مساعد بومبيو يصل إلى الصحراء لافتتاح القنصلية الأميركية

09 يناير 2021
شينكر سيشارك بحفل افتتاح القنصلية الأميركية في الصحراء (فيسبوك)
+ الخط -

وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي، المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ديفيد شينكر، اليوم السبت، إلى مدينة العيون المغربية، كبرى حواضر الصحراء، قادما من العاصمة الجزائرية، في وقت يعكف فيه مسؤولون أميركيون على وضع اللمسات الأخيرة على حفل افتتاح قنصلية بلادهم بمدينة الداخلة (جنوب المغرب).
وقام شينكر بجولة في مدينة العيون، لاسيما الحي الدبلوماسي الذي يحتضن قنصليات عدد من الدول، وزار كذلك مقر بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (مينورسو).
ويأتي وصول المسؤول الأميركي إلى العيون في وقت يعكف فيه مسؤولون في وزارة الخارجية المغربية والسفارة الأميركية بالرباط يتقدمهم السفير ديفيد فيشر، على وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح قنصلية واشنطن بمدينة الداخلة غداً الأحد.
وكشفت مصادر دبلوماسية مغربية لـ"العربي الجديد" أن يوم غد سيشهد تطبيق القرار الرئاسي لدونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء بإقامة قنصلية أميركية ذات طابع اقتصادي، مشيرة إلى أن حفل الافتتاح الرسمي سيترأسه كل من وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، وشينكر، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية الدولية لتمويل التنمية، آدم بوهلر.

وفضلاً عن افتتاح القنصلية الأميركية، ينتظر أن يعطي بوريطة وشينكر وبوهلر إشارة انطلاق عمل مكتب "ازدهار أفريقيا"، وهي مبادرة أميركية تم إطلاقها في 2018 وتضم 17 وكالة أميركية، ويعد هذا المكتب هو الأول خارج الولايات المتحدة. ويأتي إطلاق عمل "ازدهار أفريقيا" في سياق التزام المؤسسة الأميركية الدولية بتمويل مشاريع تنموية واستثمارات بالمغرب والقارة الأفريقية بقيمة خمسة مليارات دولار.


وبموازاة ذلك، سيعقد كل من بوريطة شينكر ندوة صحافية، زوال غد الأحد، بعد انتهاء المباحثات التي ستنصب حول الملفات الحساسة بين البلدين والشراكات المستقبلية، على أن تعقد ندوة مماثلة مساء بين بوريطة وبوهلر.
في غضون ذلك، تبدو الرباط في موقف قوة خاصة بعد أن جدد شينكر، من قلب العاصمة الجزائرية، أول أمس الخميس، موقف بلاده بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء، مؤكدا أن المفاوضات بشأن قضية الصحراء يجب أن تتم في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية التي تظل الحل الوحيد لهذا الصراع.
وشدد شينكر على أن "الولايات المتحدة كانت دائما تؤمن وتستمر في الاعتقاد بأن المفاوضات السياسية فقط هي القادرة على حل المشاكل بين المغرب والجزائر، وأنها يجب أن تتم في إطار خطة الحكم الذاتي".
ويرى المحلل السياسي، حفيظ الزهري أن تصريحات شينكر "رسالة واضحة من الولايات المتحدة كدولة مؤسسات للجزائر تؤكد من خلالها أنها حسمت موقفها، وأنه لا يحتاج لأي تأويل أو توضيح بقدر ما يحتاج إلى بديهية الفهم والاستيعاب من قبل الجارة حتى تتمكن من مسايرة المتغيرات التي تعرفها المنطقة باعتبارها طرفا في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية".
واعتبر الزهري، في حديث مع "العربي الجديد "، أن "مقترح الحكم الذاتي يبقى هو الحل الوحيد والأوحد لقضية الصحراء المغربية، وهو حل عملي يمكن تنزيله على أرض الواقع عوض الحلول النظرية التي تحاول بها الجزائر وصنيعتها البوليساريو عرقلة كل ما يمكن أن يحقق استقرارا بالمنطقة"، مشيرا إلى أن تصريحات شينكر "كانت رصاصة الرحمة لكل محاولات الجزائر لاستمالة القيادة الأميركية عبر تقديم تنازلات كبيرة".

من جهته، يرى الباحث في الشؤون الصحراوية، نوفل البوعمري، أن تصريحات المسؤول الأميركي كانت واضحة ومنسجمة مع المرسوم الرئاسي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وبدعم الحكم الذاتي كخيار وحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، معتبرا، في حديث مع "العربي الجديد "، أن الموقف الأميركي أصبح اليوم أكثر دعما للمغرب وللمبادرة التي أطلقها منذ سنة 2007 لحل نزاع الصحراء، وهو الموقف الذي سيسهم في دفع الأمم المتحدة إلى تسريع وتيرة العملية السياسة على قاعدة الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد للنزاع.

وكانت الجزائر قد عبرت عن احتجاجها على قرار ترامب، حول اعتراف بلاده، في 10 ديسمبر /كانون الأول الماضي، بسيادة المغرب على الصحراء، وجاء في بيان سابق للخارجية الجزائرية، ردا على ذلك، أنه "ليس له أي أثر قانوني لأنه يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الصحراء الغربية".