أي دور ستلعبه السيدة الأولى بريجيت ماكرون في فرنسا؟

04 يوليو 2017
تتمتع بريجيت ماكرون بشعبية كبيرة(Getty)
+ الخط -
تتسلط الأضواء، هذه الأيام، على الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، والدور المرتقب لها. وتقول المعارضة إن الرئيس بصدد إرساء نظام ملكي، بسبب القفز على صلاحيات رئيس الحكومة الفرنسي، إدوارد فيليب، المخوَّل بالكشف عن تصريح الحكومة، أو البرنامج الحكومي، أمام نواب الأمّة، وليس الرئيس في خطاب "بونابارتي" في قصر فيرساي، أمام أعضاء مجلس الشيوخ والنواب.

هذا الأمر دفع حركة "فرنسا غير الخاضعة" والحزب الشيوعي الفرنسي لمقاطعة خطاب فيرساي، والتظاهر في ساحة الجمهورية، بانتقاد لما يريان فيه "انحرافاً نحو الملكية"، وتجاوزات دستورية وإلغاء غير معلن لوظيفة رئيس الحكومة "لأن النظام الجمهوري يستلزم، أولاً، أن يتحدث رئيس الحكومة، وأن تصوّت الجمعية الوطنية، ثم إن شاء رئيس الدولة أن يُعرّفَ برؤيته الشاملة، فليفعل"، كما صرّح الصحافي والسياسي اليساري جان لوك ميلانشون.

وبدا الرئيس الفرنسي في عجلة من أمره، واعداً بتطبيق الوعود الانتخابية الدستورية في غضون سنة، ومبرزاً رغبة جارفة في "العمل وفي تسريع حركية المجتمع"، ومُشهداً الفرنسيين على قراره بالعودة، مرة كل سنة، أمام الشعب لإطلاعه على نتائج حكمه.

وكما يقال، فإن "الملك يحتاح إلى ملكة". وهو ما يعني أن الوضعية "الرسمية"، السيدة الأولى، زوجة رئيس الجمهورية، لبريجيت ماكرون، ستتحدد في الأيام القليلة المقبلة.

ولا شيء يمكنه أن يحول بين هذه السيدة التي ساهمت، بشكل أكبر مما يُتصوَّر، في حمل زوجها إلى حكم فرنسا، وبين طموحها الجارف في خدمة فرنسا، على طريقتها، وأن تكون عند حسن المعجبين الكثر بها، حيث إنها تتلقى رسائل أكثر ممّا كانت تتلقاه من سبقنها إلى قصر الإليزيه. وهي رسائل جعلت منها "نجمة" في شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد بدأت ملامح وضعية واشتغال بريجيت تتضح، شيئاً فشيئاً، من حيث تعيين طاقم من خمسة أفراد مكلفين بإدارة مراسلات الفرنسيين مع السيدة الأولى.

ولم يُخْف إيمانويل ماكرون، في أكثر من مرة، وهو ينتقد النفاق السياسي، رغبتَه في رؤية زوجته تؤدي دوراً لها إلى جانبه، حين صرّح، من قبل، بأن زوجته ستكون لديها وضعيةٌ مكتوبة. لم يذهب الرئيس إلى درجة مَنحها مُرتَّباً مالياً، ولكنه وعَد بأن يكون لها "دورٌ رسمي".

وتستطيع السيدة الأولى، في الوقت الراهن، كما كان شأن من سبَقْنَها إلى هذا المنصب، الحصول على مكتب لها ونظام حماية، يقتطع من ميزانية الإليزيه، مباشرة. ولكن الدستور الفرنسي، كما البروتوكول، إلى الآن، لا يُفصحان عن دور ما للسيدة الأولى.
ولهذا السبب يتم إعداد ميثاق رسمي، يكون من أولوياته وضع ميزانية تحت تصرف مكتب السيدة الأولى، التي لم تُخف رغبتَها في أداء مهمات (خيرية خاصة) كثيرة.

ويرى مراقبون أن ممارسة السياسة على الطريقة الأميركية التي بدأها الرئيس إيمانويل ماكرون، تشي بأن السيدة الأولى الفرنسية ستؤدي دوراً أقرب إلى دور السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه لن يكون مختلفاً، بشكل كبير، عما قامت به السيدة ميشيل أوباما، فيما يتعلق بالأعمال الإنسانية والخيرية والتربوية، والصحية خاصة قضية المعوقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة.

ولا يستبعد آخَرون أن تنخرط السيدة الأولى في فرنسا، وهي مُدرّسة الأدب، سابقاً، في أعمال ثقافية، خاصة أنه تربطها علاقات جيدة مع وزيرة الثقافة الفرنسية، فرانسواز نيسين.

ويبدو أن عشقها للأدب، ونقل هذه الهواية لزوجها إيمانويل ماكرون، هي التي جعلت الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه، أكثر تعاطُفاً مع هذا الرئيس مقارنة بمن سبقه، حين قال في لقاء له مع صحيفة "لوجورنال ديمانش"، قبل يومين "في فضاء الإليزيه، وخلال الولايات الرئاسية الأخيرة، كانت المنارات (الثقافية) هي المُغنّي جان هوليداي، أكثر مما كانت هي المفكر بول ريكور"، في إشارة إلى الضحالة الثقافية والفكرية لدى الرؤساء جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، وفي غمز من الاستشهاد المتكرر للرئيس الجديد بأستاذه المفكر الراحل، بول ريكور.

وأضاف ريجيس دوبريه: "إن رئيساً يقرأ كُتُباً، أمر مُنعش، ولكن المستقبل سيقول لنا إن كان الأمر واعداً". ويختم متفائلاً "إن رؤية رجل يريد التحكم في كل شيء، بعد مرحلة سياسية عاصفة، ولا يمنح الكلمة الأخيرة للقناة الإخبارية (بي إف إم. تيفي)، يمكن أن يُثير فضولاً حقيقياً، لِنَقُل، يثير ابتسامة، ما بين السخرية والترقب". ​


دلالات
المساهمون