مرشح العدالة والتنمية رئيسا للبرلمان التركي

22 نوفمبر 2015
كهرمان إلى جانب أحمد داود أوغلو (فرانس برس)
+ الخط -

استطاع النائب عن مدينة إسطنبول اسماعيل كهرمان مرشح حزب العدالة والتنمية الفوز بمنصب رئيس البرلمان التركي، في الجولة الثالثة من التصويت، بعد حصوله على 316 صوتا، وبذلك يصبح رئيس البرلمان التركي الـ 27 في تاريخ الجمهورية التركية، متغلبا على كل من غولسون بيلغة هان مرشحة حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، ويوسف حلاج أوغلو مرشح حزب الحركة القومية (يميني متطرف)، ودنغير مير محمد فرات مرشح حزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية).

ويعتبر كهرمان (مواليد 1940) من مشايخ العدالة والتنمية، والذي عاد إلى الحياة السياسية بعد 14 عاما من الاعتزال، إثر إصرار ابن مدينته "ريزة" وأحد تلامذته رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، والذي كان بدوره إلى جانب العديد من الأسماء التي عملت في صفوف الأحزاب الإسلامية من الجيل الذي عمل كهرمان على تنشئته بعد نجاحه في السيطرة على اتحاد الطلبة القومي التركي من يد اليساريين، الذين كان لهم دور كبير في مساندة انقلاب عام 1960 ضد حكومة الحزب الديمقراطي بزعامة عدنان مندريس.

وكان منزل كهرمان النائب عن حزب الفضيلة الإسلامي، في مساكن النواب الأتراك في العاصمة أنقرة، عام 2001، المكان الذي اجتمع فيه كل من أردوغان ورئيس الجمهورية السابق عبد الله غول، ونائب رئيس الوزراء السابق بولنت أرينجو، وعبد القادر أكسو، وزير الداخلية السابق، ونائب رئيس الوزراء السابق عبد اللطيف شنر، للعمل على وضع الوثيقة التأسيسية لحزب العدالة والتنمية، بكونه حزب محافط ليبرالي يجمع مختلف أطراف اليمين القومي والإسلامي، ورغم الضغوطات الشديدة عليه من قبل قيادات الحزب، رفض كهرمان تولي أي مسؤوليات في الحزب الجديد حتى بعد وصوله للسلطة.

وبينما كان أردوغان يفضل للحزب الجديد اسم "حزب الانطلاقة الجديدة"، كان كهرمان وراء اسم حزب العدالة والتنمية، الأمر الذي يؤكده كهرمان، قائلا: "كان أردوغان يفضل اسم حزب الانطلاقة الجديدة لاحتواء الاسم  على"الحركة" بتقديره، ولكني قلت له: انظر، إن اسم العدالة والتنمية اسم جميل، كطير يحلق بجناحين"، مضيفا:" كنت قد اقترحت الاسم لأربكان، لكنه فضل عليه اسم حزب الفضيلة".

إقرأ أيضا: تركيا: نجاح مأسسة "العدالة والتنمية"... والانتخابات المقبلة الامتحان الأكبر 

ورغم تخرجه من كلية الحقوق في جامعة إسطنبول، إلا أنه لم يعمل في مجال المحاماة، فقد بدأ العمل السياسي في الكلية من خلال الاتحادات الطلابية، ليكون الظهور الأول له على

الصفحات الأولى من الصحف التركية عام 1967، عندما قام ومجموعة من الطلبة بإقامة الصلاة في متحف آيا صوفيا، ردا على قيام البابا بول السادس بالدعاء في المكان خلال زيارته، ليقوم عام 1968 مع مجموعة أخرى بالاعتصام أمام كلية الإلهيات ( الشريعة) لمدة 68 يوما، احتجاجا على منع الأستاذة في الكلية خديجة باباجان عمة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية علي باباجان من إعطاء الدروس بينما ترتدي حجابها. 

وكونه من أشد المؤيدين لحركة الرؤية القومية (ميلي غوروش)، شارك كهرمان أيضا إلى جانب قائد الحركة نجم الدين أربكان في تأسيس أول حزب إسلامي وهو حزب النظام القومي عام 1970، ولكن لكونه أصغر من أربعين عاما، لم يتم وضع اسمه بين المؤسسين، ليتم حل الحزب بعد عام ونصف بدعوى مخالفته مبادئ الدستور العلمانية.

وبعد انقلاب 1980، وقيام العسكر بحل العديد من المنظمات والاتحادات الطلابية، فكان اتحاد الطلبة القومي التركي من بين هذه المنظمات، ليقوم كهرمان بتأسيس مؤسسة بديلة له وهي وقف الاتحاد عام 1983، ليكون بين قياداته مؤسسو العدالة والتنمية لاحقا، أردوغان وأرينج وعبد القادر أكسو، ورئيس البرلمان السابق جميل جيجك.

وإثر تأسيس حزب السلامة القومية بزعامة أربكان أيضا، أصبح كهرمان نائبا عن الحزب عن مدينته ريزة عام 1977، ليتولى وزارة الثقافة عن حزب الرفاه في الحكومة الائتلافية التي تشكلت عام 1995، ويعمل على إعادة العديد من التقاليد الإسلامية العثمانية، فتم إعادة تلاوة القرآن المستمرة لمدة 24 ساعة في قصر توبكابي، كما قام بفتح دورات لتعليم الكتابة العثمانية، ليكون من أكثر الشخصيات الخلافية في تلك الفترة، قبل انقلاب عام 1997 الذي قاده العسكر.

ويعتبر كهرمان من أشد مؤيدي أردوغان والنظام الرئاسي، إذ كان  قد أشرف على مشروع الدستور الذي تقدم به وقف الاتحاد عام 2012، والذي يعتبر مفصلا أكثر حتى من مشروع الدستور الجديد الذي تقدم به العدالة والتنمية للجنة كتابة الدستور الجديد، والذي يؤكد فيها على صلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية المنتخب، وغيّر فيه أيضا من نص اليمين الدستوري لأعضاء البرلمان، ليزيل منه أكثر ما يغضب الأكراد والإسلاميين وهي الجملة التالية "وأتعهد أن أبقى وفيا لمبادئ الجمهورية العلمانية الديمقراطية، وكذلك لإصلاحات ومبادئ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك"، ليستعيض عنها بالقسم التالي:" أحلف بشرفي وناموسي، بأني سأحترم وأدافع عن الدستور، وسأعمل لأجل استقرار ورفاه الأمة"، مانحا الحق للنائب بالقسم على الكتاب الذي يراه مقدسا.

إقرأ أيضا: أكبر عملية تنصُّت في تركيا تطال 7 آلاف شخصية

المساهمون