تأكدت مشاركة 13 فصيلاً فلسطينياً، في المائدة المستديرة للفصائل الفلسطينية المقررة في الجزائر الشهر المقبل، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد الموقف الفلسطيني، قبل انعقاد القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال السفير الفلسطيني في الجزائر، فايز أبو عيطة، في منتدى إعلامي نظمته صحيفة المجاهد الحكومية، اليوم الخميس، إنّ "13 فصيلاً ينضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، على رأسها حركة فتح، بالإضافة إلى حركتي حماس والجهاد الاسلامي، ستشارك في الاجتماع خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل"، قبل انعقاد القمة العربية، بهدف "توصل هذه الفصائل إلى إعلان توافقي على خريطة طريق لإنهاء الانقسام، وهذا الوضع الاستثنائي الذي لم يستفد منه إلا الاحتلال الصهيوني".
وأكد السفير الفلسطيني أننا "نؤمن بقدرة الجزائر والرئيس عبد المجيد تبون، على لمّ شمل الفصائل الفلسطينية، قبل القمة العربية التي ستكون أكبر تظاهرة سياسية ودولية وبحضور عالمي لصالح القضية الفلسطينية، وهو ما يجعلنا نتطلع لأن تكون مخرجات هذه القمة استثنائية في ما يتعلق بلمّ الشمل وتوحيد الفصائل وتوحيد الموقف العربي من القضية الفلسطينية".
وتابع: "نطمح لأن تكون مبادرة السلام العربية الحد الأدنى لمخرجات القمة العربية، وإذا تم الالتزام بهذه المبادرة، فسيتم تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى غاية انتهاء الاحتلال الصهيوني، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
ورحّب أبو عيطة بالدعوة الجزائرية "الشجاعة" خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، للطلب الذي تقدمت به فلسطين للحصول على صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهو "موقف يليق بالجزائر وبتاريخها وثورتها التي شكلت نموذجاً للثورات التحررية في العالم"، بحسب قوله، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ ذات المواقف.
وقبل اجتماع الفصائل الفلسطينية الـ13 في الجزائر، تجري حوارات تمهيدية مع وفدي حركة حماس بقيادة خليل الحية وماهر صلاح وحسام بدران، ووفد من حركة فتح برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعزام الأحمد.
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن رسمياً قبل أيام عقد اجتماع جامع للفصائل الفلسطينية في الجزائر، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، قبل انعقاد القمة العربية، لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني. وتُعد هذه الخطوة الجديدة استكمالاً لمبادرة كانت قد أطلقتها الجزائر، في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين، حيث استقبلت في تلك الفترة كبار قيادات الفصائل الفلسطينية، لجمع وثائق ومقترحات حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي.
وفي سياق التحضير لاجتماع الجزائر للفصائل الفلسطينية، زار الجزائر الأسبوع الماضي، وفد من حركتي فتح وحماس، حيث التقى على انفراد الطاقم الجزائري المشرف على الحوارات.
وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في جبهة النضال الشعبي، جمال خليل أبو أحمد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس الجزائري، عبد المجد تبون، والأخوة في وزارة الخارجية الجزائرية، يبذلون جهوداً كبيرة وصادقة، وما زلنا على كامل الاستعداد الإيجابي لذلك، وحتى الآن ننتظر ما قد أنجزه الأخوة في الطاقم الجزائري المكلف متابعة هذا الأمر، الذي نقدره عالياً ونثمنه، ونحن كجبهة النضال الشعبي الفلسطيني نتابع كل التفاصيل المرتبطة بمسعى المصالحة، ونعمل على مرافقة الجهود الدبلوماسية حتى نتوصل كفصائل فلسطينية إلى اتفاق يجمع الشمل".
وأكد أبو أحمد أن الفصائل تنتظر تسلّم دعوات للحضور إلى الجزائر مطلع الشهر المقبل، مضيفاً: "نعتبر أن هذه المبادرة المشكورة من الأشقاء في الجزائر فرصة تاريخية، ويجب ألا تفشل لأجل تجسيد الوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، نحن بانتظار تحديد الموعد ووصول الدعوات من الجزائر، لاستكمال ما تم بحثه والتعاطي الإيجابي مع الورقة الجزائرية، التي تمّ استخلاصها من الأوراق التي قدمها كل فصيل فلسطيني في الحوار السابق، ونأمل أن تسود بها الإرادة الوطنية الخالصة".
وكشف المسؤول الفلسطيني عن أنّ الورقة الجزائرية المطروحة أمام الفصائل لم تتضح كل تفاصيلها، "لكن كما علمنا، فإنها تتضمن القواسم المشتركة العظمى، وتأخذ بما هو متفق عليه، والاتفاق على الآليات الملائمة للتنفيذ واستمرار الحوار الإيجابي والبنّاء على ما هو مختلف عليه".