كواليس معركة بين وزير النقل ومدير المخابرات المصرية فجّرها حادث قطاري سوهاج

26 مارس 2021
مصادر: بيان وزارة النقل أغضب السيسي (تويتر)
+ الخط -

كشفت مصادر خاصة كواليس معركة داخل أروقة دوائر صناعة القرار المصري، على هامش حادث تصادم قطارين للركاب ظهر الجمعة، بين وزير النقل كامل الوزير من جهة، وما يعرف بـ"مجموعة عباس كامل"، التي تسيطر على وسائل الإعلام، من جهة أخرى، في إشارة إلى مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

وبحسب المصادر، فمنذ اللحظات الأولى للحادث صدرت تعليمات لعدد من الإعلاميين المحسوبين على جهاز المخابرات العامة بالهجوم على وزير النقل، وتوجيه أصابع الاتهام بالإهمال من جانب المسؤولين بقطاع السكك الحديدية، وهو ما دفع الوزير لإصدار بيان رسمي مبكر من وزارته، دون انتظار لنتائج التحقيق، ألمح فيه إلى كون الحادث وقع بفعل فاعل، من خلال "مجهولين"، في محاولة منه للقفز على الأزمة، لكسب دعم إعلامي.

وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ البيان الصادر عن وزارة النقل أثار غضب واستياء الأجهزة السيادية، والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً، وهو ما دعاه إلى إصدار بيان أكد فيه عدم تبني رواية وقوف مجهولين وراء الحادث. 

منذ اللحظات الأولى للحادث صدرت تعليمات لعدد من الإعلاميين المحسوبين على جهاز المخابرات العامة بالهجوم على وزير النقل، وتوجيه أصابع الاتهام بالإهمال من جانب المسؤولين بقطاع السكك الحديدية

 

وتشهد العلاقة بين وزير النقل الحالي ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة السابق كامل الوزير توتراً كبيراً مع مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، والذي يعدّ المتحكم في ما يعرف بالأذرع الإعلامية، حيث اندلعت، في قوت سابق، أزمة بين الوزير وعدد من الإعلاميين بعد سلسلة من التقارير التي هاجمت أداء الوزارة، قبل أن يتدخل السيسي بشكل شخصي لتهدئة الأجواء بين الوزير ومدير المخابرات.

وقال السيسي، في منشور على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك": "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي شاهدناه اليوم بتصادم قطارين في محافظة سوهاج"، مضيفاً "إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم لن يزيدنا إلا إصراراً على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث". 

 

وتابع السيسي: "لقد وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة".

وشدّد "على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة".

 

وتوجّه الرئيس المصري بالعزاء لأسر القتلى، كما توجه بالمواساة لأسر المصابين، موجهاً الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا.

وعقب تدوينة الرئيس، أصدرت النيابة العامة بياناً أكدت فيه على كافة الجهات عدم إصدار أية بيانات بشأن الأسباب وراء الحادث، فيما أعلن السيسي عن تشكيل لجنة من هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وكلية الهندسة، والكلية الفنية العسكرية، للتحقيق في الحادث للوقوف على المتسبب فيه، مع التشديد على "الإهمال" المتسبب في الحادث في رفض واضح لرواية وزارة النقل.

وقالت وزارة النقل، في بيان رسمي، إنه أثناء مسير قطار 157 مميز الأقصر ـ الإسكندرية بين محطتي المراغة وطهطا تم فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، وعليه توقف القطار، متابعة أنه "في هذه الأثناء، وفي تمام الساعة 11:42، تجاوز قطار 2011 مكيف أسوان القاهرة سيمافور 709 واصطدم بمؤخرة آخر عربة بقطار 157، مما أدى إلى انقلاب عدد 2 عربة من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة، وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات" .

من جانبه، أكد رئيس لجنة النقل بمجلس النواب المصري علاء عابد أن اللجنة ستعقد اجتماعاً عاجلاً لبحث حادث القطارين مع اتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة، وفي حال ثبوت أن هناك خطأ من العنصر البشري عقب انتهاء تحقيقات النيابة العامة في الواقعة، ستطالب اللجنة بتطبيق القانون على المتهاونين في حال ثبوت ذلك.

وأعلنت وزارة الصحة عن وقوع 32 قتيلاً و91 مصاباً جراء تصادم قطارين بقرية الصوامع بمحافظة سوهاج أقصى الجنوب المصري.