مصادر لـ"العربي الجديد": الإصلاحي بزشكيان يفوز بالانتخابات الرئاسية الإيرانية

06 يوليو 2024
مسعود بزشكيان مع أنصاره في طهران، 3 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **فوز مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية:** فاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بمنصب الرئاسة الإيرانية بحصوله على 55% من الأصوات، ليصبح الرئيس التاسع خلفاً لإبراهيم رئيسي.

- **ارتفاع نسبة التصويت والمشاركة:** ارتفعت نسبة التصويت في الجولة الثانية إلى 50%، بزيادة 10% مقارنة بالجولة الأولى، مما يعكس عودة الإصلاحيين إلى السلطة بعد غياب منذ 2005.

- **مسيرة بزشكيان السياسية وبرنامجه الانتخابي:** بزشكيان، طبيب وعضو برلمان منذ 2006، دعا في حملته إلى الانفتاح الخارجي ورفع العقوبات الأميركية، مع تحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.

أكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، ليل الجمعة-السبت، أن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان ظفر بمنصب الرئاسة الإيرانية بحصوله على نحو 55 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المبكرة، ليصبح الرئيس الإيراني التاسع خلفا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحيته في 19 مايو/ أيار الماضي. وأضافت المصادر الإيرانية، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن فريق حماية رئيس الجمهورية تولى مهام حماية بزشكيان. وكان المرشح الإصلاحي، وفق المصادر، بزشكيان حصل على نحو 17 مليون صوتا مقابل نحو 13 مليون صوت للمرشح المحافظ سعيد جليلي، وذلك من أكثر من 30 مليون ناخب إيراني شاركوا في الجولة الثانية، من أصل أكثر من 61 مليونا.

وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية، محسن إسلامي، ارتفاع نسبة التصويت في الجولة الثانية إلى نحو 50 في المائة، أي بزيادة بنسبة 10 في المئة، قياسا مع الجولة الأولى التي انعقدت الجمعة الماضي، والتي بلغت نسبة التصويت فيها إلى نحو 40%. كما أن المشاركة في الجولة الثانية تجاوزت النسبة في انتخابات 2021 الرئاسية التي فاز فيها رئيسي، حيث بلغت حينها 48.8%. وبذلك، قد خسر المحافظون الانتخابات الرئاسية الـ14 لصالح الإصلاحيين، الذين يعودون إلى السلطة بعد خروجهم منها عام 2005 إثر فوز الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد آنذاك.

وكان المرشح الإصلاحي بزشكيان قد حصل في الجولة الأولى على نحو 43% من الأصوات التي بلغت 24 مليوناً و500 ألف صوت، وحل المرشح المحافظ جليلي ثانيا بـ38% منها. وبسبب عدم حصول أي منهما على النصف +1، تقررت جولة الإعادة وفق قانون الانتخابات الإيراني. 

وسبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021 بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته. وكان بزشكيان واحدا من ثلاث قيادات إصلاحية ترشحت للانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور الإيراني صادق على أهلية بزشكيان فقط ليدخل غمار السباق الرئاسي إلى جانب 5 مرشحين محافظين.

وكان المرشح الإصلاحي قد تبنى خطاب التغيير في حملته الانتخابية، مع انتقاد الأوضاع الداخلية وسياسات البلاد الخارجية، داعيا إلى الانفتاح على الخارج ورفع العقوبات الأميركية و"التعامل البناء" مع العالم. إلى ذلك، أكد بزشكيان أكثر من مرة أنه سيلتزم بالخطوط العريضة للسياسات التي يحددها المرشد الإيراني علي خامنئي، مضيفا أنه في حال فوزه بالرئاسة سيعمل على تحقيق الوحدة والإجماع الداخلي لمواجهة التحديات داخليا وخارجيا.

وكان بزشكيان قد قال، في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، عن برنامجه، إن سياسته الخارجية هي التواصل مع العالم كله على أساس "مبادئ العزة والحكمة والمصلحة، باستثناء إسرائيل"، مضيفاً أنه "إذا ما أردنا العمل وفق هذه السياسة، فيجب أن يكون سلوكنا مناسباً مع الجميع، وأن ننسج علاقة جيدة مع الجميع على أساس العزة والمصلحة". وأردف بزشكيان أنه "كلما قمنا بتحسين العلاقات الخارجية، نكون قد اقتربنا من تلك المبادئ، لكن كلما زادت التوترات، نكون قد ابتعدنا عنها، ويزداد الوضع سوءاً"، قائلاً إن أولويته هي "الأخوة والانسجام مع الدول العربية والإسلامية، والوصول إلى لغة مشتركة معها، ثم مع بقية دول العالم".

مسعود بزشكيان، طبيبة اختصاص جراحة القلب، من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد الكردية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، ينتمي إلى القومية التركية في إيران، وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو في محافظة أذربيجان الشرقية. وفي انتخابات مارس/ آذار الماضي، انتُخب مرة أخرى. وبدأ يذيع صيت مسعود بزشكيان عندما انضم إلى حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 وزيراً للصحة. كذلك حاز في 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.