فاتورة التدخل الإيراني في سورية ترتفع وجنرالاتها يتساقطون تباعا

27 أكتوبر 2015
عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في تزايد بسورية (الأناضول)
+ الخط -

كلفة التدخل الإيراني بسورية بدأت تكبر شيئا فشيئا وتزيح معها الستار عن درجة ذلك التدخل، الذي ظلت طهران تدّعي بأنه ‏محدود. وحسب مقال بمجلة "نيويوركر" الأميركية فإن إيران لم يعد في وسعها التقليل من شأن تدخلها بسورية، بما أن عدد ‏عمليات تشييع الموتى الإيرانيين بسورية في تزايد هذه الأيام.‏


وحسب نفس المجلة، فإنه خلال هذا الشهر وحده قتل اثنان من الجنرالات الإيرانيين بسورية، إضافة إلى حارس شخصي كبير ‏للرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، وخلال الأشهر الأخيرة، قتل عدد من القياديين ضمن الحرس الثوري، الذين تصفهم إيران ‏بـ "المستشارين العسكريين" في ثلاث جبهات متفرقة.‏

وفي آخر حصيلة للقتلى الإيرانيين، أفاد مراسل "العربي الجديد"، الثلاثاء، بأن عسكريين إيرانيين اثنين قتلا خلال مواجهات ‏مع المعارضة المسلحة في سورية، فيما نقلت مواقع إيرانية خبر مقتل عسكري إيراني آخر ينتمي لصفوف قوات التعبئة أو ما ‏يعرف بـ"الباسيج" في سورية كذلك، وذكرت المواقع أنه أول إيراني من محافظة أصفهان الواقعة وسط البلاد يفقد حياته في سورية.‏

وفي تعليقها على هذه الخسائر البشرية للجيش الإيراني، كتبت مجلة "نيويورك": "الكلفة البشرية للتدخل الإيراني بسورية، لدعم ‏الرئيس بشار الأسد، كانت في البداية صغيرة، ولم تكن تلاقي اهتماما كبيرا. أول من لقوا حتفهم كانوا مقاتلين شبابا ضمن ‏المليشيات شبه العسكرية".‏

وأضاف مقال المجلة الأميركية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت تقول عن أول دفعة من رجالها الذين سقطوا بميدان المعركة إنهم ‏‏"متطوعون" شباب تم نشرهم لحماية أماكن العبادة بسورية، غير أن هذا العدد ارتفع كثيرا في الآونة الأخيرة. ففي شهر يونيو/ ‏حزيران نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن ما يزيد عن 400 متطوع من إيران، بمن في ذلك اللاجئون الأفغان الذين يعيشون ‏بالبلاد، لقوا حتفهم بسورية.‏

كما ذكر المقال أن وكالات الأخبار الإيرانية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مليئة بقصص المسؤولين العسكريين البارزين ‏الذين قضوا بسورية، مضيفا أن تشييع الموتى الإيرانيين تحول إلى مناسبات عامة، تجتذب أحيانا الآلاف إلى شوارع طهران ‏للمشاركة في عمليات الدفن.‏

وكانت إيران تحاول في البداية إخفاء درجة تدخلها العسكري بسورية، كالادعاء مثلا بأنها ترسل متطوعين لحماية أماكن العبادة، ‏لكن حسب المجلة الأميركية فإن طهران وجدت نفسها مرغمة على الإقرار بخسائرها البشرية، بما في ذلك فقدانها لأربعة جنرالات ‏خلال العام الماضي، وحديث تقارير إخبارية عن ضعف هذا العدد منذ بدء التدخل الإيراني، وهو ما بدأ يكشف الستار عن حجم ‏ودرجة التدخل الإيراني بسورية.‏

كما اعتبرت المجلة أن فقدان إيران للجنرال حسين همداني، الذي لقي مصرعه بسورية في الثامن من الشهر الحالي، شكل ضربة ‏موجعة لإيران، وربما حتى لنظام بشار الأسد. وذكرت في هذا الصدد أن بشار الأسد بات يعتمد بشكل متصاعد على القادة ‏العسكريين الإيرانيين لبلورة الاستراتيجيات العسكرية، وعلى حزب الله، لجلب مقاتلين جدد. وأوضحت أن همداني كان يساعد ‏النظام في التخطيط للعمليات العسكرية شمالي سورية، لمواجهة المعارضة السورية المسلحة، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأحد ‏فروع القاعدة، فضلا عن عدد من المليشيات الصغيرة.‏

اقرأ أيضا: إيران تعزز وجودها في العراق بمئات مقاتلي الحرس الثوري