في زيارة غير معلنة، وصل رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، على رأس وفدٍ عسكري رفيع، مساء الخميس، إلى بغداد، بحسب ما صدر عن السلطات العراقية في بيان رسمي، مؤكدة أن أكار التقى نظيره العراقي عثمان الغانمي، فيما رجحت مصادر عراقية تكثيف التعاون بين الطرفين لمواجهة "حزب العمال الكردستاني".
وذكر البيان أن المسؤول التركي استُقبل رسميّاً في مقرّ وزارة الدفاع العراقية، وسط معلومات تتحدث عن أن سبب الزيارة هو التنسيق العسكري بين بغداد وأنقرة في ما يتعلق بمواقع "حزب العمال الكردستاني" في سفوح جبال قنديل وزاخو وسنجار شمالي العراق، إثر تنفيذ "الكردستاني" مؤخراً هجمات إرهابية استهدفت القوات التركية ومصالح مدنية في بلدات تركية عدة.
ووفقاً للبيان الذي صدر عن وزارة الدفاع العراقية، فإن رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول الركن عثمان الغانمي، استقبل نظيره في بغداد، فيما أكد مسؤول عسكري عراقي أن وفداً عسكرياً كبيراً يرافق رئيس أركان الجيش التركي خلال زيارته، وأن الطرفين، التركي والعراقي عقدا اجتماعاً مغلقاً مع القادة العراقيين في الجيش وقوات حرس الحدود العراقية، مرجحاً أن يلتقي أكار أيضاً رئيس الوزراء حيدر العبادي، خلال الزيارة.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن ملف وجود مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" في مناطق شمال العراق، واستخدامهم الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على تركيا، سيكون على رأس مباحثات الجانبين، حيث تأمل أنقرة القضاء على بؤر التهديد القادمة من الأراضي العراقية من خلال مسلحي "الكردستاني"، مرجحاً أن يحصل الجانب التركي على تجاوب كامل من قبل الحكومة العراقية حول الملف، خاصة بعد تسليم أنقرة مطلوبين بتهم الإرهاب للعراقيين وتعهدها بدفع خمسة مليارات دولار قروضاً ميسرة للعراق خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت الذي عقد الشهر الماضي، إضافة إلى زيادة حصة العراق المائية في دجلة والفرات.
وفي هذا الشأن، توقع المحلل السياسي علي البدري أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية، ومزيد من التنسيق بين البلدين، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما يجمع تركيا بالعراق "بات أكثر مما يفرقهما، وهناك جوانب فنية وعسكرية من السهولة الاتفاق عليها".
وزاد التنسيق العراقي – التركي بشكل واضح بعد الأزمة التي أثارها استفتاء الانفصال الذي أجراه إقليم كردستان في سبتمبر/أيلول الماضي. وعلى إثر الاستفتاء، زار رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي تركيا في الشهر ذاته، والتقى نظيره التركي، حيث اتفق الطرفان على اتخاذ مجموعة تدابير للحد من آثار الاستفتاء، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب.