لقاءات الدوحة سورياً: إدارة الملف لعامين

04 اغسطس 2015
أثناء الاجتماع الخليجي الأميركي في الدوحة أمس(برندان سمايلوسكي/فرانس برس)
+ الخط -
تتعامل الأطراف الدولية التي التقت في الدوحة، مع الجهات التمثيلية السورية، سواء المعارضة منها أو النظام كطرف يُعطى إخطاراً فقط، لتنفيذ ما سيتم التوصل إليه بين هذه الجهات.


اقرأ أيضاً: النووي الإيراني واليمن محور الاجتماع الخليجي الأميركي بالدوحة

ورغم أهمية لقاء الدوحة الذي جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً قطر والسعودية، في رسم ملامح سير القضية السورية في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، لكن المعطيات تشير إلى أن هذا اللقاء لم يكن من أجل حل الأزمة، بقدر ما هو اتفاق على إدارتها خلال العامين المقبلين، من خلال تفاهم روسي أميركي بالدرجة الأولى، وتفاهم خليجي تركي إيراني في المستوى الثاني، فيما تبقى الأطراف السورية عبارة عن أدوات تنفيذية خارج إطار التفاهمات.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر داخل المعارضة، أنّ أيّاً من الأطراف الدولية لم يتواصل مع ممثلي المعارضة السورية "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، وإنما هناك طروحات غربية لسيناريوهات المرحلة المقبلة، وتسويق لسيناريو إدارة سورية عبر مناطق نفوذ تحددها خطوط الاشتباك بين النظام والمعارضة، مع الاتفاق على ما يشبه الهدنة بين الطرفين والتركيز على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من كل الأطراف.

وبينت المصادر المعارضة نفسها، أن سبب تغليب هذا الخيار يعود إلى تشظي البلد والانقسام الحاصل بين مكوناته، فيما يبدو أن عقد مؤتمر جنيف 3 مرهون بتحقيق تفاهمات بين الدول الفاعلة، وبتطورات الوضع الميداني.

وفي الإطار نفسه، أكد مصدر مقرب من النظام، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ النظام يروج إلى أنّ مجموعة من الأطراف الدولية تتواصل معه بشأن حل سياسي للقضية السورية، خصوصاً الدول الداعمة للمعارضة السورية، وذلك بهدف الظهور بمظهر المتحكم بمفاتيح الحل، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل، خصوصاً فيما يتعلق باجتماع الدوحة.

وبين المصدر نفسه أن النظام السوري لم يعد يملك شيئاً من قراره الذي أصبح بشكل شبه كامل بيد إيران، والتي يبدو أنها متجهة نحو التنسيق مع الأطراف الأخرى للسير نحو حل سياسي بما يضمن مصالحها مع دول الغرب ومع دول المنطقة، بعدما وقعت اتفاقها النووي، بحيث تعتبر الفترة الحالية هي فترة اختبار لها من قبل الولايات المتحدة والغرب.

من جهتها، تسعى واشنطن من خلال لقاءات الدوحة إلى ترتيب وضع المنطقة قبيل تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، وطمأنة حلفائها التقليديين فيها وفي المقدّمة السعودية وتركيا، بعدم تأثير الاتفاق النووي على مصالحهم، بالإضافة إلى إعطائهم دوراً في القضية السورية كورقة ترضية بعد الاتفاق مع إيران.

لكن من جهة ثانية، يرجح أن يعقب لقاءات الدوحة حضور أميركي أكبر في الملف السوري، بعدما كان شبه غائب، خصوصاً بعد التفاهم التركي الأميركي، على إقامة تركية لمنطقة خالية من "داعش" شمال سورية.

كما يرجح أن يزداد حضور الدور الروسي على حساب دور إيران التي من المفترض أن تسعى لإثبات حسن نواياها اتجاه الغرب بما يخص ملفات المنطقة. وقد بدا هذا الأمر من خلال تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي رأى فيها أن الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق "مناخاً جديداً" لتسوية الأزمات الإقليمية مثل اليمن وسورية. بالاضافة إلى دور أكبر للسعودية بالتنسيق مع تركيا والروس، الذين بدأوا يتقرّبون من السعوديين حول القضية السورية.

المساهمون