- شدد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على دور بلاده في رفع العقوبات عن سوريا، مع نية إطلاق تعاون اقتصادي في مجالات حيوية، وزار المسجد الأموي لدعم الانتقال السلمي.
- ترأس تاياني اجتماعاً في روما مع وزراء خارجية غربيين لمناقشة تحديات الحكومة الانتقالية في سوريا، مثل صياغة دستور جديد وحماية الأقليات، مع التأكيد على التنسيق الدولي لتحقيق السلام.
قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الجمعة، إن الإدارة الجديدة في دمشق تسعى لفتح صفحة جديدة بحيث تصبح سورية نموذجاً للاستقرار والازدهار والسلام مؤكداً ضمان الحقوق، وأشار إلى أن العقوبات المطبقة على سورية تعيق تعافي البلاد، كما أعلن الشيباني عن نيته القيام بجولة أوروبية قريباً. ومن جهته، أكد تاياني أن بلاده ستقوم بدورها لرفع العقوبات عن سورية التي فُرضت على النظام المخلوع، وأعلن تاياني عن توجه روما لإطلاق تعاون اقتصادي مع سورية في مجالات حيوية كالطاقة والزراعة، متحدثاً عن رغبة شركات إيطالية القيام بمشاريع استثمارية في سورية.
ووصل تاياني، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارته الأولى منذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتجول وزير الخارجية الإيطالي في المسجد الأموي في دمشق. وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، إنّ زيارة تاياني "سوف تركّز على عدد من القضايا الرئيسية التي تعد حيوية لاستقرار البلاد ومستقبلها، خاصة دعم الانتقال السلمي وتعزيز العملية السياسية الشاملة، ودفع جهود إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي".
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني يزور الجامع الأموي في دمشق ضمن زيارته إلى #سورية pic.twitter.com/KBGXc8NVe9
— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 10, 2025
وكان الوزير الايطالي قد ترأس، أمس الخميس، اجتماعاً بشأن سورية في روما، ضمّ وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، وفرنسا جان نويل بارو، وبريطانيا ديفي لامي، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كايا كالاس، ومسؤولَين رفيعَين من فرنسا وألمانيا. وتناول الاجتماع التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية في سورية، وفي مقدمتها صياغة دستور جديد للبلاد، وتعزيز دمج مختلف مكونات المجتمع السوري، ودعم الجهود لإعادة إنعاش الاقتصاد السوري. كما بحث المشاركون التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي أعلنته السلطات السورية خطوةً نحو تحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية.
واتفق الوزراء الخمسة خصوصاً على ضرورة حماية الأقليات الدينية. كما دعوا "جميع الجماعات في سورية إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي" وضمان ألا تشكل سورية تهديداً لجيرانها و"ألا تشكل قاعدة للإرهاب"، حسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر. كذلك، تناولت المحادثات في روما مسألة تخفيف العقوبات المفروضة على سورية. وقال تاياني: "علينا أن نعالج مسألة العقوبات. ليست أمراً مفروغاً منه لأن الأوضاع السياسية تغّيرت".
وأكد تاياني على حسابه في منصة إكس أنه "بعد سنوات من حكم النظام، يجب أن يتمكن الشعب السوري من استعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار"، مُشيراً إلى أنّ التنسيق والتماسك بين الدبلوماسيات الدولية يُعدّان عنصرين استراتيجيين لتحقيق هذا الهدف المشترك.
#Quint | Ho accolto a Villa Madama i Partner 🇺🇸🇬🇧🇫🇷🇩🇪🇪🇺 per fare il punto sugli ultimi sviluppi in #Siria prima di partire per Damasco. Dopo gli anni del regime, il popolo siriano deve poter sperare in un futuro di pace, stabilità e prosperità. Il coordinamento e la coesione tra… pic.twitter.com/PQWFIhcl42
— Antonio Tajani (@Antonio_Tajani) January 9, 2025
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد أشار، أول من أمس الأربعاء، في تصريح إذاعي، إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سورية "قد يُرفع سريعاً". وأعلنت واشنطن من جهتها، الأسبوع الماضي، تخفيفاً مؤقتاً للعقوبات المفروضة على سورية "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساسية. لكنّ المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، أمس الخميس، أنّ تاياني أجرى محادثة هاتفية مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، جرت خلالها مناقشة الوضع في سورية، وذلك في سياق التحضيرات للاجتماع الخماسي المذكور، وتفاصيل زيارة تاياني. وأكد الجانبان رغبتهما في تعزيز عملية سياسية شاملة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في سورية، وضرورة توجيه السلطات السورية خلال المرحلة الانتقالية ودعمها لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الصراع خلال الفترة الماضية.