مصر: قبول 4006 مرشحين و8 قوائم في انتخابات النواب

28 سبتمبر 2020
الانتخابات تجري على مقاس نظام السيسي (Getty)
+ الخط -

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، اليوم الاثنين، قبول أوراق 4006 مرشحين في دوائر النظام الفردي لانتخابات مجلس النواب، و8 قوائم في الدوائر المخصصة لنظام القائمة المغلقة، مشيرة إلى إتاحتها الكشف الطبي للمرشحين اعتباراً من 10 سبتمبر/ أيلول، قبل نحو أسبوع من استقبال أوراق الترشح خلال الفترة من 17 إلى 26 من الشهر الجاري، ليكون أمام المرشحين متسع من الوقت لاستيفاء مستندات الترشح.
وأشارت الهيئة إلى تدقيقها في مدى توافر الشروط المطلوبة للترشح لعضوية مجلس النواب، سواء بالنسبة إلى المرشح الفردي الحزبي أو المستقل، أو للقوائم المغلقة المشكلة من حزب واحد، أو مجموعة من الأحزاب، أو من حزبيين ومستقلين، مبيّنة أن اللجان القضائية في كل محكمة ابتدائية قررت استبعاد العشرات من المرشحين في المحافظات، سواء على النظام الفردي أو نظام القوائم، بسبب ثبوت تعاطيهم للمخدرات.
وتابعت قائلةً إن فحص أوراق المرشحين أدى إلى قبول قائمتين في قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وهما "القائمة الوطنية من أجل مصر" التي يقودها حزب "مستقبل وطن" المدعوم من أجهزة الدولة، وقائمة "تحالف المستقلين"، وقائمتين في قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، وهما "من أجل مصر" وقائمة "نداء مصر"، وقائمتين في قطاع شرق الدلتا، وهما "من أجل مصر" و"أبناء مصر"، وقائمتين في قطاع غرب الدلتا، وهما "من أجل مصر" و"نداء مصر".
وجاء ترشح قائمة أخرى في مواجهة قائمة "مستقبل وطن" في الدوائر الأربع المخصصة للقوائم، عقب "فضيحة" انتخابات مجلس الشيوخ المنقضية، التي شهدت فوز قائمة "من أجل مصر" بجميع مقاعد القائمة المغلقة، نتيجة عدم ترشح أي قائمة في مواجهتها، واعتماد فوزها بعد حصولها على نسبة تجاوزت 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في كل دائرة، طبقاً للمادة الـ25 من قانون مجلس الشيوخ.
واقتصرت المنافسة في انتخابات مجلس النواب على قائمتين لما يُعرف بـ"تحالف نداء مصر"، الذي يضم بعض أساتذة الجامعات والمحامين غير المعروفين، ويشرف على تشكيله طارق زيدان، أحد الناشطين المقربين من المؤسسة العسكرية، التي دفعت به إلى المشهد السياسي خلال الأحداث التالية لثورة 25 يناير 2011، من أجل تدشين "ائتلافات وهمية" بهدف تفكيك الكيانات الشبابية المحسوبة على الثورة (آنذاك).

زيدان
زيدان أحد الناشطين المقربين من المؤسسة العسكرية (انترنت)

