مخاوف إسرائيلية من طبيعة رد إيران على استهداف سفنها

08 ابريل 2021
إسرائيل تخشى رداً إيرانياً (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

في ظل خلافات عميقة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن الحرب البحرية ضد إيران، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، أن الأوساط العسكرية الإسرائيلية تخشى أن ترد إيران على الهجمات التي استهدفت سفنها أخيراً بمهاجمة إسرائيل من أراضيها.
وقال المحلل بالصحيفة، يوآف ليمور، إن الإيرانيين يمكن أن يردوا على تصاعد الهجمات التي طاولت أهدافهم البحرية بإطلاق صواريخ باليستية أو بواسطة طائرات مسيرة هجومية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الجانب الإسرائيلي أبلغ الولايات المتحدة الأميركية بأن قواته استهدفت سفينة إيرانية خلال وجودها قبالة السواحل اليمنية، مضيفاً أن الإسرائيليين نفذوا الهجوم كرد فعل على تصعيد إيراني سابق استهدف سفناً إسرائيلية، وبأن سفينة "سافيز" المستهدفة في البحر الأحمر تعرضت لأضرار.
وحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، كما نقلتها "يسرائيل هيوم" فإن لدى الإيرانيين طائرات مسيرة هجومية قادرة على قطع أكثر من ألفي كيلو متر، وهو ما يؤهلهم لشن هجوم على أهداف داخل إسرائيل انطلاقا من قواعد في إيران ذاتها.
ورجحت الأوساط العسكرية أن تفضل إيران استخدام الطائرات المسيرة في شن هجوم انتقامي بسبب بطء سرعتها مقارنة بالصواريخ، فضلا عن أنها تحلق على مستويات منخفضة مما يقلص من قدرة منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية على إسقاطها.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدة الكوماندوس البحري التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، والتي تعرف بـ "القوة 13"، هي المسؤولة عن الهجمات التي طاولت السفن الإيرانية خلال العامين الماضيين.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الهجوم الذي استهدف سفينة "سافيز" الإيرانية جاء ردا على استهداف إيران سفينتين تجاريتين يملكهما رجلا أعمال إسرائيليان كانتا تبحران في بحر العرب، منوهة إلى أن تل أبيب أرادت من خلال الهجوم الإيضاح للإيرانيين أن استهداف السفن التجارية يجب ألا يكون ضمن قواعد المواجهة بين الجانبين.
وحسب "يسرائيل هيوم" فإن السفينة الإيرانية كانت تتواجد قبالة ساحل إرتيريا في البحر الأحمر وكانت تقوم بجمع معلومات استخبارية عن السفن التي تتحرك في المنطقة.
من ناحية ثانية كشف موقع "والاه" عن وجود خلافات داخل قيادات الجيش الإسرائيلي بشأن جدوى العمليات التي تستهدف السفن الإيرانية.
وأوضح الموقع أن الانتقادات الموجهة ضد طابع المعركة البحرية التي يشنها جيش الاحتلال ضد إيران تعاظمت داخل المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن الخلافات بشأن هذه القضية لا تنحصر بين جنرالات الجيش، بل أيضا بين الجيش والأجهزة الاستخبارية.
ونقل الموقع عن قادة عسكريين إسرائيليين قولهم: "حقيقة أن الإيرانيين هاجموا سفنا مدنية بملكية إسرائيلية تدل على فشل القادة الذين يديرون المواجهة البحرية"، منوهين إلى أن هذه المواجهة يجب أن تكون "سرية وغامضة وغير مباشرة ويجب ألا تقود إلى تهديد مصالح إسرائيلية مدنية".
وحذر القادة من أن سلوكا إسرائيليا عسكريا ضد إيران في الساحة البحرية يهدد السفن التجارية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الإيرانيين سيحاولون المس مجددا بسفن إسرائيلية، وهذا ما يتوجب التحوط له.
وعلى الرغم من الخلافات داخل الجيش والمؤسسة الأمنية، إلا أن هناك ما يدل على أن هذه العمليات تحظى بدعم المستوى السياسي. فقد قال وزير الأمن بني غانتس أمس إن على "إسرائيل الدفاع عن نفسها"، مهددا بأن دولة الاحتلال لن تكتفي بالعمليات الدفاعية بل ستقوم بشن عمليات هجومية.

وفي سياق متصل، اتهم الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أوري غولدبرغ، والذي يعمل في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتكثيف الهجمات البحرية ضد إيران لدواع سياسية شخصية. وفي سلسلة تغريدات كتبها على حسابه على "تويتر" شدد غولدبرغ على أن نتنياهو يسيس العمليات العسكرية ضد إيران ويوظفها لحساباته السياسية الشخصية.

المساهمون