الكوفية الفلسطينية "ضيف شرف" في وقفة تضامنية مع غزة بالرباط

17 يوليو 2024
ارتدى المشاركون بالوقفة أمام البرلمان المغربي الكوفية الفلسطينية (منصة إكس)
+ الخط -

تتواصل في المغرب الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسط دعوات متجددة لإنهاء التطبيع مع تل أبيب. وتجمهر عشرات النشطاء المغاربة، مساء الثلاثاء، أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط بوقفة احتجاجية للمطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وإنهاء التطبيع، في حين كان لافتاً حضور الكوفية الفلسطينية كحالة تعبر عن التضامن مع طالبة مغربية رفض عميد إحدى الكليات تكريمها بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية.

وحضرت الكوفية الرمز الأول والأشهر للتضامن مع الشعب الفلسطيني خلال الوقفة الاحتجاجية، وبرزت كحالة تعبر عن التضامن مع الطالبة المغربية خديجة أحتور، التي أثار رفض عميد كلية العلوم بنمسيك بمدينة الدار البيضاء تكريمها بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المدنية والسياسية في البلاد. وحيا المشاركون في الوقفة الطالبة المغربية على موقفها التضامني، مرددين شعارات من بينها "تحية عالية للطالبة المغربية" و"عميد الكلية فضحته الكوفية.. كشفته الكوفية.. خلعتو (أرعبته) الكوفية".

وعاشت المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء حادثاً غريباً ومثيراً للجدل، مساء السبت الماضي، خلال حفل تسليم الجوائز للطلاب المتفوقين بعدما رفض عميد كلية العلوم بنمسيك تسليم الجائزة لطالبة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، بدعوى أنها "تمارس السياسة"، قبل أن ينسحب من الحفل بعد فشله في دفعها إلى نزعها، مخلّفا موجة من الاستهجان والاستياء في صفوف الحاضرين، لا سيما أنه حضر بصفته ضيف شرف، في حين تمكنت إدارة المدرسة العليا للتكنولوجيا من تدارك الأمر وتسليم الطالبة شهادتها من خلال مدير المؤسسة.

إلى ذلك، قال المنسق الوطني لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، محمد الغفري، لـ"العربي الجديد"، إن وقفة الثلاثاء "تأتي في سياق استمرار الوقفات والفعاليات تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للمجازر المتكررة بحق الفلسطينيين وحرب الإبادة والتجويع التي تمارس عليهم، وكذلك لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني"، وأضاف أن "القضية الفلسطينية تأبى النسيان، ودائماً يحدث ما يجدد تواجدها باستمرار في المشهد المغربي".

وبشأن حادث الطالبة المغربية في المدرسة العليا للتكنولوجيا، أكد الغفري أنها "تحولت إلى رمز من رموز الشباب المغربي المتضامن مع الشعب الفلسطيني والرافض للتصهين، وامتداداً لشباب مغربي يعبر عن تضامنه في مدرجات الملاعب وفي الجامعات، كما حدث مؤخراً في كلية مراكش حينما ارتدى جميع الطلاب المتخرجين الكوفية الفلسطينية".

وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) أمام مقر البرلمان المغربي، شعارات تدين حرب الإبادة الجماعية، التي خلفت إلى حد الساعة آلاف الضحايا والنازحين، وكذلك الدعم الأميركي العسكري والسياسي لإسرائيل.

وهتف المحتجون بشعارات منددة بالاحتلال والتواطؤ الأميركي والتخاذل العربي، وأخرى مؤيدة للشعب الفلسطيني ولمقاومته، من بينها "سحقاً بالأقدام لصهيون والأمريكان"، و"أوقفوا المجازر افتحوا المعابر"، و"عاشت غزة.. عاشت فلسطين.. عاشت المقاومة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و" الشعب يريد تجريم التطبيع". كما أدان المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي انتهت بحرق العلم الإسرائيلي ما وصفوه بـ"صمت الدول الغربية عما يقع بغزة، وعجز المؤسسات الأممية عن وضع حد للحرب"، و"التخاذل الرسمي العربي إزاء ما يجري من جرائم إبادة جماعية في حق المدنيين".

وتأتي الوقفة، التي شاركت فيها فعاليات يسارية وأخرى من جماعة العدل والإحسان ( أكبر تنظيم إسلامي غير معترف به) ضمن حراك تضامني شبه يومي منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تقوده فعاليات مدنية وحقوقية وسياسية مغربية.