أما "تحالف المستقلين"، فهو يضم مجموعة من الأحزاب والمستقلين، ليس معروفاً منها سوى حزب "المستقلين الجدد" الذي تأسس في عام 2011، فيما اقتصرت قائمة "أبناء مصر" على أعضاء الحزب الذي يحمل الاسم نفسه، وذلك بهدف إضفاء تعددية شكلية في الانتخابات المقرر إجراء مرحلتها الأولى الشهر المقبل، بإيعاز من الأجهزة الأمنية، بحسب حديث سياسيين مع "العربي الجديد".
وعزت الهيئة الوطنية للانتخابات استبعاد ثلاث قوائم لـ"تحالف الاختيار" الذي يقوده حزب "المحافظين"، بالاشتراك مع أحزاب "الاتحاد" و"حراس الثورة" و"العربي الناصري"، بحجة عدم اكتمال شروط الترشح لها، ومنها النصاب القانوني لأعداد الصفات المطلوب توافرها في كل قائمة انتخابية بحسب عدد المخصص لها، وعدم توافر شرط أداء الخدمة العسكرية، أو الإعفاء منها لبعض المرشحين الأصليين أو الاحتياطيين في بعض القوائم طالبة الترشح.
وكانت مصادر سياسية مطلعة قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن تهديدات أمنية طاولت قيادات وأعضاء في أحزاب "المحافظين"، و"الدستور"، و"التحالف الشعبي"، و"تيار الكرامة"، على خلفية إعلان "المحافظين" تشكيل قائمة حزبية منافسة لقائمة حزب "مستقبل وطن"، فضلاً عن إعلان بقية هذه الأحزاب خوض الانتخابات على المقاعد الفردية. وكانت ضغوط مشابهة قد دفعت "المحافظين" إلى التراجع عن تقديم أوراق مرشحيه على قائمتي شرق وغرب الدلتا في انتخابات مجلس الشيوخ، إثر توقيف ممثله القانوني لمدة تزيد على 7 ساعات داخل مقر جهاز الأمن الوطني في حيّ العباسية بالقاهرة.
وزعمت الهيئة الوطنية للانتخابات عدم تقديم قوائم حزب "المحافظين" المستندات التي تثبت صفة العامل أو الفلاح لبعض المرشحين، وكذا عدم وجود شهادة صادرة عن إحدى المنظمات النقابية العمالية، المنشأة طبقاً للقانون رقم 213 لسنة 2017 بشأن المنظمات النقابية العمالية، أو اعتماد وزارة القوى العاملة أو إحدى مديرياتها على مستوى الجمهورية، لصفة العامل لبعض طالبي الترشح، وكذلك عدم وجود إذن بالإقامة الدائمة في دولة أجنبية، أو وجود مدة إقامة في الخارج تقلّ عن 20 سنة، بما لا يمكن معه إثبات صفة المصريين المقيمين في الخارج.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ووفقاً لمصادر برلمانية مطلعة، استبعدت الهيئة أكثر من 200 مرشح من انتخابات مجلس النواب، من المتقدمين بأوراقهم إلى اللجان القضائية المختصة، بعد ثبوت تعاطيهم للمواد المخدرة في التحاليل الخاصة بهم، من بينهم 27 مرشحاً عن قوائم حزب "مستقبل وطن"، الذي سرعان ما استبدلهم بآخرين في اللحظات الأخيرة، في وقت تواطأت فيه هيئة الانتخابات مع الحزب، بقبول أوراق هؤلاء البدلاء بعد انتهاء الفترة المعلنة من جانبها لقبول أوراق المرشحين.
وضمت قوائم "من أجل مصر" 108 أقباط على القوائم الأساسية والاحتياطية، تباينت صفاتهم ما بين مسيحي، وشباب، وشخصيات عامة، ومصريين في الخارج، بواقع 53 مرشحاً يخوضون الانتخابات كأساسيين، و55 كاحتياطيين، ولعل أبرزهم الفنان هاني رمزي، الذي يخوض الانتخابات عن قائمة "مستقبل وطن" لقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، كعضو احتياطي لشقيقه المحامي إيهاب رمزي.
وضمت القوائم التي يرعاها حزب "مستقبل وطن" العديد من الأسماء "سيئة السمعة"، مثل الكاتبة فريدة الشوباشي، والإعلامي يوسف الحسيني، وهشام الشعيني – أحد أبرز تجار السلاح في مناطق الصعيد – ورجل الأعمال محمد جمال الجارحي، وصبورة السيد، والدة المخرج محمد سامي المتزوج الفنانة مي عمر، والأكاديمية إيناس عبد الحليم، التي اتهمتها جامعة المنصورة في بلاغات رسمية سابقة بالاستيلاء على المال العام.
كذلك ضمت عضوي حركة "تمرد" السابقين محمود بدر، ومحمد عبد العزيز، والنائبة غادة عجمي، التي تطاولت على ناشطة فرنسية في وقت سابق، في أثناء استضافتها على قناة "فرانس 24" العربية بألفاظ خارجة، ومحمد صفي الدين خربوش، عضو لجنة السياسات في "الحزب الوطني" (المنحل)، وإيهاب العمدة، الذي تُثار حوله شبهات بشأن اتجاره في المخدرات، وأحد المتهمين الرئيسيين في "موقعة الجمل" الشهيرة إبان الثورة المصرية.
ونص الدستور المصري على أن "يشكل مجلس النواب من عدد لا يقلّ عن أربعمائة وخمسين عضواً، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بحيث يخصص للمرأة ما لا يقلّ عن ربع إجمالي عدد المقاعد. ويشترط في المترشح أن يكون مصرياً، متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية، وحاصلاً على شهادة إتمام التعليم الأساسي على الأقل، وألّا تقل سنّه يوم فتح باب الترشح عن 25 سنة".

ووافق مجلس النواب الحالي على قانون تقسيم الدوائر الانتخابية المقدم من ائتلاف الأغلبية، وينص على أن يكون عدد أعضاء المجلس 568 بواقع 284 مقعداً تخصص للانتخاب الفردي من خلال 143 دائرة انتخابية، و284 مقعداً لنظام القوائم المغلقة المطلقة، التي تهدر نحو 49% من أصوات الناخبين بإعلان فوز جميع أسماء القائمة الحاصلة على 50%+1 من الأصوات.

المساهمون