وسوم مرشحي الانتخابات الرئاسية الجزائرية... عناوين سياسية بمرجعيات متباينة

16 اغسطس 2024
من الانتخابات الرئاسية الجزائرية، 12 ديسمبر 2019 (فاروق بطيش/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **عبد المجيد تبون ووسم "الجزائر المنتصرة"**: يهدف إلى استكمال منجزات ولايته الأولى، رفع الناتج القومي إلى 400 مليار دولار، وتحقيق إنجازات في الطاقة والمناجم والبنية التحتية، والقضاء على أزمة السكن.

- **عبد العالي حساني ووسم "فرصة"**: يركز على تثبيت دور مدرسة الوسطية والاعتدال، تعزيز شرعية مؤسسات الدولة، التحول الديمقراطي، وتجديد السياسات، وبعث الأمل لدى الجزائريين.

- **يوسف أوشيش ووسم "رؤية للغد"**: يعبر عن تطلعات لبناء مستقبل أفضل من خلال مشروع رئاسي تشاوري وتشاركي، تقديم حلول وبدائل واقعية، وبناء الأمل في الوطن والمواطن، خصوصاً الشباب.

تباينت اختيارات المرشحين الثلاثة إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، للوسم الانتخابي الذي سيكون عنوان حملة كل منهم الدعائية، التي انطلقت أمس الخميس، لكنها بدت في جلها عبارة عن تطوير عناوين برامج انتخابية سابقة، وذات محمول سياسي ينسجم مع مسار كل مرشح ومرجعيته. حتى الساعات الأخيرة قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية أمس الخميس، لم يكن الرئيس المرشح عبد المجيد تبون قد كشف عن مضمون برنامجه الانتخابي، ما خلق ارتباكاً لدى الأحزاب السياسية والقوى الداعمة لتبون، التي لم تتوصل إلى الحصول على نسخ من مضمون البرنامج الذي تقدمه إلى الناخبين، إذ فضّل تبون تأجيل الكشف عن وسمه الانتخابي وعنوان برنامجه حتى يوم أمس عند إطلاق الحملة الانتخابية، بخلاف المرشحين المنافسين.

تبون يستخدم وسم "الجزائر المنتصرة"

واستقرّ تبون على "الجزائر المنتصرة" عنواناً بارزاً لبرنامجه للانتخابات الرئاسية الجزائرية، وهو وسم يبدو ضمن السياق نفسه لوسمه في انتخابات عام 2019 "الجزائر الجديدة"، وتطويراً له تماشياً مع منجزات الولاية الأولى، والتعهدات التي سيلتزم تنفيذها خلال الولاية الرئاسية الثانية، في القطاعات كافة، والعناوين البارزة التي ستكون محدداً في سياساته ما بعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية وحزمة أهداف كان تبون قد أعلنها في الفترة الماضية، تخصّ رفع الناتج الخام (الدخل القومي) إلى 400 مليار دولار، وتنفيذ حزمة إنجازات كبرى في مجال الطاقة والمناجم والبنية التحتية والقضاء على أزمة السكن.

استقر تبون على "الجزائر المنتصرة" كعنوان لبرنامجه الانتخابي

منذ إعلان حركة مجتمع السلم في شهر مايو/أيار الماضي ترشيح رئيسها عبد العالي حساني للانتخابات الرئاسية الجزائرية، بدأت الحركة بتطوير برنامج انتخابي، وفتحت نقاشاً سياسياً داخلها حول حظوظ حساني. لكن فكرة برزت خلال تلك النقاشات بأن الانتخابات الرئاسية الجزائرية تُعَدّ فرصة للحزب السياسي الذي غاب عن خمسة انتخابات رئاسية في غضون العقدين الماضيين، لإبراز تمايزه السياسي وتصوراته المختلفة عن تصورات السلطة، ما دفع إلى تبني عبارة "فرصة" وسماً انتخابياً وعنواناً للبرنامج الذي سيطرح على الناخبين خلال هذا الاستحقاق، وهو وسم مطور من اسم برنامج "البديل" الذي كانت قد أعدته الحركة لمرشحها السابق عبد الرزاق مقري في انتخابات إبريل/نيسان 2019، قبل إلغائها.

