وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، صباح اليوم الإثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء العراقية في خبر مقتضب أرفقته بصورة لاستقبال ظريف من قبل نظيره العراقي فؤاد حسين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده عقب اجتماع مع نظيره الإيراني، قال وزير الخارجية العراقي: "ناقشنا مع وزير الخارجية الإيراني مواضيع تهم المنطقة، وتم التوصل لحدود مهمة خلال المباحثات مع الجانب الإيراني"، مبينا أن بلاده تتابع "المفاوضات بين الجانبين الأميركي والإيراني في فيينا". وأعلن كذلك أن وزير الخارجية الإيراني سيزور محافظة النجف، وإقليم كردستان العراق.
وفي إشارة قد تعني تأكيدا جديدا بشأن صحة التقارير والتسريبات حول رعاية بغداد لقاء سعوديا إيرانيا الشهر الحالي، لفت وزير الخارجية العراقي إلى أن "بلاده بدأت بلعب دور حيوي من أجل إرساء السلام، ودعم الاستقرار والتفاهم في المنطقة".
من جهته، أشاد ظريف بعلاقات بلاده مع العراق، موضحا أن طهران تعمل على تعزيزها.
وتابع: "نحترم حسن الجوار والسيادة ولا نتدخل في الشؤون الداخلية"، مضيفا: "نتطلع إلى تعزيز الطاقة والربط السككي ومكافحة المخدرات".
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده لديها الكثير من آفاق التعاون مع العراق سياسيا وأمنيا واقتصاديا، مؤكدا ترحيبه بدور العراق الذي وصفه بـ"المحوري" في المنطقة.
وتستمر زيارة ظريف للعراق يومين، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية، وستتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين، وستتم خلالها مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، موضحة أن وزير الخارجية الإيراني سيجري زيارة إلى إقليم كردستان العراق لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك.
وأمس، الأحد، قالت وزارة الخارجية العراقية إن ظريف سيبحث مع نظيره العراقي ملفات التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن الجانبين سيجريان نقاشات معمقة بشأن القضايا المشتركة بين البلدين، وتعزيز مبادرة تنمية العلاقات بين شعبي العراق وإيران، موضحا في حديث لوسائل إعلام محلية، أن الزيارة ستشهد مراجعة للمواقف بشأن قضايا المنطقة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني للعراق، بعد أكثر من أسبوع من صدور تقارير تحدثت عن وجود جهود عراقية للتقريب بين الرياض وطهران.
وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في وقت سابق، أنّ مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة في بغداد في محاولة لإصلاح العلاقات، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، وفقاً لمسؤولين اطلعوا على المناقشات.
وبحسب المسؤولين، الذين لم تكشف "فايننشال تايمز" عن هويتهم، فقد جرت المفاوضات بوساطة العراق خلال الشهر الحالي، وهي الأولى بين البلدين منذ عام 2016.