النظام السوري نقل آثار تدمر وقادته سرقوا قسماً منها

24 مايو 2015
أحاديث عن نهب قوات النظام السوري لآثار تدمر (Getty)
+ الخط -
بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة تدمر كثر الحديث عن مصير الآثار الموجودة ضمن المدينة، والتي تعد أهم المناطق الأثرية في سورية وفي المنطقة، سواء لناحية الأوابد الأثرية في المنطقة أو لناحية المقتنيات الأثرية في متحف المدينة، وتشير معلومات متطابقة إلى قيام النظام بنقل الآثار من المدينة قبل أسبوع من سقوطها بيد التنظيم، وسرقة قسم آخر منها يرجّح أنها تمت على يد قادة النظام العسكريين، كونها تمت أثناء فترة وجودها تحت حمايتهم.

وأكد عضو "مركز تدمر الإعلامي" المتواجد داخل المدينة، أبو محمد التدمري، لـ "العربي الجديد"، إقدام النظام السوري على نقل الآثار العريقة والتحف والتماثيل، إلى جهة مجهولة قبل أسابيع من انهيار قواته أمام تنظيم "داعش"، وتزامنت عملية نقل الآثار مع إجلاء عائلات الضباط من مساكنهم شمالي المدينة.


وأفاد التدمري أن النظام السوري قام بنقل محتويات مخازن العرض جنوباً باتجاه العاصمة السورية - دمشق، من دون معرفة الوجهة التي تم نقل الآثار إليها، وكانت محتويات أحد المدافن الأثرية في المتحف قد تعرضت للسرقة ونقلت إلى خارج البلاد في أواخر العام المنصرم، إذ قال أحد أهالي تدمر، إن مدفن أرطبان الأثري شرق تدمر تعرض للسرقة والإفراغ من جميع محتوياته، متهمين رؤساء الأفرع الأمنية في النظام السوري ببيعها في السوق السوداء على اعتبار أنها كانت تحت حمايتهم، وممنوع الدخول أو الاقتراب منها، علماً أن المدفن اكتشف عام 1958م، وكان يحتوي على 22 لوحة أثرية منحوتة بطريقة التماثيل النصفية، إضافة إلى تمثال لرأس طفل، تعرضت جميعها للسرقة من المدفن بعد دخول اللصوص من فتحة تهوية خاصة بالمدفن.

وبعد انسحاب قوات النظام السوري من مدينة تدمر قبل أيام، وسقوط المدينة بشكل كامل بيد تنظيم "داعش"، خرج مدير الآثار والمتاحف في نظام بشار الأسد، مأمون عبد الكريم، على وسائل الإعلام الرسمية والمقربة من الأسد، مؤكداً نقل عناصر الجيش النظامي ومليشيات "الدفاع الوطني" لآثار متحف مدينة تدمر إلى مناطق أكثر أمناً.

وكانت وسائل إعلام النظام السوري قد قالت في وقت سابق، إن عصابات سرقة الآثار تمكنت من سرقة تماثيل من مدافن ومتحف مدينة تدمر، وبثت صوراً للمواقع المسروقة، في حين أكد الناشطون آنذاك أن المواقع المصورة تخضع لحراسة مشددة من قبل قوات النظام، وتقيم الحواجز الأمنية قرب جميع المواقع الأثرية، ما يشير إلى تورط قادة هذه الحواجز في عمليات السرقة.

اقرأ أيضاً: 
هدوء في تدمر...و"داعش" يحذر الأهالي من "تجاوز الحدود "
مقتل 10 بقصف للنظام بحلب... واختطاف كاهن في حمص

المعارضة السورية تنهي وجود النظام في جسر الشغور

المساهمون