أشغال عند "صلاح الدين"... وأفكار مصرية لغزة تعطّلها المعابر

05 أكتوبر 2024
شاحنة على معبر رفح بالجانب الفلسطيني، مايو الماضي (هاني الشاعر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تطوير البنية التحتية على طول محور صلاح الدين، بتركيب كاميرات وأبراج عسكرية، بينما تصلح القوات المصرية الأضرار الناتجة عن تفجير أنفاق مهجورة.
- جرت مباحثات مصرية إسرائيلية فلسطينية حول إنشاء ميناء بحري في غزة لتسهيل دخول المساعدات، رغم عدم قبول الفكرة فلسطينياً، ويُقترح إدارته بآلية ثلاثية تحت رقابة أوروبية.
- أكد الدكتور أيمن سلامة أن أي تفاهمات فلسطينية بعد الحرب تتطلب موافقة إسرائيل، التي تعزز موقفها الإقليمي بدعم أمريكي، مما يعقد جهود الحلول الدائمة.

واصلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أعمال تعبيد الطرق وإنشاء بنى تحتية متطورة على امتداد محور صلاح الدين (فيلادلفي بتسميته الإسرائيلية) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بداية من ساحل البحر المتوسط وصولاً إلى معبر كرم أبو سالم.

أشغال إسرائيلية في محور صلاح الدين

وأفادت مصادر قبلية في مدينة رفح المصرية "العربي الجديد" بأن قوات جيش الاحتلال رفعت أعمدة إنارة ضخمة ورافعات عليها كاميرات مراقبة، وأنشأت بعض الأبراج العسكرية في عدة مناطق من محور صلاح الدين (فيلادلفي)، وأن قوات الجيش المصري أصلحت أضراراً أصابت المنطقة الحدودية، من جرّاء تفجير جيش الاحتلال أنفاقاً مهجورة بالقرب من الحدود مع مصر.

معبر كرم أبو سالم يعمل ليوم أو اثنين في الأسبوع فقط

يأتي ذلك بينما يستمر القصف الإسرائيلي في المناطق المتاخمة لمحور صلاح الدين ومعبر رفح البرّي، وتوقف دخول أي مساعدات إنسانية للسكان المحاصرين داخل قطاع غزة، وتحول حركة النقل إلى معبر كرم أبو سالم، الذي يعمل ليوم أو اثنين في الأسبوع، ولا تنفذ منه إلا ما بين 15 و50 شاحنة بحد أقصى في هذين اليومين.

وأعادت قوات الاحتلال، الأربعاء الماضي، 35 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية المختلفة القادمة من المنظمات الأممية مثل يونيسف ومنظمة الصحة العالمية وأونروا وغيرها، كانت قد توجهت إلى معبر كرم أبوسالم، إلى الجانب المصري دون تفريغ حمولتها بسبب العراقيل والتعنت، كما أغلق المعبر تماماً أول من أمس الخميس، دون أسباب.

مقترح ترتيبات لليوم التالي

على صعيد آخر، كشفت معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، عن أن الأيام الماضية شهدت مباحثات مصرية إسرائيلية من جهة، ومصرية فلسطينية من جهة أخرى، بشأن ترتيبات مقترحة لليوم التالي للحرب على غزة، وأيضاً مناقشات حول إيجاد سبل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ووفقاً للمعلومات، فإنه "تمّ بحث مسألة إقامة ميناء بحري في قطاع غزة على الحدود البحرية المشتركة بين مصر وقطاع غزة عند بداية السياج الفاصل من جهة البحر، يكون له منفذ برّي مع الحدود البرّية المصرية، لكن الفكرة لم تحظ بارتياح لدى الجانب الفلسطيني". وبحسب المعلومات، فإن مقترح الميناء "من المقرر، في حال الشروع بتنفيذه، أن تتم إدارته ضمن الآلية الثلاثية التي تتضمن مصر من الجانب المصري، والسلطة الفلسطينية من الجانب الفلسطيني، بالتوافق مع حركة حماس، وتحت رقابة ووجود أوروبيين في الجانب الفلسطيني".

لم تحظ مسألة إقامة ميناء بحري في قطاع غزة بارتياح فلسطيني

ووفقاً لما تمّ تداوله بشأن هذا المقترح، فإنه "جاء تحسباً لمضي إسرائيل في خططها الرامية لفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع، وإخضاعه لإدارة الاحتلال الكاملة، وهو ما سيتبعه اقتصار عمل المعابر مع إسرائيل في تلك المناطق بالشمال فقط، وكذلك كون الميناء الرئيسي للقطاع والمعطل ضمن الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع منذ سيطرة حماس عليه، يقع بالأساس في شمالي القطاع الذي تخطط إسرائيل لفصله" وفرض حكم عسكري إسرائيلي عليه بموجب "خطة الجنرالات".

ووفقاً للمناقشات التي دارت في القاهرة خلال الفترة الأخيرة، فإن الميناء "سيكون مخصصاً فقط للمساعدات الإنسانية والبضائع، على أن تتم لاحقاً إضافة معبر رفح الحالي ومعبر كرم أبو سالم، وهما المسؤولان عن إدخال احتياجات القطاع". وقادت مصر سلسلة اتصالات مع قيادة السلطة الفلسطينية وحركة حماس خلال الأيام الماضية بشأن مجموعة من التصورات المطروحة والتي تستوجب وجود توافق بين السلطة و"حماس".

وفي هذا السياق، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وخبير حفظ السلام الدولي السابق في البلقان، الدكتور أيمن سلامة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أي تفاهمات ومقاربات بين فتح وحماس تفضي إلى واقع فلسطيني جديد في قطاع غزة، وتحديداً في اليوم التالي للحرب الحالية، لن ترى النور في ظل أي رفض إسرائيلي، لأن الفاعل الرئيسي في كل شأن يتعلق بالقضية الفلسطينية حتى الآن، للأسف الشديد، هو إسرائيل، لأن الاحتلال حاز مكتسبات (إقليمية) وليست (قطرية) بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى هذه اللحظة، في لبنان وفي قطاع غزة، وهذه المكتسبات مؤيدة ومدعومة من الولايات المتحدة في المقام الأول".

المساهمون