العاهل الأردني يلغي "الباقورة" من اتفاقية السلام مع إسرائيل ونتنياهو يريد التفاوض
وشدد العاهل الأردني على أن "الباقورة والغمر أراضٍ أردنية وستبقى أردنية ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".
وأضاف: "أولوياتنا في مثل هذه الظروف الإقليمية الصعبة، هي حماية مصالحنا وعمل كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".
كذلك غرّد العاهل الأردني على تويتر اليوم، قائلاً: "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام يأتي انطلاقاً من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".
Twitter Post
|
ويوم الجمعة الماضي، نظمت فعاليات شعبية ونقابية وحزبية أردنية مسيرة، قرب مجمع النقابات المهنية في الشميساني بالعاصمة عمّان، احتجاجاً على الصمت الحكومي حول أراضي الباقورة والغمر المؤجرة للاحتلال.
وطالب المشاركون في المسيرة الحكومة، بضرورة إعلان موقفها الواضح والصريح بعدم تجديد تأجير هذه الأراضي للعدو الصهيوني وإبلاغه بذلك رسمياً، مستهجنين استمرار الصمت الحكومي حيال هذه القضية الوطنية.
وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز خلال لقائه مجموعة شبابية، ظهر يوم الخميس، إن الصمت الحكومي حول قضية تأجير أراضي الباقورة والغمر لن يطول، مشيراً إلى أن الحكومة ستعلن للمواطنين إجراءاتها بخصوص هذا الموضوع في الوقت المناسب.
إسرائيل تسعى للتمديد
وفي أول رد رسمي على القرار الأردني، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن الحكومة الإسرائيلية ستدخل في مفاوضات مع الأردن، من أجل تمديد فترة استئجار منطقتي الباقورة والغمر.
ووصف نتنياهو الذي كان يتحدث في مراسم رسمية للذكرى الـ23 لاغتيال رئيس حكومة إسرائيل الأسبق إسحاق رابين، السلام مع الأردن بأنه "سلام حقيقي"، وأن معاهدات السلام مع الأردن ومصر أثبتت نفسها من حيث التعاون الوثيق بين هذه الدول وإسرائيل.
وأضاف رئيس الحكومة، أن إسرائيل "تحسن علاقاتها مع مزيد من الدول العربية الأخرى، التي لم تعد تعتبر إسرائيل خطراً عليها، بل ترى في إسرائيل شريكاً في مواجهة الخطر الإيراني والتهديدات الأخرى".
وأقر نتنياهو بالفجوة بين مواقف الأنظمة العربية ومواقف الشارع العربي، لكنه زعم أن هناك تحولاً في الشارع العربي، وإن كان تدريجياً لصالح تحسين مواقفه ونظرته من إسرائيل، كما ينعكس ذلك على صفحات التواصل الاجتماعية بما في ذلك الإيرانية.
وكرر هجومه على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مدعياً أن جوهر الصراع هو في عدم اعتراف الفلسطينيين بحق إسرائيل بالوجود والعيش بأمان كدولة الشعب اليهودي.
واحتلت إسرائيل منطقة الباقورة عام 1950، وتبلغ مساحتها ستة آلاف دونم، استعاد الأردن منها 850 دونماً فقط في عام 1994 ضمن اتفاقية السلام.
أما منطقة الغمر الواقعة بالقرب من طريق البحر الميت القديم داخل الأراضي الأردنية بشكل طولي، فقد احتلتها إسرائيل عام 1967، ومساحتها 4000 دونم، وجميعها مناطق زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.
ومنحت اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية (وادي عربة) إسرائيل حق استخدام هذه الأراضي لمدة 25 عاماً، ويحق لأي من الطرفين قبل انتهاء المدة بعام إبلاغ الطرف الآخر برغبته في إنهاء الاتفاق حولها، فتستطيع الحكومة إبلاغ الجانب الإسرائيلي عدم رغبتها في التجديد في موعد أقصاه 26 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وإن حدث ما هو خلاف ذلك فسيتم تمديد الاتفاقية تلقائياً لخمسة وعشرين عاماً جديدة.