حساني يستخدم "فرصة"

يبرر حساني اختياره تسمية برنامجه الانتخابي "فرصة"، بكونه يعبّر عن تصور سياسي لاستحقاق الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبل. وقال، لدى عرضه برنامجه الانتخابي الأسبوع الماضي: "اخترنا تسمية فرصة، لأننا نعتقد أن الجزائر أمام فرصة يجب اغتنامها"، مضيفاً أن برنامجه يلخص فرصاً عديدة يتيحها الاستحقاق الرئاسي، هي "تثبيت دور مدرسة الوسطية والاعتدال، وتقديم برنامج انتخابي تنافسي، وتعزيز شرعية مؤسسات الدولة، ونضال للتحوّل الديمقراطي"، كذلك فإنه فرصة لـ"شراكة سياسية من أجل التغيير، ولبعث الأمل لدى الجزائريين، وتجديد السياسات، وللوصول إلى جزائر صاعدة".

أوشيش و"رؤية للغد"

وفي آخر انتخابات رئاسية شاركت فيها جبهة القوى الاشتراكية عام 1999، عندما ترشح الزعيم التاريخي للحزب والقيادي في ثورة الجزائر، حسين آيت أحمد، كان قد اختار وسماً انتخابياً لافتاً حينها "قم ترى". وبعد 25 عاماً، طوّر الحزب الذي اختار ترشيح السكرتير الأول يوسف أوشيش، هذا الوسم الانتخابي إلى "رؤية للغد"، ضمن النسق السياسي نفسه الذي يعبّر عن تطلع إلى الأفق، وبمحمول سياسي تقدمي ينسجم مع مرجعية الحزب وخطابه وتوجهاته.

بالنسبة إلى أوشيش، فإن اختيار "رؤية للغد"، يأتي لكونه يعبّر عن تطلعات سياسية تتعلق بـ"رؤية للغد لبناء مستقبل أفضل". وقال، خلال تجمع مع كوادر حزبه عقده السبت الماضي: "رؤية، هو مشروعنا الرئاسي نتيجة عمل جماعي تشاوري وتشاركي، ساهم في إعداده مجموعة من الخبراء والكفاءات العلمية الوطنية والمتخصصة مع إطارات الحزب ومناضليه، بالإضافة إلى المواطنين من الأطياف وجهات الوطن كافة من خلال المنصة الإلكترونية التي وضعناها لجمع اقتراحاتهم". وأضاف أن "رؤية للجميع ومع الجميع، رؤية للتغيير الجدي والمسؤول والبنّاء وللحلول والبدائل الواقعية، ورؤية لبناء وبعث الأمل في الوطن وعند المواطن خصوصاً الشباب، ورؤية للقطيعة"، مضيفاً أن هذا المشروع "يعبّر عن رؤية شاملة ومفصلة تجيب عن جميع الأسئلة والإشكالات الوطنية التي تعنينا، ويجيب عن الإشكالات والتحديات التي تواجه المواطن والشعب وأيضاً الدولة ومؤسساتها".

وسم المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية

لخضر بوكروف: وسم المرشحين الثلاثة عناوين سياسية موفقة إلى حد كبير

ورأى الباحث في الاتصال السياسي لخضر بوكروف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الوسم الانتخابي للمرشحين الثلاثة "عناوين سياسية موفقة إلى حد كبير، لكونها تعبّر عن مرجعية كل منهم من جهة، وتطوير جيد لعناوين سابقة". وأضاف: "بالنسبة إلى الرئيس تبون، فإن عنوان الجزائر المنتصرة يعني استكمالاً لعنوان ولايته الأولى، الجزائر الجديدة، وتعبيراً عن تحوّل من مرحلة الإصلاح السياسي والاقتصادي في الولاية الأولى والقطيعة مع سياسات ما قبل 2019، إلى مرحلة الانتصار على الأزمات". وتابع: "أما حساني فإن عنوان فرصة مستوحى من نسق البديل، ضمن أدبيات الإسلاميين الذين يطرحون أنفسهم بديل إصلاح، بينما يقع وسم رؤية بالنسبة إلى المرشح الثالث أوشيش، ضمن الأدبيات التقدمية باعتباره يمثل التيار الديمقراطي".

المساهمون