استمع إلى الملخص
- شدد ميقاتي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لتحقيق الاستقرار، وأكد على التضامن الدولي مع لبنان لحماية المدنيين وتقليل الأضرار.
- تناول ميقاتي الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى الجهود الدولية والعربية لمنع التصعيد، وبدء جسر جوي للمساعدات بين لبنان والسعودية، مع التحضيرات لمؤتمر باريس لدعم لبنان.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، أنّ مجلس الوزراء اتخذ في جلسة عقدها اليوم الجمعة، قراراً بالطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلبٍ إلى مجلس الأمن الدولي يدعوه فيه إلى اتخاذ قرار لوقفٍ تام وفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، لا سيما المتعلق بنشر الجيش جنوبي لبنان، وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية، بما من شأنه أن يضمن حسن تنفيذ القرار.
وقال ميقاتي، في كلمة له بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، إنّ "موقف لبنان ليس مستجداً، والقاصي والداني يعلم أنّ العدو هو الذي رفض التجاوب مع ما طرحناه في هذا الاتجاه"، مشدداً على أنّ "الحل الدبلوماسي يبقى مطروحاً على الطاولة من خلال القرار 1701 الذي لا يزال صالحاً"، مؤكداً أنّ "حزب الله موافقٌ أيضاً وهو شريكٌ في هذه الحكومة، ووافق اليوم على الموضوع ولا أعتقد أنه يوجد أي تردّد".
وأشار إلى أنه "نتيجة المساعي التي بدأت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، والمتعلقة بتخفيف التصعيد، خفّت حدّة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع". وعمّا إذا كان لبنان لا يزال مرتبطاً بغزة، أجاب: "أولويتنا اليوم ألّا نكون مع أحد أو ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والأمن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه".
وعن موقف "حزب الله"، قال: "أنا رئيس وزراء لبنان، ولا أتكلم باسم حزب الله مع احترامي له، أنا أتكلم باسم لبنان، وما يهمني هو سلامة بلدي، ووقف إراقة الدم والدمار". وعما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تعتبر خطوة انتخاب رئيس للجمهورية شرطاً للوصول إلى وقف إطلاق النار، قال: "لقد آثار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الموضوع، وقبل انتهاء المكالمة معي قال إن هناك أمراً واحداً بعد وهو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، وأشار إلى أنه سيتصل الآن برئيس البرلمان نبيه بري لحثه على المضي قدماً بخطوته لانتخاب رئيس شرط ألا يكون رئيس تحدٍّ لأحد، بل رئيساً مقبولاً من جميع اللبنانيين، ويجمع ولا يفرق".
وقال ميقاتي: "لقد طالب مجلس الوزراء الآن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار. هل مجلس الوزراء هو من اتخذ قرار إطلاق النار ليأخذ قرار وقف إطلاق النار؟". وتابع: "تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي صبّ في التنسيق والسعي الجدي لوقف إطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على كل الأصعدة، وأنهم يسعون جاهدين لإتمام وقف إطلاق النار وهذا كان مطلبي: وقف إطلاق النار وأقلّه قصف المدنيين والأضرار التي تحصل والمثال ما حصل بالأمس، إذ جرح 139 شخصاً واستشهد 22 من المدنيين، وبالتالي فإنّ هذا الموضوع غير مقبول، أين الإنسانية والواقع الذي نحن فيه".
وفي جلسة مجلس الوزراء، قال ميقاتي: "وجّهت تحية إجلال لأرواح الاعتداءات والضحايا، آخرها أمس في رأس النبع في بيروت، ونطلق للعالم هزة ضمير لا صرخة ألم وخيبة، لأننا أقوياء بالإيمان ومتمسّكون بحقّنا وبكرامتنا وأرضنا وسيادتنا وفي كل المحافل الدولية والاجتماعات مع الموفدين والمسؤولين الدوليين قلنا إنّ لبنان ملتزم ومصرّ على تطبيق القرار 1701 بحذافيره وإن على المجتمع الدولي أن يلزم العدو بالتقيّد بمضمون القرار والالتزام به تحقيقاً للأهداف التي من أجلها صدر القرار".
