وقال الناشط الميداني عمر خطيب لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام واصلت القصف على مدينة دوما، صباح اليوم، براجمات الصواريخ، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين على الأقل، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة"، مضيفاً أنّ "طائرات النظام السوري قصفت منطقة في بلدة الريحان القريبة من دوما، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين على الأقل، وإصابة آخرين".
وكان الطيران الحربي التابع للنظام قد استهدف منطقة سكنية في مدينة دوما بقنابل "نابالم" الحارقة، والقنابل الفراغية، عند منتصف الليلة الماضية، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين من عائلة واحدة، كما أسفر القصف عن وقوع جرحى، وفق ما أفاد به الناشط حازم الشامي لـ"العربي الجديد".
وأضاف الناشط أنّ "العديد من الغارات الجوية الروسية، إضافة لأكثر من 100 صاروخ، استهدفت بلدة حزة ومدن زملكا وعين ترما ودوما".
كما تحدّث مصدر من "مركز الغوطة الإعلامي" لـ"العربي الجديد"، عن مقتل مدني وإصابة آخرين، جراء قصف صاروخي من قوات النظام على مدينة حرستا.
وأضاف المصدر أنّ "طفلاً قُتل، وأُصيب آخرون، جراء غارات جوية من النظام السوري على الأحياء السكنية في بلدة أوتايا وبلدة سقبا".
وطاول القصف الجوي بلدة الشيفونية بخمس غارات متتالية، مسفراً عن أضرار مادية جسيمة، وذلك بعيد استهداف البلدة بغاز الكلور السام.
وأكدت "مديرية الصحة في ريف دمشق" التابعة للمعارضة السورية، في بيان، مقتل طفل وإصابة ثمانية عشر مدنياً، بحالات "تخرش" شديدة في الجهاز التنفسي وإغماء ودوار وغشاوة في العيون، نتيجة تعرّض بلدة الشيفونية لقصف بمواد سامة، يُرجّح أنّه غاز الكلور.
وأضاف البيان أنّ "رائحة الكلور كانت عالقة بملابس المصابين، وأكد المسعفون والأهالي، عبر شهاداتهم عن الحادثة، انتشار رائحة الكلور في المنطقة التي تعرّضت للقصف".
من جانبه، قال رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، على حسابه في "تويتر"، إنّ "استخدام غاز الكلور السام من قبل النظام السوري في بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، تصعيد خطير وتحد لمبادئ القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية".
وأضاف أنّ "عدد المصابين حتى اللحظة 16، منهم 6 أطفال، وفرق الدفاع المدني تقوم بواجبها".
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) February 25, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) February 25, 2018
|
وفي السياق، قُتل مسعف ورجل، وجُرح آخرون، مساء الأحد، نتيجة قصف مدفعي من قوات النظام السوري على حي جوبر، شرقي مدينة دمشق، الملاصق للغوطة الشرقية.
محاولة الاقتحام مستمرة
وتوازياً، شنّت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، هجوماً على ثلاثة محاور في الغوطة الشرقية، في محاولة جديدة لاقتحام المنطقة المحاصرة، وذلك على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي نصّ على هدنة في سورية.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام هاجمت مواقع المعارضة السورية المسلحة في محور كرم الرصاص، شمال غرب مدينة دوما من الجهة الغربية للغوطة، ومحور الشيفونية والزريقية في شرق الغوطة، حيث تدور معارك عنيفة، في محاولة صد الهجوم من قبل المعارضة".
وتزامن ذلك أيضاً مع محاولة اقتحام من محور منطقة المشافي وحي العجمي، في أطراف مدينة حرستا، غربي الغوطة الشرقية.
من جانبه، أعلن فصيل "جيش الإسلام" عن إصابة طائرة "L39" تابعة لقوات النظام، بعد استهدافها بالمضادات الأرضية، وإصابتها إصابة مباشرة فوق الغوطة الشرقية، موضحاً أنّ الطائرة هبطت اضطرارياً في مطار ضمير، وسط أنباء عن احتراقها على مدرج المطار.
وكانت قوات النظام قد بدأت محاولة اقتحام في الغوطة الشرقية، بعيد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي نص على هدنة في سورية لمدة ثلاثين يوماً.
واعتمد مجلس الأمن بالإجماع، مساء السبت الماضي، القرار رقم 2401، بعد مفاوضات طويلة وشاقة مع روسيا حليفة النظام السوري.
وطالب القرار كلّ الأطراف في سورية بوقف الأعمال القتالية، والتواصل بين كافة الأطراف لفرض هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً متتابعة في كل أنحاء سورية، بهدف بتوصيل المساعدات والخدمات الإنسانية، والإجلاء الطبي بشكل دائم وبدون عوائق، بما يتوافق مع القانون الدولي.
وأكد القرار على أن وقف الأعمال القتالية لن يشمل العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة"، وكل الأفراد والجماعات والجهات المرتبطة بهم أو بالجماعات الإرهابية الأخرى.