ما الذي سيقدمه العرب لغزة؟

12 نوفمبر 2023
عقدت القمة العربية الإسلامية في الرياض أمس (مصطفى كماشي/الأناضول)
+ الخط -

كان رئيس النظام السوري بشار الأسد من أوائل الواصلين من رؤساء الدول العربية لحضور القمة العربية الطارئة التي عُقدت، أمس السبت، في العاصمة السعودية الرياض، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل أن تتحول إلى قمة عربية إسلامية مشتركة.

وقالت رئاسة النظام، في بيان، إن الأسد سيبحث مع الزعماء العرب ما يعيشه القطاع من عدوان إسرائيلي يتسبب يومياً بسقوط المئات من الشهداء والجرحى، ويخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة.

لو عدنا إلى الوراء 12 عاماً بالضبط، لوجدنا أن جامعة الدول العربية كانت قد عقدت اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية، يوم السبت 12 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2011، طردت خلاله النظام السوري من الجامعة العربية بسبب ما كانت تعيشه سورية من عدوان يمارسه النظام على الشعب السوري، والذي كان تسبب آنذاك بسقوط مائة قتيل وعشرات الجرحى، وظهور بوادر أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد.

يُدعى الآن رأس النظام إلى قمة طارئة ولسبب مماثل تماماً للسبب الذي طُرد من أجله، ولكن بعد أن أجهز النظام على ما تبقى من سورية والسوريين، فقتل بدل المائة مئات الآلاف، وهجّر ملايين السوريين خارج البلد وتسبب بنزوح ملايين آخرين داخلها، ودمر معظم المدن السورية ببراميل متفجرة أُلقيت مباشرة على السكان، واعتقل وقتل الآلاف تحت التعذيب.

يطرح هذا الأمر العديد من التساؤلات حول دعوة الأسد لهذه القمة، التي لا تعني للنظام أكثر من فرصة لاستكمال تطبيعه مع الدول العربية، بعد الجمود الذي أصابه خلال الفترة الماضية. كما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه القمة أصلاً، التي عُقدت بعد أن تجاوز عدد الشهداء جراء عدوان الاحتلال 11 ألفاً، وفاق عدد الجرحى 27 ألفاً.

فهل سيتمكن القادة العرب من الضغط لحماية ما تبقى من المدنيين في غزة، في الوقت الذي يسير قسم كبير من هؤلاء القادة في ركب التطبيع مع الاحتلال، من دون أن تغير الأحداث الحالية أياً من مواقفهم من هذا التطبيع، فيما قسم آخر لا تشكل القضية الفلسطينية أولوية لديهم؟

أما النظام السوري، الذي يتبنى نهج المقاومة والممانعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد بدل شعاراته وأصبح طريق القدس لديه يمرّ عبر تدمير المدن السورية. كل هذا الوضع يجعل من التوافق على إحداث أي نوع من الضغط على إسرائيل وداعميها أمراً صعباً جداً، ولو حتى على مستوى التمكّن من إدخال المساعدات الإنسانية من دون موافقة الجانب الإسرائيلي.

المساهمون