محكمة سبها تقبل طعن سيف الإسلام القذافي وتعيده لسباق الانتخابات الرئاسية الليبية

02 ديسمبر 2021
سيف الإسلام أثناء تقديم أوراق ترشحه (Getty)
+ الخط -

قبلت محكمة استئناف سبها الطعن المقدم من سيف الإسلام القذافي على استبعاده من قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية، وقررت إعادته إلى المنافسة.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال عمر الشويهدي، المستشار لدى فريق الدفاع عن سيف الإسلام القذافي، إن المحكمة قبلت الطعن المقدم من خالد الزائدي، رئيس فريق الدفاع عن القذافي، مشيرا إلى أن فريق الدفاع أثبت عدم حصول سيف على حكم قضائي نهائي في التهم الموجهة إليه. 

وأشار الشويهدي إلى أن مرافعة الزائدي أثبتت انطباق البند السابع من المادة العاشرة من قانون الانتخابات الرئاسية على سيف القذافي.

ويشترط البند السابع في المادة العاشرة في قانون الانتخابات الرئاسية ألا يكون المترشح "محكوما عليه نهائيا في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة"، وهي المادة التي بنت عليها المفوضية قرارها باستبعاد سيف الإسلام القذافي من قائمة المترشحين الأولية للرئاسية، والتي أعلنتها يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. 

واحتشد العشرات من أنصار القذافي أمام مقر المحكمة، ورفعوا رايات وشعارات مؤيدة لترشحه للانتخابات الرئاسية. 

وكانت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للقضاء كشفت، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، عن وصول هيئة قضائية من خارج مدينة سبها، مؤلفة من ثلاثة قضاة، لمقر محكمة استئناف سبها، للبت في الطعن المقدم من سيف الإسلام في استبعاده من القائمة الأولية للمترشحين للانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى طعن آخر مقدم من بشير صالح، أبرز رموز النظام السابق. 

وتعذر على الهيئة القضائية بمحكمة سبها عقد جلسة للنظر في طعن سيف الإسلام القذافي، بعد اقتحام مليشيا تابعة لحفتر مقر المحكمة وطرد القضاة والموظفين، الخميس الماضي، قبل أن ترجع لمحاصرتها يومي الأحد والاثنين الماضي، وتمنع القضاة من الوصول إليها. 

وخلال الساعات الماضية، تناقلت وسائل إعلام بيانا لمحامي سيف الإسلام القذافي طالب فيه المفوضية العليا للانتخابات بتأجيل موعد إعلان القوائم النهائية لمرشحي الرئاسة. 

وأوضح الزائدي أنه تقدم بطعنه أمام محكمة سبها منذ يوم الخميس الماضي، لكن "مجموعة مسلحة طردت الهيئة القضائية" من المحكمة، وتم تأجيل نظر الطعن إلى يوم الأحد الماضي، مضيفا أنه عند استئناف الجلسة الأحد الماضي "فوجئوا باعتذار الهيئة المكلفة بالنظر في الطعن المقدم من موكله، وتم تكليف هيئة قضائية جديدة، وتأجيل النظر في الطعن إلى يوم الاثنين". 

كما أكد الزائدي رجوع المسلحين لمحاصرة مقر المحكمة و"منع دخول القضاة إلى مقر المحكمة ومباشرة جلستها"، مشيرا إلى "العديد من المحاولات اللاحقة، لكن تهديدات تلقاها القضاة حدت من إمكانية عقد الجلسة"، مطالبا المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل بـ"التدخل لوقف هذا العبث ومنع التأثير على القضاة"، كما طالب المفوضية بـ"مراعاة الظروف القسرية القاهرة بإعادة ترتيب جدولها الزمني لإعلان القائمة النهائية للمترشحين". 

وتنتهي فترة الاستئناف من قبل المترشحين على الطعون التي قدمت ضدهم بنهاية اليوم الخميس، فيما ينتظر أن تعلن المفوضية العليا عن القائمة النهائية للمترشحين للرئاسة في وقت لاحق. 

سطو مسلح على 5 مراكز انتخابية

في سياق متصل، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن تعرض خمسة مراكز انتخابية لسطو مسلح قام خلاله مسلحون بسرقة عدد من البطاقات الانتخابية واختطاف موظف. 

ونقلت الصفحة الرسمية للمفوضية عن رئيس غرفة العمليات الرئيسية فيها، سعيد القصبي، أن أربعة مراكز انتخابية في منطقة العزيزية، جنوب طرابلس، ومركزا انتخابيا داخل العاصمة طرابلس، تعرضت، أمس الأربعاء، لـ"عمليات سطو مسلح انتزع على إثرها عدد من بطاقات الناخب عنوة بقوة السلاح".  

وأوضح القصبي أنه مع نهاية موعد تسليم البطاقات الانتخابية للناخبين، أمس الأربعاء، أبلغت أربعة مراكز انتخابية في العزيزية بتعرضها لاقتحام من قبل مدنيين مسلحين قاموا بانتزاع البطاقات الانتخابية المتبقية، والتي لم يتسلمها أصحابها، مشيرا إلى أن مركزا انتخابيا في طرابلس تعرض هو الآخر لعملية مشابهة، وتم خلالها اختطاف موظف من المركز قبل الإفراج عنه. 

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد القصبي أن المنظومة الانتخابية "مؤمّنة بالكامل"، مشيرا إلى أن إدارته بدأت بحصر البطاقات التي لم تسلم لأصحابها لإبطالها. 

وأوضح القصبي أن "هذا الاعتداء لن يؤثر على مسار العملية الانتخابية، فلدينا الكثير من الاحتياطات لتأمين إجراء الانتخابات ومنع أي محاولة للتزوير". 

وإثر انتهاء فترة تسلم الناخبين لبطاقاتهم الانتخابية، أمس الأربعاء، أعلنت المفوضية أن إجمالي عدد الناخبين الذين تسلموا بطاقاتهم بلغ 2.480.588، بينهم 1.440.128 ناخبا، و1.040.588 ناخبة، من أصل أكثر من مليونين و800 ألف مسجل بالمنظومة الانتخابية. 

من جانب آخر، أكد المبعوث الأممي المستقيل لدى ليبيا، يان كوبيتش، ضرورة إدانة أية محاولات لمنع الليبيين من ممارسة حقهم الديمقراطي، وكذلك "اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من يعرقل العملية السياسية والانتخابات". 

جاء ذلك خلال لقاء أجراه مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السائح، اليوم الخميس، أكد خلاله أن إقبال المواطنين على تسلم بطاقتهم الانتخابية دليل على أنهم يتوقون إلى "فرصة لانتخاب ممثليهم الحقيقيين وتجديد الشرعية الديمقراطية للمؤسسات". 

وأشار بيان البعثة الأممية إلى أن لقاء كوبيتش بالسائح ناقش أيضا الاحتياجات والتحديات التي تواجه تنفيذ العملية الانتخابية، "بما في ذلك أعمال العنف المقترنة بالانتخابات، وأعمال التهديد والترهيب بحق العاملين في القضاء والمترشحين". 

وأكد كوبيتش دعم الأمم المتحدة الكامل لعمل القضاء خلال عملية النظر في الطعون والاستئنافات، معربا عن أمله بأن يؤدي القضاء مهامه بـ"مهنية متبعاً القانون بدقة، ولن يخضع للضغوط أو التخويف أثناء عمله، من أجل انتخابات حرة ونزيهة وشاملة". 

المساهمون