رفض شعبي
إلى ذلك، توقع مصدر برلماني بارز أن يواجه اقتراح تعديل الدستور رفضاً شعبياً خلال المرحلة الراهنة، لتحفظ أغلب القوى الحزبية والسياسية على مطالب التوسع في صلاحيات رئيس الجمهورية، أو مد الفترة الرئاسية، مضيفاً أن "الاستفتاء على الدستور سيكلف خزينة الدولة أموالاً ضخمة، في وقت تُعاني فيه من أزمة اقتصادية طاحنة". وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن تعديل الدستور سيواجه بانتقادات داخلية وخارجية، ومن الأفضل لمصلحة الدولة (النظام) إجراء الانتخابات الرئاسية في صورة الاستفتاء، من دون المساس بنصوص الدستور، بشكل مرحلي، على اعتبار أن "أجهزة الدولة تأخذ موقفاً مسانداً للسيسي في مواجهة أي مرشحين محتملين"، وفق قوله.
التضييق على المنافسين
عضو "تكتل 25 – 30"، البرلماني أحمد الطنطاوي، قال إن الضغوط والالتزامات الدولية ستدفع السلطة الحاكمة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مبدياً تخوفه من إجراءات التضييق على المرشحين المنافسين للسيسي، لدفعهم إلى مقاطعة الانتخابات طواعية، لغياب ضمانات نزاهتها، في ظل حركة الاعتقالات الواسعة بين صفوف المعارضين. وأضاف الطنطاوي، لـ"العربي الجديد"، إن نزاهة العملية الانتخابية تعد المكتسب الأخير لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وبالتالي لا يجب التفريط فيه بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وعودة عهود الاستفتاء على رئيس الجمهورية، الذي لا يمكن فصله عن سياق تصويت أغلبية البرلمان على إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات بحلول العام 2024. وتابع الطنطاوي، الذي أُحيل للتحقيق في البرلمان لرفضه اتفاقية الجزيرتين، إن المناخ السياسي الحالي لا يمكن أن يُفرز أي ضمانات لنزاهة الانتخابات، بالنظر إلى الهجمة الإعلامية الشرسة على أي اسم مطروح للمنافسة على المنصب الرئاسي، وإصرار السلطة التنفيذية، بمعاونة الغالبية النيابية، وأبواق النظام الإعلامية، على التفريط في جزيرتين مصريتين، بالعند في جموع المصريين، الرافضة للتنازل عن أرضها.
وصادق السيسي على اتفاقية تنازل مصر عن تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، السبت الماضي، عقب تمريرها من جانب مجلس النواب، في 14 يونيو/حزيران الماضي، بالمخالفة لحكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان توقيع الحكومة على الاتفاقية، وتأييد حكم القضاء الإداري بمصرية الجزيرتين. وأعلن السيسي عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، خلال مؤتمر الشباب في محافظة الإسماعيلية، في 26 أبريل/نيسان الماضي، رداً على سؤال "ماذا تفعل لو خسرت الانتخابات المقبلة؟"، الذي تهكم عليه في البداية، ثم أقسم بعدم تشبثه بالمنصب، وحرصه على إجراء الانتخابات بنزاهة، وعدم تزويرها. وارتفعت وتيرة الاعتقالات في مصر أخيراً، لتتجاوز حصيلة الحملة الأمنية بحق الرافضين للتنازل عن تيران وصنافير نحو 200 ناشط من الأحزاب السياسية، والحركات الشبابية، في أغلب المحافظات.