محاولة الأحزاب اليمنية في عدن التكتل تصطدم برفض "الانتقالي"

05 مايو 2024
حاجز للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، إبريل 2020 (نجيب المحبوبي/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نظم المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي ورشة عمل في عدن لتوحيد الجهود السياسية ضد الحوثيين، شاركت فيها مختلف الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية.
- واجهت الورشة انتقادات من بعض الأطراف مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وصف مخرجات اللقاء بأنها "محاولة إنعاش جثة ميتة"، معبراً عن مخاوف من تجدد الصراع.
- أسفرت الورشة عن توصيات لتعزيز الديمقراطية واستعادة الدولة، بما في ذلك تشكيل لجنة لإنشاء تكتل سياسي ديمقراطي والتأكيد على أهمية القضية الجنوبية وضرورة عودة مؤسسات الدولة للعمل من عدن.

استطاعت الورشة التي نظمها المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي (أن دي آي)، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أخيراً، تحت عنوان "حوار القيادات الحزبية والمكونات السياسية في اليمن"، جمع طيف واسع من الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية المعارضة لجماعة الحوثيين والمؤيدة للشرعية. وعلى رأس الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، واتحاد القوى الشعبية، وحزب البعث، وحزب الرشاد، بالإضافة إلى قوى سياسية فاعلة، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، ومؤتمر حضرموت الجامع، والائتلاف الوطني الجنوبي، ومجلس حضرموت الوطني، ومجلس شبوة الوطني.

وصفت الهيئة السياسية لـ"الانتقالي" مخرجات لقاء الأحزاب بأنها محاولة إنعاش جثة ميتة

إحدى التوصيات تطرقت إلى تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لإنشاء تكتل سياسي ديمقراطي لكافة الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية المؤمنة باستعادة الدولة. كما اتفق المجتمعون على أن القضية الجنوبية قضية أساسية ومفتاح لحل القضايا الوطنية.

توصيات اجتماع الأحزاب اليمنية

ومن بين توصيات اجتماع الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من داخل العاصمة عدن، لتقوم بواجباتها في المهمة الوطنية الملقاة على عاتقها، وحث الحكومة على معالجة الأوضاع المختلة اقتصادياً، ومعالجة الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، وخلق نموذج جاذب في هذه المناطق، ومكافحة الفساد والإرهاب.
لكن لا يبدو أن هناك إجماعاً على هذه التوصيات، إذ سرعان ما نددت الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بالانفصال، الثلاثاء الماضي، بما وصفتها محاولات إعادة إحياء الأحزاب اليمنية لنفسها، عقب فشلها في عقر دارها، مستغلة مساحة الحرية والاستقرار التي تعيشها عدن، على حد قولها.

ورفضت الهيئة السياسية لـ"الانتقالي" كل المخرجات التي أعلنها لقاء الأحزاب اليمنية، واصفة إياها بأنها محاولة إنعاش جثة ميتة، إذ "تخلت تلك الأحزاب ذاتها عن واجباتها وقواعدها الشعبية في محافظات الشمال وتركتهم لقمة سائغة لمليشيات الحوثي الإرهابية"، بحسب الهيئة. وحذرت الهيئة السياسية من "مغبة استمرار تلك الأحزاب بتحركاتها الاستفزازية لشعب الجنوب"، معتبرة أن أي لقاء من هذا النوع (إنشاء تكتل جديد للأحزاب) سيعيد الأمور للمربع الأول من الصراع، ويعطل جهود السلام، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.

خليل العمري: انقلاب الحوثيين شكّل تهديداً وجودياً لعمل الأحزاب اليمنية

ويأتي الحديث عن تشكيل التكتل المزمع بعد انتكاسة العمل الحزبي في اليمن منذ الانقلاب، إذ انتهى تكتل اللقاء المشترك نتيجة اختلاف مواقف أحزابه من انقلاب جماعة الحوثيين على الدولة في سبتمبر/ أيلول 2014، لتحاول بعدها الأحزاب اليمنية السياسية تشكيل تحالف جديد تحت مسمى التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية، والذي تأسس في 2019 ويتكون من 16 حزباً داعماً للشرعية، أبرزها "المؤتمر" و"الإصلاح" و"الاشتراكي" و"الناصري" و"البعث"، غير أنه بقي حكراً على قيادات الصف الأول للأحزاب الموجودة خارج البلاد، ما جعله يدخل في عملية موت سريري.

دعم سلطات الدولة

وقال القائم بأعمال الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح النائب عبد الرزاق الهجري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "من مهمات التكتل السياسي الجديد دعم سلطات الدولة في القيام بواجباتها في إحلال السلام، وإخضاع جماعة الحوثي المتمردة للسلام، أو اتخاذ الإجراء الدستوري والقانوني الذي يخول الدستور الحكومة به في استعادة البلد والسلطة، وفرض الأمن والاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون". وبالنسبة لضمانات نجاح التحالف الجديد، أكد الهجري أن "المسؤولية الوطنية للقوى المنضوية في التحالف، والشعور بأهمية استعادة الدولة، ومواجهة هذا الخطر الذي دمر الوطن، والمتمثل بمليشيا الحوثي، أكبر ضامن لنجاح هذا التحالف".

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري خالد طربوش، لـ"العربي الجديد"، إن "التكتل الذي ستُشكل لجنة تحضيرية للإعداد له، والذي رشح عن لقاء الأحزاب اليمنية في عدن بنهاية إبريل/ نيسان الماضي، يعد أشمل من التحالفات السياسية السابقة، ويتميز أيضاً بأنه أول تحالف يعلن من الداخل خلال فترة الحرب، ويعقد لقاءه الأول في العاصمة عدن". وأضاف طربوش أن "هذا التكتل جاء لإعادة سريان الحياة السياسية بعدما غادرت القيادات البلد، وعاشت كجزر مفككة موزعة على دول الوطن العربي".

تهديد لعمل الأحزاب اليمنية

من جهته، رأى المحلل السياسي خليل العمري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن انقلاب جماعة الحوثيين منذ سيطرتها على صنعاء شكّل تهديداً وجودياً لعمل الأحزاب اليمنية وهدم العملية السياسية، وسعى لاجتثاث العمل الحزبي برمته، عبر ملاحقة قادة المكونات السياسية الرئيسية بالبلاد، قاصداً "المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري، وتصفية زعيم حزب المؤتمر واعتقال العقل السياسي لحزب الإصلاح، وملاحقة قادة الصف الأول من الناصري والاشتراكي دليل على ذلك".

وأشار المحلل السياسي إلى أن التحالف السياسي الجديد لا يزال في نقطة انطلاقه، معتبراً أن "اليمن في وضعه الراهن بحاجة إلى قادة أحزاب ومكونات يفكرون خارج الصندوق، ويضعون مصلحة البلد فوق مصالحهم. ولا تزال تجربة التحالف السياسي اليمني الذي هندسه السياسي الراحل جار الله عمر - تكتل اللقاء المشترك - ملهمة لقادة الأحزاب اليمنية والمكونات في صناعة تجربة جديدة شبيهة بتجربة اللقاء المشترك لمواجهة التهديدات المليشياوية المتصاعدة التي تفكر في صندوق الذخيرة وليس بصندوق الانتخابات".

تقارير عربية
التحديثات الحية
المساهمون