معصوم في السعودية اليوم: تعاون أمني وطلب وساطة عراقية

11 نوفمبر 2014
زيارة معصوم تمهيد لزيارة متوقّعة للعبادي (علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -

يزور الرئيس العراقي فؤاد معصوم العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، على رأس وفدٍ رفيع يضم مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين، جرى اختيارهم بناءً على اجتماع مسبق بين معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، في أول زيارة لمسؤول عراقي رفيع منذ نحو خمس سنوات إلى الرياض.

وينظر العراقيون إلى الزيارة بأهمية بالغة بسبب توقيتها، وإمكانية أن تثمر عن نتائج إيجابية لكلا البلدين، خصوصاً فيما يتعلق بملف الأمن وضبط الحدود، واستئناف تصدير النفط العراقي عبر الخط الاستراتيجي، المتوقف منذ حرب الخليج الأولى عام 1991.

وكشف مسؤول عراقي رفيع في حكومة العبادي، لـ"العربي الجديد"، عن أن "معصوم سيناقش مع المسؤولين السعوديين ملف التعاون الأمني بين البلدين، خصوصاً ما يتعلق بموضوع مطالبة العراق السلطات السعودية بتسليمها قائمة بأسماء أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتواجدين في العراق، والذين يُقدّرون بنحو 1500 مقاتل على أقل تقدير، فضلاً عن بحث ملف الحدود المشتركة البالغة أكثر من 800 كيلومتر، وهي ثاني أطول حدود مشتركة بعد حدود العراق مع إيران".

وأضاف المسؤول، الذي يشغل منصباً وزارياً، أن "الرئيس العراقي حمل جدول أعمال متكاملا، يتضمّن لقاء مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد سلمان بن عبدالعزيز، ويتوقع أيضاً أن يلتقي رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن بندر بن عبدالعزيز". ووصف الزيارة بأنها "أمنية أكثر من كونها سياسية، بسبب طغيان الملفات الأمنية على الأخرى".

ورجّح أن "يطلب الرئيس العراقي من القيادة السعودية المساعدة في إقناع القيادات السنّية الدينية والقبلية، بمساندة الحكومة والتحالف الدولي في جهود الحرب على داعش، بسبب ثقلها الواضح على تلك القيادات".

كما كشف الوزير، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "الوفد المرافق لمعصوم سيبحث إمكانية استئناف تصدير النفط العراقي عبر الأراضي السعودية، من خلال الخط الاستراتيجي العملاق المتوقف عن العمل عقب حرب الخليج الأولى، كما ستتم مناقشة ملفات أخرى، أبرزها مسألة تبادل المعتقلين في كلا البلدين المدانين بعقوبات سالبة للحرية".

وتُعتبر زيارة معصوم للرياض، الأولى من نوعها لرئيس عراقي منذ مطلع عام 2010، الذي شهد تدهوراً حاداً في العلاقات بين البلدين، عقب اتهامات مباشرة وجّهها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للرياض بدعم التطرف في بلاده.

وتشير مصادر سياسية عراقية إلى دور كويتي كبير، خلال الفترة الحالية في التقريب بين العراق ودول الخليج، عقب الإطاحة بالمالكي الذي كان يلقى رفضاً قاطعاً من الأنظمة الخليجية، بسبب سياسته الداخلية والخارجية.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، محمد الجاف، لـ"العربي الجديد"، إن"الجميع يتطلّع إلى نتائج إيجابية خلال الزيارة، خصوصاً أن هناك من يدعم استعادة البلدين علاقاتهما الطبيعية، وبدء صفحة تعاون أمني تنعكس إيجاباً على الواقع الذي يعيشه العراق".

وكشف أن "زيارة معصوم تُعتبر تمهيداً لزيارة مقبلة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، والتي قد تُتوج بفتح سفارة سعودية في بغداد".

المساهمون