محافظ نابلس يصف أمهات الشهداء بـ"الشاذات" و"عرين الأسود" تطالبه بالاستقالة

05 أكتوبر 2022
محافظ نابلس: هنالك سلاح واحد وهو سلاح السلطة الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -

في قضية أثارت غضبا فلسطينياً، وصف محافظ نابلس، شمالي الضفة الغربية، اللواء إبراهيم رمضان، اليوم الأربعاء، أمهات بعض الشهداء بأنهن "شاذات"، ويظهرن للناس أنهن مناضلات، لتطالبه بعد ذلك مجموعات "عرين الأسود" بالاستقالة.

وقال رمضان، في تصريحات لإذاعة "النجاح" المحلية، التي تبث من نابلس: "إن الأم هي من تظهر الحنان والعطف، لكن هنالك أمهات شاذات ترسل ابنها للانتحار، وتظهر للآخرين أنها (المناضلة). هذه ليست أمّاً".

"عرين الأسود"، وبعد تلك التصريحات، طالبت محافظ نابلس بالاستقالة، وقالت، في بيان لها: "استقل واحفظ ماء وجهك، وما قدمته من سنوات في سجون الاحتلال، فكل شيء في هذا البلد مؤقت "لا نحن والشهداء والأسرى وأمهات الشهداء دائمون، والباقي وهم وسراب".

ووفق البيان: "لقد سمعنا جميعاً ما وَردَ من إساءة لأمهات شهداء فلسطين، والتي جاءت على لسان محافظ محافظة نابلس، إننا في عرين الأسود ومن خلفنا الشعب الفلسطيني الحر نقول لك بأن أمهات الشهداء نبراس الرؤوس درر التاج، لولاهن لما كان لنا عِلم ولا كان لنا اسم، هؤلاء مناجم الذهب، الضوء الذي نرى فيه نهاية النفق".

وقالت العرين: "رسالتنا لأمهات الشهداء، نقبل أيديكن وأقدامكن ورؤوسكن ونقبل الأرض التي تطأها أقدامكن، نقول لأمهات الشهداء أنتن القادة ونحن الجنود، أنتن من تأمرن ونحن من ننفذ، نحن بإذن الله سيفكن المسلول على الأعادي، نحن بإذن الله قنابل موقوته تنفجر بأمر منكن، يا أمهات الشهداء، الأمر أمركن والقول قولكن، متى اردتن تبدأ الحرب، أنتن البداية وأنتن النهاية".

من جانب آخر، أكد  محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان أنه جلس مع المقاومين في المدينة عدة مرات، وقد يجلس معهم مرة أخرى، حيث عرض عليهم حمايتهم، لكن دون جدوى حتى الآن، مشدداً على أنه "لا يوجد سلاح سوى سلاح السلطة".

وقال محافظ نابلس إن "هنالك سلاحا واحدا وهو سلاح السلطة، شباب البلدة القديمة في نابلس جلست معهم عدة مرات، ولدينا خوف على الدماء الفلسطينية، نحن حريصون على عدم إراقة الدماء، والمقاومة الشعبية التي يجب أن تكون، وليس أن أعطي نفسي دون ثمن".

وتابع: "لقد عرضت عليهم أن نحميهم ما يمكننا ذلك، ويمكن أن يكون هنالك حل مع الجانب الآخر بشأنهم، وكانت هنالك نقاشات، وبعضهم وافق وبعضهم لا، ومن وافق اتهم بالخيانة أنه يسلم نفسه، وأحرجوه".

وأردف المسؤول الفلسطيني: "نحن نريد حالة تعفيهم وتعفي الجميع ونابلس من الكثير من الأمور، أنا أخشى على حياة أولئك المقاومين، وهم غير مدركين المعنى الحقيقي لقيمة دمهم، وهي غالية، لقد فتحت معهم الباب، أنتم أولادنا، ولا يجوز أن تراق هذه الدماء، والظرف ليس هو ظرف المقاومة المسلحة، ومن يريد هناك الريف، وأنا أؤكد أنني أستطيع حمايتهم على الأقل بإرادتي، دمهم فلسطيني بامتياز، ويجب إنقاذهم حتى لو لم يكونوا مقتنعين بذلك".

وفي ما يتعلق بقضية ضبط "عرين الأسود" 4 مستوطنين (سيدتين وطفلين) في البلدة القديمة من نابلس، وعدم إيذائهم، حيث سلمهم المقاومون للأمن الفلسطيني الذي قام بدوره بتسليمهم للاحتلال، قال رمضان: "إن الاستجواب الذي جرى مع الشخص الذي أحضرهم لنابلس (تم ضبط شخص فلسطيني أحضرهم لنابلس)، تبين أنه لم يحضرهم بقصد".

وقال رمضان: "إنني أنظر إلى الأخلاق الفلسطينية، كيف تصرف الشبان رغم أنهم إسرائيليون، وهي الحالة السادسة التي تجري في هكذا ظروف". وحينما تساءل المذيع: "لماذا لم يتم حجزهم ومبادلتهم بأسيرات"، أجاب رمضان: "إسرائيل سترفض ذلك"، مضيفاً: "لكن إسرائيل تعدم الشبان ولا تعتقلهم، هناك عداء ما بين حقوق الإنسان والجندي المحتل".

من جانب آخر، قال رمضان في ما يتعلق بأهمية المقاومة: "لا يوجد أي فلسطيني لا يحبّ المقاومة، حتى الجاسوس يحب من داخله المقاومة، لكن ما هي المقاومة، هي حركة وجدت لتخرجني من الضغط الذي أعيشه، لكن العمل العسكري اليوم لا جدوى منه، وقد يكون هنالك وقت قادم لهذا الأمر، ولتكن مقاومة تحت الأرض".

وحول قضية رفض الأمن الفلسطيني الإفراج عن المطاردين، مصعب اشتية وعميد طبيلة، أمس الثلاثاء، رغم وجود قرار قضائي من محكمة صلح أريحا بالإفراج عنهما، قال رمضان إن "هذا الموضوع يتعلق بالنيابة العامة، وسمعت بالأمر، ولم أتدخل فيه من قريب أو بعيد". وأضاف: "لدينا ديمقراطية في البلد توزع على خان يونس ورفح، وعلى حكم حماس بقطاع غزة، لكن هنالك أمور غير قانونية على مصعب اشتية، ولا بد أن يوضحها".

المساهمون