ودعا ميقاتي "المسؤولين والقوى الوطنية كي تتحمّل معاً مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا وبلدنا"، مشيراً إلى أنه "رغم الجهود التي بذلناها، دولياً وعربياً للحؤول دون وقوع المحظور تستمرّ الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتتصاعد اغتيالاً وقتلاً وتدميراً وانتهاكاً جوياً واجتياحاً برياً لأرضنا وكأننا متروكون للقدر، وكأنّه محرّم علينا أن ندافع عن حقنا وأرضنا وكرامتنا".
وتابع "ما يشهده العالم من تصاعد للاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لكل الحدود والأخلاقيات وما تخلّفه من تدمير وتوقعه من شهداء يجعل لبنان كلّه ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي لا ترتدع ولا تزال تنتهك سيادتنا أمام عيون العالم، مستقويةً باللامبالاة العالمية والصمت المريب عن مجازرها الإبادية، وكأنّ لبنان خارج عن أيّ حصانة مجتمعية وحماية إنسانية، وبعيداً عن منطق احترام القانون والمواثيق الدولية وحق الشعب باسترجاع أرضه والحفاظ على حريته"، مضيفاً "نحن لا نطلق نداء استغاثة، بل نهزّ ضمير الإنسانية لينتصر للحق والإنسان ولوطننا لبنان".
من ناحية ثانية، قال ميقاتي إن "الاعتداء الذي تعرضت له اليونيفيل من قبل إسرائيل هو جرمٌ مستنكرٌ من قبلنا، ونضعه برسم المجتمع الدولي الذي تُنتهَك حرماته ويتهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة". وأشار إلى أن "النداء الوطني الذي أطلقناه من عين التينة مقرّ الرئاسة الثانية مبني على الموقف الدولي الأميركي والفرنسي المؤيّد لوقف الحرب وهدنة لـ21 يوماً، وهو نداءٌ باسم لبنان ولأجل كلّ لبنان، وهذا النداء صالحٌ للتطوير، وأن يكون جامعاً، ويدنا ممدودة للتضامن مع القوى السياسية والقامات الوطنية".
ولفت ميقاتي إلى أننا "أكدنا في الجلسة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن". كذلك، أعلن ميقاتي أننا "تبلغنا أنه ابتداء من الغد سيكون هناك جسر جوي بين لبنان والسعودية حيث ستأتي المساعدات"، مشدداً على أنّ "مجلس الوزراء طلب أن يكون للمساعدات الخارجية نوع من التدقيق ولم يصلنا أي شيء نقدي، وكل ما يصل من بضائع وغذاء وفرش وغيرها من المستلزمات سيكون على موقع إلكتروني لرئاسة الوزراء"، مشيراً إلى أن "المؤسسات الدولية مرحَّب بها، وليس لدينا مانع أن تعمل بشرط التنسيق الكامل مع الدولة، لنعلم مسار المساعدات، ولا يحصل أي ازدواجية بالتوزيع".
كذلك، لفت ميقاتي إلى أنه "يمكن إنشاء مراكز إيواء جديدة في إطار جديد أو إنشاء مراكز بالتنسيق مع وزارة الأشغال، إذ نبحث عن أراض فارغة للدولة اللبنانية لقيام هذه المنشآت عليها"، مشيراً أيضاً إلى أن الأمور تسير كما يجب في مطار بيروت والمعابر الحدودية.
وأضاف "كما تطرقنا إلى الملف المتعلق بمؤتمر باريس وتهيئة الملف اللبناني الخاص بهذا المؤتمر الذي دعينا إليه في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وستجري تهيئة الملف من جميع النواحي الإنسانية، وما يطلبه الجيش لكي يقوم بدوره في هذا الموضوع. وفي دراستنا سنوضح ما يجب أن نقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب"، معلناً أن وزير المهجرين ممكن أن يذهب إلى سورية لمتابعة أوضاع النازحين وأمور عودتهم.