هيئة تحرير الشام تعتقل متظاهرين في إدلب طالبوا بإسقاط الجولاني

محمد كركص

سيف الخزاعي
محمد كركص
صحافي سوري
24 مايو 2024
اعتقالات وتضييق على المطالبين بإسقاط أبو محمد الجولاني في إدلب
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جهاز الأمن التابع لهيئة تحرير الشام يعتقل شابين وناشط إعلامي في إدلب عقب مشاركتهم في تظاهرات تطالب بإسقاط زعيم الهيئة وإجراء إصلاحات، مما يعكس محاولات الهيئة لقمع الأصوات المعارضة.
- تظاهرات حاشدة في إدلب وريف حلب تطالب بإسقاط الجولاني وإعادة تشكيل مجلس الشورى، تعبر عن رغبة المجتمع في التغيير وتصاعد الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام.
- استجابة هيئة تحرير الشام للتظاهرات بتعزيز الإجراءات الأمنية وقطع الكهرباء والإنترنت للحد من التواصل بين النشطاء، ما يشير إلى التوتر المتزايد بين الهيئة والمجتمع المطالب بإصلاحات.

اعتقل جهاز الأمن التابع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، اليوم الجمعة، شابين اثنين في ريف محافظة إدلب، عقب خروج العديد من التظاهرات في بلدات ومدن وأرياف المحافظة للمطالبة بإسقاط زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، وحل الجهاز الأمني، والإفراج عن المعتقلين.

وقالت مشاركون في الاحتجاجات، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جهاز الأمن العام اعتقل، اليوم، بعد صلاة الجمعة، شابين اثنين من المشاركين في الحراك الشعبي ضمن مدينة جسر الشغور بريف محافظة إدلب الغربي، وأوقف ناشطا إعلاميا على مدخل المدينة بعد تفتيش هاتفه المحمول ومعداته وتهديده في حال المشاركة في الاحتجاجات.

تظاهرات بعد صلاة الجمعة في إدلب

وأكد محتجون أن كلاً من مدن وبلدات إدلب وبنش وكللي وكفرتخاريم وحزانو وحارم والجسر وأريحا وأرمناز وأبين ومخيمات كفروما وبابسقا والرامي وقورقنيا وأورم الجو في أرياف إدلب الشمالية والشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى مدينتي دارة عزة والأتارب بريف حلب الغربي، خرجوا في تظاهرات بعد صلاة الجمعة، طالبوا خلالها بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وحل جهاز الأمن العام ومجلس الشورى، وتشكيل مجلس شورى جديد من وجهاء وعلماء المنطقة بعيداً عن حكومة الإنقاذ والفصائل العسكرية العاملة في المنطقة.

وشهدت الطرق المؤدية إلى المدن والبلدات الرئيسية التي فيها الاحتجاجات انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر هيئة تحرير الشام، تزامن معه تدعيم الحواجز العسكرية والأمنية بعربات مصفحة وسيارات مزودة برشاشات متوسطة، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والإنترنت عن بعض المناطق للحد من التواصل بين نشطاء الحراك في المنطقة.

وقال المحامي شامية المتحدر من مدينة حماة، وهو أحد المشاركين في تظاهرة مدينة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد": "وجودنا اليوم في ساحة الساعة ضمن مدينة إدلب يأتي للتعبير عن مطالبنا بشكل حضاري وسلمي مثل باقي شعوب العالم التي لديها مطالب سياسية أو خدمية"، مضيفاً: "مطالبنا واضحة ومعروفة للجميع، تبدأ بإسقاط الجولاني وتنتهي بمجلس شورى حقيقي وحل جزء من جهاز الأمن العام وتبييض السجون من المظلومين ومعتقلي الرأي".

وحول تصاعد الحراك ضد الهيئة في منطقة إدلب، اعتبر شامية أن "رد السلطات على المتظاهرين هو أحد أسباب زيادة الحراك من خلال استعمال البلطجية والشبيحة، مثل ما حدث في ميدان رابعة مع بداية الربيع العربي في مصر".

من جانبه، قال الناشط السياسي رامي عبد الحق، لـ"العربي الجديد"، إن الحراك مستمر في مطالبه الأساسية التي تهدف إلى "إعادة الثورة إلى مسارها الحقيقي بدءا بإسقاط الجولاني"، مُشيراً إلى أن "هذه الجمعة هي الثانية على التوالي التي يسعى من خلالها الجولاني لتقطيع كل الطرق المؤدية إلى المدن والبلدات التي تعتبر مراكز خروج الحراك الثوري والتظاهرات، من خلال الانتشار الأمني والعسكري المكثف". ولفت إلى أن "التهديدات المُبطنة من الهيئة قبل يومين، التي وُجهت إلى المشاركين في الحراك بالتعدي عليهم وافتعال المشاكل، تأتي من أجل حرف مسار الحراك عن شكله السلمي".

الصورة
تظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، 24 مايو 2024 (العربي الجديد)
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، 24 مايو 2024 (العربي الجديد)

وأضاف: "نحن نثق بعد زوال الجولاني بأن الإصلاحات الحقيقية سوف تبدأ، كونه رجل السلطة الأول في المنطقة والحاكم"، مشدداً على أن "الجولاني هو الشخص الذي أثبت أنه من قام بحرف مسار الثورة، والإصلاحات التي قام بها هي إصلاحات غير حقيقية. نحن لم نطالب بتخفيض سعر سلعة ورفع سعر سلعة أخرى وتحقيق التوازن من جيوب الأهالي، نحن نطالب بتصحيح المسار الحقيقي للثورة".

وكان عناصر جهاز الأمن العام قد واجهوا، يوم الجمعة الفائت، المتظاهرين بالعصي والهراوات والغاز المُسيل للدموع في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، ومدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين. وتخلل ذلك قطع للطرقات الرئيسية والكهرباء والإنترنت عن بعض المناطق التي تشهد حراكاً شعبياً.

ذات صلة

الصورة
الهلال الأحمر القطري يفتتح قريتين سكنيتين شمال غرب سورية، 18 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل منظمة الهلال الأحمر القطري العمل في الإسكان الإنساني في مناطق شمال غربي سورية، حيث افتتحت قريتين في منطقة كفر جالس غربي مدينة إدلب.
الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
المساهمون