ترامب: لدينا تسجيل وحشي ومروّع لمعاناة خاشقجي ولا أرغب في سماعه

18 نوفمبر 2018
تواصل ترامب مع بن سلمان قبل أيام (Getty)
+ الخط -
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، حصول الولايات المتحدة على التسجيل الذي يوثق جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، والذي تمتلكه تركيا وأطلعت عليه الدول الكبرى، لكنه علّق بأنه لا يرغب في الاستماع إلى التسجيل الذي يوثق معاناة خاشقجي، لأنه "مروّع للغاية".

وفيما تتزايد الدعوات لمعاقبة الرياض على خلفية الجريمة، واصل ترامب، خلال مقابلة مع الصحافي كريس والاس على قناة "فوكس" الإخبارية، دفاعه عن المملكة وولي عهدها محمد بن سلمان، المقرب منه ومن صهره جاريد كوشنر، كحليف استراتيجي، قائلاً عن السعودية: "أريد التمسك بحليف كان جيداً على أكثر من صعيد".

وأضاف أن "ولي العهد السعودي كرّر لي أنه لم يكن له أي دور في قتل خاشقجي، وآخر مرة كانت قبل بضعة أيام".

وفي ما يتعلق بالتسجيل تحديداً، قال الرئيس الأميركي: "تلقيت إحاطة كاملة حول تلك (التسجيلات)، وليس لديّ سبب للاستماع إليها، وسألت بعض الناس هل عليّ أن أستمع إليها؟ وقالوا لي إنه لا يتعين عليّ ذلك.. التسجيلات عنيفة ووحشية ومروّعة للغاية".

ولدى سؤاله عما إذا كان ولي العهد السعودي قد كذب عليه بشأن عدم إصداره الأوامر بقتل خاشقجي، قال ترامب: "لا أعرف. من يمكنه معرفة ذلك حقاً؟ (إذا كان يكذب). لكن ما يمكنني قوله، إن هناك الكثير من الأشخاص (في السعودية) الذين قالوا إن لا علاقة له بالجريمة".

وعندما كرّر المحاور سؤاله، قال ترامب إن "محمد بن سلمان أكد لي ألا علاقة له، خمس مرات، آخرها منذ بضعة أيام... لكن ما نعرفه هو أن أشخاصاً، يبدو أنهم مقربون جداً منه، متورطون" في الجريمة، و"نحن كما تعرف فرضنا على عدد كبير (منهم) عقوبات كبيرة"، ليعود ويدافع عن السعودية كـ"حليف استراتيجي".

وقال ترامب متوجهاً إلى محاوره: "كما رأيت لقد فرضنا عقوبات قاسية، عقوبات كبيرة على مجموعة كبيرة من السعوديين، ولكن في الوقت ذاته لدينا حليف، وأريد أن أبقى مع هذا الحليف الذي كان جيداً في كثير من الأحيان".

وفي ما يتعلق باليمن تحديداً، استخدم ترامب المثل الشائع "رقصة التانغو تحتاج إلى شخصين"، مضيفاً: "نحتاج إلى طرفي الصراع لحل الأزمة، أنا أريد أن يوقف السعوديون الحرب، ولكن أريد أيضاً أن توقف إيران ذلك"، في إشارة إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التي شنّ التحالف السعودي الإماراتي حرباً على اليمن مستهدفاً إياها، ومتهماً إيران بدعمها.

وفي وقت سابق قال ترامب إن الولايات المتحدة ستحدّد "خلال اليومين المقبلين" من قتل الصحافي السعودي، وما هو الأثر العام لهذه الجريمة، وذلك بعدما خلص تقرير لوكالة "سي.آي.إيه" إلى أن محمد بن سلمان متورط في جريمة قتل خاشقجي، لكن ترامب وصف ذلك بأنه "سابق لأوانه".

وأوضح ترامب أن "تقريراً كاملاً" حول "من فعل ذلك" سيتم الانتهاء منه بحلول الإثنين أو الثلاثاء المقبلين، وذلك في حديث له مع الصحافيين في ماليبو بكاليفورنيا.


وفرضت الولايات المتحدة يوم الخميس عقوبات مالية على 17 سعودياً متهمين بالضلوع في جريمة قتل خاشقجي، بينهم مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان، وعلى رأسهم مستشاره المقال سعود القحطاني، وخبير الأدلة الجنائية صلاح الطبيقي، وذلك وفقاً لقانون ماغنتسكي.

في المقابل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم أن كريستين فونتين روز، المسؤولة عن تنظيم السياسات المتعلقة بعلاقة الولايات المتحدة الأميركية بالسعودية،
استقالت من عملها في البيت الأبيض.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين اثنين أن فونتين روز قدمت استقالتها من عملها يوم الجمعة الماضي.

وأدت فونتين روز دوراً محورياً في فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على عدد من المسؤولين السعوديين، على خلفية قضية مقتل خاشقجي.



وفي سياق التحقيقات، أشار وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى "احتمال" مغادرة قتلة خاشجقي تركيا "بسهولة" بعد ارتكاب الجريمة ببضع ساعات، "نظراً لحصانتهم الدبلوماسية"، وأنهم "ربما نقلوا أجزاء جثته معهم في حقائب"، بحسب ما نقلت عنه قناة "سي إن إن ترك".

وقال أكار، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ندوة أقيمت على هامش منتدى "هاليفاكس" للأمن الدولي في كندا، إن "18 شخصاً شاركوا في عملية قتل خاشقجي، بينهم الـ15 الذين جاؤوا إلى مدينة إسطنبول التركية من السعودية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

وأضاف: "من المحتمل أنهم ارتكبوا الجريمة، ثم غادروا تركيا في غضون ثلاث أو أربع ساعات(..) نظراً للحصانة الدبلوماسية، فإنهم قاموا بذلك بسهولة جدًا، إذ لم يواجهوا مشاكل بشأن الحقائب".