هل يتراجع العراق عن الانسحاب الأميركي بسبب أحداث سورية؟

12 ديسمبر 2024
السوداني يجتمع مع الجنرال مايكل كوريلا، بغداد 10 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت الحكومة العراقية على إنهاء مهمة التحالف الدولي بحلول سبتمبر 2025، مع استمرار الاتفاقية الأمنية مع واشنطن والتركيز على التعاون الأمني لمواجهة التهديدات.
- عزز العراق قواته على الحدود السورية وسط تحذيرات من تأثير التغيير السوري على أمنه، وحصل على تطمينات أمنية من واشنطن رغم الاتفاق على إنهاء الوجود العسكري.
- شهدت لقاءات مكثفة بين المسؤولين العراقيين والأميركيين، حيث تم التأكيد على أهمية العراق كشريك أساسي والتنسيق بشأن الأوضاع في سورية ومكافحة الإرهاب.

أكد مسؤول حكومي عراقي أن "موقف بغداد ثابت من إنهاء مهمة التحالف الدولي" في البلاد، لكن لقاءات أميركية عراقية عُقدت خلال الأيام الأخيرة على ضوء التطورات في سورية، قد تعكس توجه العراق إلى مراجعة موقفه بهذا الشأن.

وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الاتفاق العراقي الأميركي على إنهاء مهمة التحالف الدولي غير مطروح للنقاش، على الرغم من المستجدات في المنطقة"، مبينا أن "بغداد وواشنطن ترتبطان باتفاقية أمنية، وأن هذه الاتفاقية غير معطلة، وأن الاجتماعات المشتركة تبحث التعاون الأمني المشترك والتهديدات في المنطقة". وشدد المسؤول على أن "بغداد لديها القدرة على رد أي خطر أمني من الداخل أو من الخارج، وأنه سبق وأن بينت موقفها برفضها استخدام أرضها وسماءها لضرب أي دولة".

وكانت بغداد وواشنطن قد اتفقتا أخيراً على إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق وفي موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/أيلول 2025، بعد عدة جولات من الحوار بين الطرفين.

ومنذ بداية أحداث سورية في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، والتي انتهت بإسقاط نظام الأسد، يعمل العراق على ضبط حدوده مع سورية وتعزيزها بقوات إضافية بشكل مستمر، في وقت تواصل فيه أطراف عراقية وقيادات خاصة من قوى تحالف "الإطار التنسيقي" إطلاق تحذيراتها من خطورة التغيير السوري على أمن العراق.

العراق تلقّى تطمينات أميركية

وأفضت لقاءات عراقية أميركية جرت في اليومين الأخيرين إلى حصول بغداد على تطمينات أمنية من واشنطن، بشأن الأحداث المتسارعة في المنطقة ومخاوف الحكومة العراقية من تأثيراتها على البلاد، وهو الأمر الذي قد يعكس حاجة العراق إلى وجود القوات الأميركية في الوقت الحالي، على الرغم من اتفاقه أخيرا مع واشنطن على إنهاء هذا الوجود العسكري، بعد ضغوط من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لطهران.

وفيما لا تزال التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات إلى العراق قائمة، لم تخف الحكومة العراقية مخاوفها بشأن تأثيرات أحداث سورية وما رافقها من تغيير على العراق. وعلى مدى اليومين الماضيين، توالت لقاءات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع القيادات العسكرية الأميركية لبحث تلك التطورات.

وأمس الأربعاء، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جون باس، أن واشنطن تعتبر العراق شريكاً أساسياً في الشرق الأوسط، وتتشاور معه بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، مشدداً على التزام التحالف الدولي بحماية أمن العراق وسيادته من أي تهديد خارجي.

واستقبل رئيس الوزراء العراقي، وفداً من وزارة الخارجية الأميركية، برئاسة وكيل الوزارة للشؤون السياسية جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بربارا ليف. وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتنميتها. كما جرى التأكيد على التنسيق المشترك بخصوص الأوضاع في سورية، وأهمية أن تكون هناك مرحلة انتقالية تضمّ جميع الأطراف، وتحفظ حقوق المكونات كافة، من أجل ترسيخ الاستقرار داخل سورية.

وقال باس إن "العراق شريك أساسي في المنطقة"، مؤكدا "أهمية التشاور معه بشأن تطورات الأحداث"، كما عبّر عن "التزام التحالف الدولي بحماية أمن العراق وسيادته من أي تهديد خارجي".

ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، فإنه "جرى خلال اللقاء التأكيد على التنسيق المشترك بخصوص الأوضاع في سورية، وأهمية أن تكون هناك مرحلة انتقالية تضم جميع الأطراف، وتحفظ حقوق المكونات كافة، من أجل ترسيخ الاستقرار داخل سورية".

وليل أول من أمس الثلاثاء، استقبل السوداني قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا والوفد المرافق له، وبحث معه التعاون والتنسيق بين العراق والتحالف الدولي في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف، بحسب بيان لمكتب السوداني.

وذكر البيان أن "السوداني أكد خلال اللقاء أن العراق عضو أساسي في هذا التحالف وهو ملتزم بالتعاون مع التحالف الدولي، للتصدي ومتابعة الجماعات الإرهابية، بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة"، مضيفا أن اللقاء بحث أيضاً "آخر تطورات الأوضاع في سورية، والتداعيات المستمرة في المنطقة". ونقل البيان عن السوداني "تأكيده أهمية احترام الخيارات الحرة للشعب السوري، واستعداد العراق لمساعدة السوريين في هذه الظروف والمرحلة الانتقالية".

كما التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الوفد الأميركي، وأكدا أن "التنسيق والتعاون بين البلدين سيستمران لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن العراق وشعبه". وأشارت الخارجية العراقية إلى أن "الجانبين اتفقا على أهمية استمرار التشاور وتبادل الرؤى، لتقديم مبادرات فعالة تخدم المصالح المشتركة وتعزز الاستقرار في المنطقة".

وفي وقت سابق، وصف المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي التطورات في سورية بأنها "كانت مفاجئة"، قائلاً إن بلاده ستواجه "أي خطوة إيجابية من سورية بخطوتين إيجابيتين"، مجدداً تأكيده عدم التدخل في الشأن السوري الحالي، وأنه ليس لدى الحكومة العراقية نية للتدخل في الشأن السوري. وقال إن "العراق لن يدعم طرفاً ضد آخر، وهو داعم لخيارات الشعب السوري"، إلا أنه حذر من أن "تعريض الأقليات السورية إلى الخطر سينعكس على الداخل العراقي".