مليشيات رافضة للإصلاحات تبتزّ العبادي وتنسحب من الجبهات

30 اغسطس 2015
خلّف الانسحاب المفاجئ للمليشيا فراغاً أمنياً (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اعتُبر انسحاب فصائل عدة من مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية من مدينة بيجي النفطية بمحافظة صلاح الدين وعدد من مدن محافظة الأنبار، أولى خطوات الضغط على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لوقف عجلة الإصلاح، بحسب ما بيّنت مصادر لـ"العربي الجديد".


اقرأ أيضاًأزمة "البيت الشيعي": الانقسامات والإصلاحات تهدّد التحالف العراقي الحاكم 

وقال مصدر حكومي رفيع المستوى، فضّل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن بعض قادة "الحشد" قرروا بعد اجتماع موسّع لهم في بغداد، عقد ليلة الجمعة، الانسحاب من المناطق الساخنة بعد فشل محاولات إعادة نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي إلى منصبه، مؤكداً أن المجتمعين رفضوا عدداً من الفقرات التي تضمنتها إصلاحات العبادي أبرزها قرار إلغاء ودمج بعض الوزارات الذي تضرر منه بعض الوزراء المرتبطين بالجماعات المسلحة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن العبادي رفض الاستجابة لطلب عدد من قادة فصائل مليشيا "الحشد"، أبرزها حزب الله و"عصائب الحق" باستثناء بعض الشخصيات السياسية والوزارات من الإصلاحات، مؤكداً أن رئيس الحكومة أبلغهم أنه ماضٍ في إصلاحاته حتى لو شملت عدداً أكبر من السياسيين والوزراء.
وأكد مصدر عشائري في محافظة صلاح الدين انسحاب عدد كبير من فصائل "الحشد الشعبي" التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في مدينة بيجي، مبيّناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أرتالاً كبيرة تضم عجلات وآليات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة شوهدت وهي تغادر المدينة باتجاه الطريق المؤدي إلى سامراء ثم العاصمة العراقية بغداد.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، أن "عناصر مليشيا (الحشد) غادروا مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بشكل كامل، وتجمعوا في القرى المحيطة بها تمهيداً لانسحابهم منها خلال الأيام المقبلة".

وفي سياق متصل، قال القيادي في تجمع العشائر المتصدية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأنبار محمد العسافي لـ"العربي الجديد"، إن الانسحاب المفاجئ لمليشيا (الحشد) أثّر بشكل واضح على سير المعارك لصالح "داعش" الذي تمكن من السيطرة على عدد من المناطق في مدة قصيرة، مبيناً أن عناصر "الحشد" انسحبوا من مناطق الحبانية والخالدية والطاش وعامرية الفلوجة باتجاه بلدة النخيب (جنوبي الأنبار)، تمهيداً للتوجه إلى كربلاء والمحافظات الجنوبية الأخرى.
وأشار العسافي إلى أن هذا الانسحاب خلّف فراغاً مخيفاً وخرقاً أمنياً واضحاً لا يمكن احتواؤه من قبل مقاتلي العشائر والقوات الأمنية التي تعرضت لانتكاسة كبيرة بمقتل كبار قادتها شمالي الرمادي، داعياً الحكومة الاتحادية إلى مزيد من الدعم للعشائر بالتدريب والتجهير للإسهام في حسم المعارك المصيرية في المحافظة.

يأتي ذلك تزامناً مع قرارات عسكرية للعبادي بهدف ترتيب أوضاع قطعات الجيش في الأنبار وصلاح الدين، من خلال تعيين قادة عسكريين جدد من ضباط الجيش العراقي السابق، هم كل من اللواء إسماعيل شهاب نائباً لقائد قوات الجيش بغرب العراق، والعميد الركن محمود الفلاحي قائداً للفرقة العاشرة المدرعة، والعميد درع الفتلاوي قائداً للفرقة الثامنة، بحسب بيان رسمي صدر عن مكتبه.
وفي هذا الإطار، أكد مصدر عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، أن العبادي أمر بسحب عدد من قطعات الجيش الموجودة جنوب العراق في المثنى والقادسية وذي قار ودفعها لمناطق القتال. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن عملية نقل القطعات تأتي لسد الخلل الحاصل في ساحات المعارك. وأكد أن رئيس الحكومة "عقد اجتماعاً، الجمعة، مع مستشاري الجيش الأميركي العاملين بالبلاد قبيل إعلان تلك القرارات".

اقرأ أيضاً: العراق: "داعش" يستغل الأزمات السياسية لابتلاع مناطق جديدة