمسا وإيطاليا؛ باتت بحاجة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى شريك بحجم فرنسا ماكرون للعمل على حل أوروبي سريع لقضية اللاجئين، من منطلق أن كلاهما يريد تنظيمًا مشتركًا للجوء، بعيدًا عن الحلول الوطنية التي لا تساعد في إيجاد آلية دائمة لاستقبال وتوزيع اللاجئين، وبحاجة أيضًا إلى دعم وكالة "فرونتكس"، لتصبح شرطة حدود أوروبية حقيقية.


ويحتم الواقع الأوروبي الجديد على المستشارة استيعاب الرئيس الفرنسي، ومسايرة طروحاته في عدد من القضايا الأوروبية الأخرى، بينها ميزانية الاستثمار لمنطقة اليورو، والاتحاد الاقتصادي والنقدي المعزز بمزيد من التعاون في السياسة الخارجية والدفاعية. إلا أن ماكرون لا يريد مساعدة ميركل بأي ثمن، ويأمل من برلين توثيق التعاون في منطقة اليورو، وبدعم طروحاته حول الميزانية الأوروبية المشتركة لمنطقة اليورو، فيما ميركل تريد فقط ميزانية استثمارية.


وبالنسبة لماكرون، بات من المهم أن يظهر أي اتفاق، بعد الوعود التي أطلقها بخصوص الإصلاح المالي للاتحاد الأوروبي خلال حملته الانتخابية، وميزانية منطقة اليورو عنصر مهم في ذلك، وإن لم يكن المحور المركزي لسياسة فرنسا أوروبيًا.

وتأتي زيارة ماكرون، قبل أسبوعين من انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وتعهد المستشارة، أمس الاثنين، لشريكها الأصغر في الائتلاف الحاكم، الحزب الاجتماعي المسيحي، بإيجاد حل لمسألة اللاجئين المسجلين في دول أوروبية أخرى، قد يكون عبر التوصل إلى اتفاقات ثنائية مع دول أخرى في أوروبا؛ الأمر الذي يعتبر بمثابة تحد يحتاج إلى إجابة أوروبية، وأحد أهم العوامل الحاسمة لتماسك أوروبا، بحسب رأي المستشارة، التي تريد أن تتخذ خطوة حاسمة إلى الأمام تظهر فيها التضامن والوحدة أوروبيًا، من خلال خلق نظام لجوء مشترك يعتمد على المعايير والقواعد ذاتها لترحيل وقبول اللاجئين، بغض النظر عن المكان الذي يتقدم به اللاجئون بطلبات الحماية.