استمع إلى الملخص
- تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي فرنسا لتسوية الأزمة السياسية مع الجزائر، التي بدأت بعد سحب الجزائر سفيرها من باريس وخفض التمثيل الدبلوماسي.
- رغم جهود ماكرون، لا تبدو الجزائر مستعدة للاستجابة سريعاً، حيث تظل العلاقات بين البلدين حساسة ومعقدة.
أوفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، مبعوثة خاصة إلى الجزائر، للقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في أعقاب إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت الماضي. واستقبل تبون المبعوثة الخاصة ومستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، آن كلير لوجوندر. وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية أن المسؤولة الفرنسية، حملت رسالة من ماكرون إلى الرئيس الجزائري، لم يُكشف عن فحواها.
وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من 48 ساعة من إرسال الرئيس ماكرون برقية تهنئة إلى تبون بعد فوزه بالرئاسة، وصف خلالها العلاقات الفرنسية الجزائرية بأنها "استثنائية في كل المجالات، ولا سيّما منها المجال الأمني ومكافحة الإرهاب". وتفسر هذه الخطوات الفرنسية المتتالية، بما فيها حرص الرئيس ماكرون على إيفاد المبعوثة الخاصة ومستشارته، إلى الجزائر، ضمن مساع فرنسية ورغبة حثيثة في البحث عن تسوية سياسية للأزمة القائمة في العلاقات بين البلدين، منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، بعد قرار الجزائر سحب سفيرها سعيد موسي من باريس، وخفض تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال، مباشرة بعد إعلان الديوان الملكي المغربي، وصول رسالة من الرئيس الفرنسي موجهة إلى الملك محمد السادس، أعلن فيها "دعم باريس مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في منطقة الصحراء".
وإلى حدٍ كبير، كان ماكرون في برقيته الأخيرة إلى تبون، قد أكد أن "روابط الصداقة قوية بين فرنسا والجزائر، وأنه يعتزم بحزم مواصلة العمل الطموح الذي تضمنه إعلان الجزائر، لتجديد الشراكة بين البلدين". وأشار إلى أن "الحوار بين الجزائر وفرنسا، يعد أساسياً، خاصة مع وجود الجزائر بمجلس الأمن الدولي".
وما زال السفير الجزائري سعيد موسى، ومنذ أكثر من شهرين، في بلاده ومنصبه شاغراً، إذ ترفض الجزائر إعادة إرساله إلى باريس، لكن مراقبين يعتبرون أن المساعي الفرنسية باتجاه تسوية الأزمة السياسية القائمة، لا تبدو قادرة في الوقت الحالي على حل الأزمة بين البلدين، حيث كانت السلطات الجزائرية قد هاجمت بحدة وعبر وسائل الإعلام الحكومية، فرنسا، وانتقدت طريقة معالجة وسائل الإعلام الفرنسية لقضايا الجزائر، وأطلقت بشأنها وبشأن باريس أوصافاً متشنّجة.
وقال المحلل السياسي المهتم بالشؤون الدولية، عبد الله هادف، لـ"العربي الجديد"، إن "العلاقات الجزائرية الفرنسية حساسة، بحيث لا يستطيع أي طرف أن يغلق الباب بشكل نهائي أمام الطرف الآخر، ودائماً كانت تحدث أزمات لكنها كانت تجد سبيلاً لتجاوز الانسداد الحاصل، والخطوات التي يقوم بها ماكرون تؤكد وجود مسعى من جانبه لثني الجزائر عن تصلبها بشأن العلاقة مع باريس، أو فتح حوار يتيح بالحد الأدنى التقليل من تداعيات هذه الأزمة القائمة، على جوانب متعددة من التعاون بين البلدين"، مضيفاً أن "الرئيس الجزائري لم يبدأ ولايته الثانية بعد من الناحية الدستورية، ومع ذلك يبدي ماكرون حرصاً أكيداً للعودة إلى ما قبل تاريخ الأزمة في 30 يوليو/تموز الفائت، غير أن الجانب الجزائري ليس في وارد أن يستجيب للرغبة الفرنسية سريعاً، وليس له ما يمكن أن يدفعه إلى ذلك".