تقرير إسرائيلي: الدول العربية تحرز تقدماً في بناء المفاعلات النووية بتأييد روسي

12 فبراير 2018
تعاون عربي روسي في مجال الطاقة الذرية(بيتر كوفاليف/Getty)
+ الخط -


أفاد تقرير إسرائيلي، اليوم الإثنين، بأن روسيا تشجع الدول العربية على الاتجاه نحو بناء المفاعلات الذرية، بذريعة حاجة هذه الدول لتوفير الطلب الكبير على الطاقة، لأهداف اقتصادية.

وأشار التقرير، الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للمركز متعدد المجالات في هرتسليا، وينتظر أن ينشر كاملاً الأسبوع المقبل، إلى أن الدول العربية قطعت شوطاً طويلاً في هذا المجال، خصوصاً الدول في شمال أفريقيا، لافتاً إلى أن الإمارات العربية المتحدة ستكون أول دولة عربية تستخدم المفاعل النووي لهذه الغايات، ويتوقع أن تتبعها بعد ذلك كل من مصر والسعودية والأردن والسودان وتونس والجزائر، بحسب التقرير.

وأضاف أن هذه الدول أعلنت مراراً في الماضي عن نواياها بإقامة مثل هذه المفاعلات، وهي تسير نحو تنفيذ هذه النوايا، وترجمتها على أرض الواقع بدرجات مختلفة من حيث مراحل البناء.

ويدعي كاتب التقرير الإسرائيلي، العقيد احتياط شاؤل شاي، أن المسوغات التي تسوقها هذه الدول، وفي مقدمتها الحاجة إلى الطاقة، ليست الدافع الوحيد لهذه الخطط والبرامج، وإنما أيضاً "رد من الدول العربية السنية على المشروع النووي الإيراني، وهو توجه يحظى بتأييد ودعم روسي".


ويرى التقرير أن روسيا "تأمل بتزويد هذه الدول بالخبرات والتكنولوجيا اللازمتين كأداة لتعزيز مكانتها الإقليمية".

ويدعي التقرير العبري أن المعلومات التي تم جمعها خلال دراسة الموضوع تساند الادعاء الإسرائيلي بأن الخوف من إيران نووية يقود إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، بحيث تقود هذا التوجه الدول المناوئة لطهران، وفي مقدمتها مصر والسعودية وتركيا والأردن ودول الخليج العربي.

كما يدعي التقرير، في هذا السياق، أنّ "الاتفاق النووي مع إيران يمنح الدول العربية فرصة زمنية لتطوير بنى تحتية لمشاريع نووية خاصة بها، على الرغم من وجود فجوة كبيرة بين اكتساب المعرفة وتكنولوجيا الذرة ومفاعل تستخدم لإنتاج الطاقة وبين القدرة على تطوير برامج نووية، لكن توفر المعرفة والبنى التحتية يمكن لها أن تساهم في تقصير المدة اللازمة لتحويل هذه التكنولوجيا من الأغراض المدنية للأغراض العسكرية".

ويبرز التقرير كون دولة الإمارات العربية الأولى من بين الدول العربية التي ستتمكن من تدشين مفاعل نووي بمساعدة من كوريا الشمالية، وستليها في الترتيب العربية السعودية التي كانت استأجرت منذ العام 2011 خدمات شركة مدنية لإجراء مسح للمملكة لتحديد الموقع الأفضل لإقامة مفاعل نووي، كما أنها وقعت اتفاقاً مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ودول أخرى للتعاون في مجال الطاقة الذرية.

وفي الشأن ذاته، لفت التقرير إلى أن السعودية كانت ساعدت الباكستان للحصول على قدرات نووية، عندما كانت الأخيرة تحت عقوبات اقتصادية دولية بسبب مشروعها الذري.

وتابع أنّ السعي للحصول على القدرات النووية ينطلق أيضاً من مصر، التي اجتمع رئيسها، عبد الفتاح السيسي، أخيراً، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف التوقيع على اتفاق للتعاون من أجل إقامة مفاعل ذري قرب الإسكندرية.

ونص الاتفاق، بحسب التقرير الإسرائيلي، على أن تستعين مصر بخدمات وكالة الطاقة الذرية الروسية، لإقامة وتفعيل المفاعلات الأربعة على مدار السنوات الستين المقبلة.

ووفقاً للتقرير، فإن الاتفاق المصري الروسي يضاف إلى اتفاقات مشابهة للتعاون في مجال الطاقة الذرية وقعتها روسيا مع كل من السودان والجزائر وتونس، كما أن الأردن تحرك هو الآخر للحصول على هذه الخبرات بمساعدة كوريا الجنوبية.

وينسب الباحث الإسرائيلي ازدهار التعاون بين روسيا وهذه الدول إلى رغبة فلاديمير بوتين باستعادة مكانة روسيا كدولة عظمى في الشرق الأوسط، إذ يوجه بوتين الخبراء والمستشارين لكل دولة توقع على مثل هذه الاتفاقيات، ويعزز من علاقات روسيا مع الدول العربية.

ويرى التقرير أن هذا النشاط العربي وعلى الرغم من أن الحديث في المرحلة الأولى عن السعي لامتلاك تكنولوجيا الذرة للأغراض المدنية والسلمية، إلا أنه من شأن هذه الدول ورداً على التحدي الإيراني الذري، أن تتجه مستقبلاً إلى تحويل هذه التكنولوجيا إلى الأغراض العسكرية، وبالتالي فإن "دلالات هذه التطورات على الأمن الإسرائيلي ستكون مرهونة بطبيعة ومدى حسن علاقات إسرائيل مع هذه الدول".

دلالات