لبنان "يتحضّر" لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل لترسيم الحدود... والملف الحكومي "في إجازة"

31 ديسمبر 2020
مصدر بقصر بعبدا: لبنان لن يتخلى عن شبرٍ واحدٍ من حدوده(الرئاسة اللبنانية)
+ الخط -

ترأس الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الخميس، اجتماعاً ضمّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، ورئيس وفد المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع العدو الإسرائيلي العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد، في قصر بعبدا الجمهوري، حيث عرض المجتمعون الخطوات التي يتخذها لبنان تحضيراً لاستئناف المفاوضات في المواعيد المقبلة.

ويخوض لبنان مفاوضات تقنية وغير مباشرة مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية جنوباً في مقرّ اليونيفيل في الناقورة، بدأت في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستكملت في 28 و29 منه.

 وعقدت الجولة الرابعة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن تؤجل الجولة الخامسة وتتوقف معها المفاوضات في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتستبدل بلقاءٍ ثنائي، بين لبنان والوسيط الأميركي من جهة، وآخر مماثل بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وذلك إثر اتساع رقعة الخلافات والهوّة في مواقف الطرفين على صعيد الخطوط ومساحات التفاوض، وصلت إلى تلويح وزير الطاقة في حكومة الاحتلال يوفال شطاينتس بوصول المحادثات إلى طريق مسدود، زاعماً بأن لبنان قام بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحرية.

وأكد مصدر في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، أن لا مانع للبنان من استئناف المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، وهو يتمسك بها لاستعادة حقوقه المغتصبة ولكنه في المقابل لن يتخلى عن شبرٍ واحدٍ من حدوده، ونقاطه ومساحاته المعترف بها دولياً.

وأبلغ الرئيس عون في أكثر من مناسبة الوسيط الأميركي وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال استيفانو دل كول، بأنّ ترسيم الحدود يتم على أساس الخط الذي ينطلق برّاً من نقطة رأس الناقورة، استناداً إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة.

ولمناسبة انتهاء عام 2020، دعا رئيس الجمهورية اللبنانيين إلى "مواجهة التحديات التي يستقبل بها لبنان السنة الجديدة، وذلك بإرادة وعزم وتصميم لأنه بذلك يمكن إيجاد مناخات ملائمة لتجاوز هذه التحديات ولا سيما منها وباء كورونا، الذي يتطلب منا جميعاً وعياً للتعاطي بواقعية والتزام بكل الإجراءات التي تحدّ من انتشاره".

وأكد الرئيس عون، "العمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يجتازها لبنان، ولا سيما بعد جريمة التفجير في مرفأ بيروت"، معتبراً أنّ مثل هذه المعالجة تستوجب وجود حكومة فاعلة يؤمل ألا يتأخر تشكيلها أكثر مما حصل حتى الآن.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس اللبناني عن التحديات وخطورة الأوضاع الاقتصادية، وهو الذي لوّح سابقاً بـ"جهنّم" إن لم تتشكل الحكومة، يستمر الخلاف بينه وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي غادر إلى باريس في زيارة "عائلية" هي أشبه بتقليد سنوي إلى العاصمة الفرنسية، خلال فترة الأعياد، مبتعداً عن المشهد الحكومي وسط تبادل اتهامات العرقلة المفتعلة بين فريقي الرئيسين.

وأكد الحريري في لقائه الرابع عشر مع الرئيس عون في 23 ديسمبر، الحرص على تشكيل حكومة تعمل على وقف الانهيار في لبنان، منبهاً من خطورة إهدار الوقت والفرصة الفرنسية في ظلّ الأزمات التي تجتاح البلاد على مختلف الأصعدة، لكنه غادر القصر من دون أن يحدد موعد الجلسة الخامسة عشرة.

وفي هذا المجال، أكد مصدر مقرّب من الحريري لـ"العربي الجديد"، أنّ رئيس الوزراء المكلف لن يعتذر ولن يتخلى عن مهامه والدور الذي تعهّد القيام به، وهو في فرنسا في زيارة خاصة عائلية، ولكنها لم تخلُ من المواعيد والمباحثات مع شخصيات فرنسية رفيعة لم يغِب الملف اللبناني الحكومي وسبل الخروج من الانهيار والنهوض الاقتصادي عن مائدة اللقاءات.

وبينما يمضي المسؤولون اللبنانيون الأعياد بين لبنان والخارج، وكأن لا أزمة اقتصادية أو صحية ومعيشية في البلاد أو مجزرة حصلت في الرابع من أغسطس/آب الماضي، يعيش المواطنون مخاوف من أن تكون سنة 2021 أسوأ من عام 2020.

يأتي ذلك في ظلّ الكوارث المرتقبة بدءاً من رفع الدعم عن عدد كبير من المواد والسلع الغذائية، فالحديث عن تحليق جديد لسعر صرف الدولار في السوق السوداء بالتزامن مع اختتام موسم العيد الذي أدخل العملة الصعبة إلى البلاد بعض الشيء ونشّط السوق اللبناني، وقلق على مسار التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت المعلق هو الآخر بفعل الحجج والذرائع القضائية والحصانات والتدخلات السياسية والطائفية، في ظلّ الخشية من تفلّت المسؤولين السياسيين الكبار من العقاب، مروراً أيضاً بأحداث المنطقة والإقليم وانعكاساتها على الداخل اللبناني.