تظاهر مئات الأشخاص، اليوم الجمعة، في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، احتجاجاً على ترحيل لاجئين سوريين من لبنان.
وتجمع المئات من الأهالي بالقرب من مدرج الحديقة العامة، وسط مدينة إدلب، وذلك بدعوة من مجموعة ناشطين حقوقيين وسياسيين وإعلاميين.
ورفع المتظاهرون علم الثورة السورية ورددوا شعارات تندد بترحيل سوريين وتعتبرها "جريمة حرب"، كما ألقى بعض الناشطين كلمات حذرت من خطر عمليات الترحيل القسرية.
وطالب المتظاهرون بوقف "الممارسات العنصرية" ضد اللاجئين، وأكدوا على عدم قانونية عمليات الترحيل القسري، وحذروا من أن ترحيل لاجئين قسراً من شأنه تعريضهم إلى الاعتقال والتعذيب، وربما القتل. وقال الناشط السياسي رضوان الأطرش، وهو أحد المشاركين في المظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الظروف تطورت في لبنان وأخذت منحى خطيراً، وبعدما كنا نشهده سابقاً من حملات عنصرية فردية تجاه اللاجئين السوريين، باتت حملات الترحيل حالياً تتخذ طابعاً ممنهجاً من قبل الدولة اللبنانية". ويرى الأطرش أن هناك "تقاعساً في حماية السوريين من قبل المجتمع الدولي أو إيجاد الحلول المناسبة". وأكد أن "المسؤول عن جميع المشاكل التي تصيب السوريين بمختلف أماكن تواجدهم هو نظام بشار الأسد".من جانبه، وجّه زكريا صنو، أحد المشاركين في المظاهرة، رسالة للشعب اللبناني قال فيها إن "الشعبين السوري واللبناني إخوة، ومن فرّقنا هو النظام السوري المجرم ومن تبعه، كحزب الله اللبناني وحركة أمل"، وفق قوله.
وطالب صنو الشعب اللبناني بـ"الوقوف ضد من قتل وهجّر الشعب السوري وقتل اللبنانيين في مرفأ بيروت"، كما وجّه "رسالة شكر خاصة للأهالي في طرابلس لوقوفهم مع الشعب السوري".
بدوره، قال الناشط السياسي محمد العلي، لـ"العربي الجديد"، إن الشعب السوري تعرّض خلال اثني عشر عاماً للكثير من عمليات التهجير والترحيل القسرية، وكلها جرائم حرب، وأضاف: "نقول للشعب اللبناني لا تساندوا من قتل وهجّر إخوانكم السوريين لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة والنظام الديمقراطي، ونحن ما زلنا متمسكين بمطالب ثورتنا حتى نيل حريتنا". ويوم الثلاثاء الماضي، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية بإيقاف عمليات الترحيل غير القانونية القسرية للاجئين السوريين من أراضيها إلى سورية بشكل فوري. وجاء في تقرير للمنظمة الحقوقية أن الأشخاص المرحّلين إلى سورية يواجهون خطر التعرض "للتعذيب أو الاضطهاد" من قبل النظام السوري بعد عودتهم. وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، آية مجذوب: "يجب حماية اللاجئين الذين يعيشون في لبنان من المداهمات التعسفية والترحيل غير القانوني إلى مكان تتعرض فيه حياتهم للخطر".