بحث إسرائيلي: 33% من سكان الجليل الشرقي لا يرغبون في العودة لمنازلهم عقب الحرب

16 ديسمبر 2024
منزل تضرر بسبب صاروخ أطلق من لبنان في روش بينا، 26 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهر البحث أن 33% من سكان الجليل الشرقي لا يرغبون في العودة بعد الحرب، رغم حنين 82% منهم لمنازلهم، بسبب رضاهم عن الخدمات في أماكن إقامتهم الجديدة. يشعر 64% بالانتماء لمكانهم الجديد، بينما يعاني 47% من الوحدة.

- اقتصاديًا، تدهور وضع السكان الذين بقوا في منازلهم مقارنة بالنازحين، حيث أفاد 52% بتدهور اقتصادي. يفكر 20% من الباقين و24% من النازحين في البحث عن فرص عمل أخرى، مع الحاجة لتخفيفات ضريبية ودعم الأعمال.

- تعرضت مستوطنة المطلة لقصف مكثف، مما أدى لأضرار في 210 منازل. يتوقع عودة 40% من السكان خلال عام، مع الحاجة للاستثمار في الأمن والتعليم والصحة لتشجيع العودة.

أشار بحث أجراه مركز المعرفة في الكلية الأكاديمية تل-حاي، أن 33% من سكان الجليل الشرقي، لا يرغبون في العودة إلى منازلهم عقب الحرب. وتضم المنطقة بلدات ومستوطنات، منها كريات شمونة وروش بينا، والمطلة، وكتسرين، وعدد من كبير من مستوطنات الجليل الأعلى وغيرها. وفحص البحث حالة السكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم مقارنة بأولئك الذين بقوا في مستوطناتهم، مع التركيز على مجالات مثل الأمن، والتعليم، والصحة، والشعور بالانتماء والوضع الاقتصادي وجودة الحياة وجوانب أخرى. وشارك فيه 1933 شخصاً من السكان، تتراوح أعمار معظمهم بين 36 و65 عاماً.

ويرى القائمون على البحث، أن المعطيات تعكس شعوراً بالانفصال عن المنطقة، على الرغم من الحنين إلى منازلهم الذي أبلغ عنه 82% من النازحين. وتسلط هذه النتيجة الضوء على الفجوات في الرضا بين النازحين وأولئك الذين بقوا في مستوطناتهم. ويعبّر النازحون عن رضا أكبر عن الخدمات المقدّمة لهم في أماكن إقامتهم الجديدة؛ على سبيل المثال، 57% من النازحين راضون عن مستوى التعليم مقارنة بـ37% فقط بين من بقوا في منازلهم، و53% من النازحين راضون عن خدمات الصحة مقارنة بـ24% من الباقين. كما توجد فجوات كبيرة في مجال الثقافة والترفيه، إذ إن 46% من النازحين راضون مقارنة بـ22% فقط من السكان الذين لم يغادروا منازلهم.

كما سُجلت فجوات كبيرة في شعور الانتماء لمكان الإقامة الجديد للنازحين. ووجد البحث أن 64% من النازحين يمتلكهم شعور بالانتماء لمكان إقامتهم الجديد، بينما أشار 36% إلى أنهم لا يشعرون بأي انتماء على الإطلاق. إلى جانب ذلك، أفاد 47% منهم بشعورهم بالوحدة بسبب البعد عن عائلاتهم وأصدقائهم. وعلى الرغم من الصعوبات، حصل النازحون على خدمات ذات مستوى أعلى مما كانوا يعرفونه في الجليل، مما يفسر إلى حد كبير رضاهم في مجالات مختلفة.

من الناحية الاقتصادية، يظهر البحث صورة معقدة. فعلى الرغم من أن السكان الذين بقوا في منازلهم حافظوا على روتين عمل بنسبة أعلى (46%) مقارنة بالنازحين (34%)، إلا أن وضعهم الاقتصادي تضرر بشكل أكبر. وأفاد 52% من الباقين بأن وضعهم الاقتصادي تدهور مقارنة بـ34% فقط بين النازحين. بيانات أخرى اعتبرها البحث مثيرة هي أن 20% من السكان الذين بقوا و24% من النازحين يفكّرون في البحث عن حلول عمل في مناطق أخرى في إسرائيل.

في مجال التوظيف، عبر العديد من السكان عن حاجتهم إلى تخفيفات ضريبية للعاملين لحسابهم الخاص وجذب أصحاب عمل كبار إلى المنطقة. وأشار 60% من المشاركين إلى أن هذا استثمار ضروري لتشجيع بقائهم في الشمال. بالإضافة إلى ذلك، أشار 50% من المشاركين إلى أهمية دعم وتحفيز الأعمال الصغيرة، و39% أكدوا الحاجة إلى تطوير مجال التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) والشركات الناشئة (ستارت أب).

وفقًا للباحثين، تشير هذه النتائج إلى الحاجة الملحّة للاستثمار الكبير في مجالات الأمن، والتعليم، والصحة، لتشجيع عودة النازحين إلى مستوطناتهم ومنع هجرة السكان الذين بقوا. ويعزز صعوبة عودة الكثيرين إلى مناطق سكانهم السابقة، انكشافهم على خدمات ذات جودة أعلى مما كان متاحاً في الجليل، مما يصعب عليهم العودة إلى الواقع السابق. وخلص البحث إلى أن ضمان إعادة إعمار كاملة المنطقة والحفاظ على السكان فيها، يتطلّب تغييراً منهجياً في جميع مجالات الحياة في الشمال.

ألفا صاروخ استهدفت المطلة

في سياق متصل، أفاد موقع والاه العبري اليوم الاثنين، بأن حزب الله قصف مستوطنة المطلة بنحو 2000 صاروخ وقذيفة، منها نحو 1600 صاروخ وقذيفة هاون ونحو 450 صاروخ مضاد للدبابات. ومن بين 450 منزلًا في المطلة، تضرر 210 بأضرار مباشرة، كما انفجرت العديد من الصواريخ وقذائف الهاون في الأراضي الزراعية. ومنذ وقف إطلاق النار، بدأ السكان في العودة لتفقد منازلهم، واكتشفوا العديد من الأضرار الناتجة عن بقاء المنازل غير مستخدمة لأكثر من عام. وينتشر سكان المطلة الذين أخلوا منازلهم في أكثر من 200 بلدة في مناطق أخرى. ونقل الموقع اعتقاد دورون مانو، ضابط الأمن في المستوطنة، أنه في غضون عام من اليوم، سيعود نحو 40% من سكان المطلة البالغ عددهم نحو 1650 إلى منازلهم.