أهالي العيسوية يتحدّون الحصار الإسرائيلي بالإضراب العام

20 أكتوبر 2015
ساد الشلل التام مرافق القرية (فرانس برس)
+ الخط -
عمّ الإضراب الشامل، اليوم الثلاثاء، بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، تلبية لدعوة القوى الوطنية والدينية الفلسطينية في البلدة، احتجاجاً على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية بحق البلدة وسكانها، وحصارها العسكري المحكم.

وساد الشلل التام جميع مرافق بلدة العيسوية، إذ توقفت الدراسة في جميع المدارس، وامتنع نحو 5000 تلميذ في مدارس البلدة وخارجها من التوجه إلى مدارسهم، كما امتنع العمال من التوجه إلى أعمالهم، وبدت حركة اجتياز الحواجز شبه معدومة، فيما عززت قوات الاحتلال من تواجدها عند تلك الحواجز.

وقال عضو لجنة المتابعة للدفاع عن أراضي العيسوية، محمد أبو الحمص، لـ"العربي لجديد"، إن "إضراب اليوم واحد من سلسلة خطوات احتجاجية سينفذها أهالي البلدة"، داعياً إلى أوسع حراك وطني في القدس عامة ضد إجراءات الحصار والإغلاق والعزل المفروضة على الأحياء المقدسية.

اقرأ أيضاً: القدس المحتلة: العيسوية تنتفض في وجه قوات الاحتلال

وتوقع ناشطون مقدسيون، أن يقود إضراب العيسوية، اليوم، إلى إضرابات وحركات احتجاج واسعة تشمل جميع الأحياء المقدسية، التي خنقها الاحتلال بحواجزه ومكعباته الإسمنتية، وأقام على مداخلها عشرات نقاط التفتيش.

وفي هذا الإطار، لم يستبعد الناطق باسم حركة "فتح" في مخيم شعفاط، شمالي القدس، ثائر الفسفوس، أن تتحول التحركات السلمية الحالية من إضرابات وغيرها إلى هبة شعبية واسعة وبركان غضب ضد الاحتلال، الذي يمعن في جرائم القتل والإبعاد والاعتقال الإداري، وبات اليوم يحرم المواطنين من حقهم الأساس في العلاج، وفي الوصول إلى أماكن عبادته المقدسة كما حصل الأسبوع الفائت حين منع آلاف المواطنين من الصلاة في الأقصى.

ووصف الفسفوس، الوضع في القدس بأنه على "حافة الانفجار، إذ إن صبر المقدسيين لن يطول فيما لو استمر مسلسل استهدافهم بالقتل والاعتقال وهدم منازل الشهداء" .

ومن الواضح أن الاستهداف الإسرائيلي للعيسوية بات واضحاً حتى من خلال استهداف الأطفال، إذ نُشر على الصفحات الإسرائيلية في مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، أمس الاثنين، صورة طفل من العيسوية في الخامسة من عمره أصيب، في وقت سابق، بعيار معدني من قبل جنود الاحتلال، وكتبت عليها العبارة التالية: "لا ترمي حجراً حتى لا تحصل على رصاصة"، وكتبت شرحاً على الصورة جاء فيه: "مخرب ابن 5 سنوات تلقى رصاصة مطاطية في أحداث شغب في العيسوية".

في المقابل، اعتبرت جمعية "حقوق المواطن الإسرائيلية"، في بيان نشرته في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، الإغلاق والحصار على الأحياء المقدسية غير قانوني.

وجاء في البيان، أن قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مداخل الأحياء الفلسطينية في القدس ووضع حواجز إسمنتية وحواجز تفتيش وفحص مشددة، يعتبر عقاباً جماعياً مرفوضاً وغير قانوني ويحول حياة 350 ألف مقدسية ومقدسي إلى جحيم.

ولفتت الجمعية، إلى أن الحواجز الإسمنتية التي نُصبت على مداخل الأحياء تمنع السيارات كافة من ضمنها سيارات الإسعاف والطوارئ، كما أن مسارات العبور أغلقت بالكامل، ما يلزم المسافرين إلى عبور الحواجز الإسمنتية مشياً على الأقدام ومن ثم اعتلاء الحافلات.

إضافة إلى ذلك، يضطر آلاف الطالبات والطلاب الخروج من بيوتهم مشياً على الأقدام حتى الوصول إلى الحواجز، ومن ثم الانتظار في طوابير طويلة عند نقاط التفتيش المشددة، ما يضطر الطلاب إلى الانتظار لمدة ساعة وأكثر.

وأكّدت "حقوق المواطن" أن الإغلاق والاختناقات المرورية الناجمة عنه من الممكن أن تعرض حياة المقدسيين للخطر، خاصة في حالات الطوارئ، كما حدث يوم أمس مع هدى درويش البالغة من العمر (65 عاماً)، بعدما منعت قوات الشرطة خروج السيارة التي أقلتها من العيسوية على الرغم من حالتها الصحية الحرجة، ما أدى إلى وفاتها.

اقرأ أيضاً: الحكومة الإسرائيلية تحوّل قرية العيساوية لـ"غيتو"