وزير الخارجية القطري: ندعم الاتفاق على حل سلمي وتقاسم السلطة في أفغانستان

23 اغسطس 2021
وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (دوغوكان كيسكينكيليش/الأناضول)
+ الخط -

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، أن الدوحة تدعم الاتفاق على حل سلمي وتقاسم السلطة في أفغانستان، لافتا إلى أن الدوحة تبذل قصارى جهدها للضغط على "طالبان" بشأن أهمية التصرف والتعامل كطرف مشارك في المجتمع الأفغاني، لكن لا يمكن التنبؤ بردّ فعل الحركة.

وقال الوزير القطري في حديث إلى شبكة "سي.أن.أن" الأميركية: "لم نشعر برفض من جانبهم للأفكار التي قدّمناها لهم، لكننا لم نسمع منهم أيضاً قبولاً لها"، مشدداً على أن هناك حاجة للانخراط والاتفاق على حلّ سلمي في أفغانستان، وعلى شكل من أشكال تقاسم السلطة، يتم فيه تمثيل الجميع، ويضمن حقوق الأقليات، وحماية حقوق الإنسان الأساسية للشعب والمرأة، بالإضافة إلى حقوق التعليم، مؤكداً أن هذا ما تدعمه قطر، وبخلاف ذلك، ليست الدوحة فقط من لن تتمكن من المساعدة، ولكن بقية المجتمع الدولي أيضاً.

ومضى قائلا: "لا أعتقد أنّ أحداً منّا يريد أن يرى أفغانستان التي كانت قبل 20 عاماً، وما يمكننا الحكم عليه الآن هو الأنشطة الحالية على الأرض". ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك قادة في "طالبان" قادرون على التحكم بالحركة، قال وزير الخارجية إن أي جماعة أو مجموعة عسكرية لديها دائماً خلافات، ولن تراهم يتبعون النهج نفسه، والمواقف نفسها، معرباً عن اعتقاده أن أفراد الحركة الذي يجرون مفاوضات في قطر مختلفون عن أولئك الموجودين في أفغانستان.

وتحدث الوزير القطري عن عمليات إجلاء الأجانب والأفغان المتعاونين معهم عبر مطار كابول، وذلك بعد سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة، فتمنّى ألا يستغرق الإجلاء وقتاً طويلاً، متوقعاً أن يستمرّ أسبوعا واحداً أو اثنين.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الدوحة قد ندمت لتوسّطها في اتفاق السلام الذي وقّعته الحركة مع الولايات المتحدة العام الماضي، والذي أفضى إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد وانهيار الحكومة وسيطرة "طالبان" على العاصمة، أوضح الوزير القطري أن الندم على القدرة على المساعدة في تحقيق السلام بين البلدان وإنقاذ أرواح الناس "أمرٌ لن يحدث لنا أبداً"، طالما أن ما نقوم به هو محاولة إنقاذ حياة الناس، من باب حسن النية. وتحدث عن أن بلاده كانت تدفع في الفترة الأخيرة من أجل إجراء مفاوضات بين "طالبان" والحكومة، إلا أن الأحداث تسارعت بشكل كبير للأسف بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد، وتحوّل الوضع في أفغانستان إلى حالة من الفوضى.

ووُقّع في العاصمة القطرية الدوحة، في فبراير/شباط العام الماضي، اتفاق تاريخي للسلام بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة "طالبان" الأفغانية، والذي تمّ الاتفاق بموجبه على سحب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قواتهما من أفغانستان.

وانتزعت حركة "طالبان" السيطرة على كامل أفغانستان، في عمليات عسكرية متتالية بدأتها قبل أسابيع وانتهت، الأسبوع الماضي، بدخول كابول وإسقاطها، لتعلن نهاية حرب طويلة، بدأها الأميركيون وحلف شمال الأطلسي قبل عشرين عاماً لإسقاط "طالبان" نفسها من الحكم، عقب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2011.

 
المساهمون