وصف محافظ تعز في الحكومة الشرعية نبيل شمسان، اليوم الثلاثاء، مبادرة الحوثيين الخاصة بمحافظة تعز، التي أعلنها رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط، بأنها "مناورة جديدة للمليشيات الحوثية أطلقها أحد تجار الحرب من محيط المدينة المحاصرة منذ تسع سنوات".
واستغرب المحافظ، في بيان اليوم الثلاثاء، "من تقديم جماعة الحوثيين لمبادرة في الوقت الذي تتهرب فيه من الوفاء بأبسط استحقاقات السلام، والقيم الإنسانية متمثلة بفتح طرق المحافظة، وتخفيف المعاناة عن أبنائها في الانتقال، والحصول على الخدمات والسلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
ورأى المحافظ فيما وصفها بـ"المبادرة الاستعراضية الغامضة للمليشيات، مناورة جديدة لتبرير استهداف تعز، لا تختلف عن تلك التي أطلقتها بشأن محافظة مأرب، وغيرها من المناطق قبل أن تذهب إلى هجمات بربرية فاشلة"، على حد قوله.
كما أكد المحافظ أنه يرى في هذه المناورة "استباقاً لجهود الوساطة الحميدة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وما يترتب عليها من مكاسب للشعب اليمني بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، وفتح طرق تعز، والمطارات والموانئ والمضي قدما نحو السلام المنشود الذي تتهرب المليشيات من استحقاقاته العادلة".
وأشار المحافظ إلى "ضرورة وجوب الإنهاء الفوري للحصار الظالم في تعز، وباقي المحافظات، ووقف هجمات المليشيات الحوثية المستمرة في مختلف الجبهات، وإلغاء القيود التعسفية على حركة الأفراد والسلع، وأنشطة القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية، كأحد مداخل بناء الثقة، وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني".
وحذر المحافظ جماعة الحوثيين من أي تصعيد تحت مبرر المناورة الاستعراضية في تعز، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، وإلزام المليشيات وداعميها بعدم اللجوء إلى أي استفزازات لخلط الأوراق، وعرقلة جهود السلام، وتنفيذ التزاماتها المعلنة بشأن تعز بموجب الاتفاقات السابقة بصفتها القوة الغاشمة التي شنت الحرب على المحافظة، وفرضت الحصار، وصادرت الحقوق، والحريات، والممتلكات، والتهجير القسري للسكان.
وكانت جماعة الحوثي قد تقدمت أمس بمبادرة تنهي كل الجبهات العسكرية من جميع الأطراف بمحافظة تعز، "بما يسهم في استقرار المحافظة وتحييدها وتجنيبها الصراع"، على أن تدار المحافظة بإدارة مشتركة من قبل الجميع.
وتحاصر جماعة الحوثي، منذ ما يقرب من تسعة أعوام، تعز ، أكبر المحافظات اليمنية من حيث السكان، والأكثر تضرراً من الحرب التي تشهدها البلاد من مطلع العام 2015.