لبنان: ميقاتي إلى فرنسا للقاء ماكرون وتعبيد "ساحة الدعم"

21 سبتمبر 2021
من المحتمل أن يوجه ميقاتي دعوة لماكرون لزيارة لبنان (Getty)
+ الخط -

يستهلّ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أولى زياراته الخارجية، بعد نيل حكومته الثقة، بالتوجه إلى فرنسا حيث سيلتقي يوم الجمعة الرئيس إيمانويل ماكرون، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

وترددت معلومات في أوقاتٍ سابقة بأن وجهة ميقاتي الخارجية ستبدأ من السعودية، لكن قابلها تسريبات إعلامية مضادة عن سوء علاقة تربط بين الطرفين، وعدم رضى سعودي عن الحكومة الجديدة التي تعتبرها استمراراً لتوسيع نفوذ "حزب الله" في السلطة.

ويتسلّح ميقاتي، وفق ما يردّد مقربون منه، بالتأييد الخارجي الذي يتلقّاه، وهو ما ظهر فور تشكيل الحكومة وسط ترحيب خارجي واسع، وبالأخصّ أوروبياً، وهو ما يعوّل عليه رئيس الوزراء اللبناني لنيل الدعم المالي المطلوب للنهوض بالبلاد اقتصادياً.

ويقول مصدر مقرّب من ميقاتي لـ"العربي الجديد" إن "رئيس الوزراء يسعى من خلال لقاء الرئيس الفرنسي إلى توجيه الشكر له على وقوفه إلى جانب لبنان بشكل مستمرّ، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت ووضعه مبادرته الإنقاذية على الطاولة وتركها سارية المفعول بمجرّد تشكيل حكومة". 

وأوضحت المصادر أن "ميقاتي سيضع أمام ماكرون البيان الوزاري الذي يتضمّن بنوداً إصلاحية كثيرة، ويضعه في صورة معاناة اللبنانيين والمشاكل الكثيرة التي تعاني منها البلاد"، مشيراً إلى أنه "من المحتمل أن يوجه ميقاتي دعوة لماكرون لزيارة لبنان".

ونالت حكومة ميقاتي، التي ترفع شعار "معاً للإنقاذ"، أمس الاثنين، ثقة مجلس النواب بأكثرية 85 صوتاً من أصل 100 في حين صوّت 15 نائباً "لا ثقة".

وثمّن البيان الوزاري المبادرة الفرنسية، وشدد على ضرورة الالتزام ببنودها كافة بكل شفافية وبتوصيات الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار، والسير بتحديث وتطوير خطة التعافي المالية، واستكمال سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تقدّم بها لبنان إلى مؤتمر "سيدر" بعد إعادة دراسة لائحة مشاريع برنامج الإنفاق الاستثماري، والاستفادة من توصيات الدراسة الاقتصادية للاستشاري ماكينزي، خاصة لجهة دعم القطاعات الإنتاجية كافة، تمهيداً للتحوّل من الاقتصاد الريعي إلى المنتج تحقيقاً للعدالة الاجتماعية.

كما تضمن البيان الوزاري تأكيد ضرورة تعزيز علاقات لبنان الدولية، وتفعيل انخراطه مع المجتمع الدولي وشريكه الأوروبي، بما يخدم المصالح العليا للبنان وتنشيط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وإطلاق مفاوضات أولويات الشراكة، إضافة إلى تفعيل لجان العمل المشتركة بين الطرفين تمهيداً لعقد اجتماع مجلس الشراكة.

ويأتي إعلان زيارة ميقاتي إلى فرنسا في وقتٍ رحب الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء بنيل الحكومة اللبنانية الثقة وشجعها على تنفيذ إصلاحات وصفها بالعاجلة والضرورية، وأشاد بالبنود الواردة في البيان الوزاري، خصوصاً في ما يخصّ استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتطبيق الإصلاحات الهيكلية، ولا سيما في قطاع الطاقة والتعهّد بإجراء الانتخابات في موعدها، أي عام 2022، وهي مطالب رفعها الخارج ويستمرّ بتأكيد ضرورة تطبيقها وألا تبقى حبراً على ورق.

كما تأتي زيارة ميقاتي لفرنسا في وقتٍ كسرت مجموعة حملة السندات الدولية اللبنانية (تضمّ كبرى صناديق الاستثمار في العالم) صمتها وأبدت ترحيبها بتشكيل الحكومة، داعيةً إلى بدء المحادثات لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقتٍ ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية.

وقالت المجموعة، في بيان نشرته وكالة "رويترز"، إن "هناك آمالا وتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة".

وأشارت المجموعة إلى أن فرنسا والاتحاد الأوروبي لجآ إلى عصا العقوبات على مسؤولين لبنانيين متهمين بالفساد وعرقلة الحلول، منها الملف الحكومي، وحرصا على استخدامها في كل مناسبة كوسيلة ضغط لتشكيل الحكومة.

وتعدّ فرنسا ومعها إيران من العوامل الخارجية التي دفع تواصلها ثنائياً باتجاه تشكيل الحكومة برئاسة ميقاتي، بعدما كانت الأجواء ضبابية، في حين تسعى باريس ليكون لديها دور على الساحة اللبنانية في ظلّ ما تتعرض له خارجياً من تعثرات وضربات متتالية.

المساهمون