09 أكتوبر 2020
+ الخط -

أعلنت قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، الخميس، عن رفع جاهزيتها واستعدادها لصد أي هجوم محتمل من جانب مليشيات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، على مدن بني وليد وترهونة وغريان، فيما أكدت مصادر عسكرية وجود تحشيدات عسكرية في منطقة الجفرة من جانب حفتر.

وشهدت الساعات القليلة الماضية توجيه عدة فصائل تابعة لقوات الحكومة؛ من بينها "الكتيبة 77" و"قوة الشهيد 11-20" نداءات لمنتسبيها للاستعداد وتجهيز العربات والآليات واتخاذ كافة التدابير للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل مليشيات حفتر. 

ونقلت عملية "بركان الغضب"، على صفحتها بموقع "فيسبوك"، اليوم الجمعة، أن "قوة الشهيد11-20" رفعت درجة التأهب والاستعداد وعلى جاهزية تامة لأي طارئ.


وجاء الاستنفار بناء على توجيهات من وزير الدفاع بحكومة الوفاق، صلاح الدين النمروش، لكافة قوات الحكومة بـ "اتخاذ كافة التدابير لصد ومنع أي هجوم محتمل مع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر". 

وأشار النمروش، في بيان للوزارة صدر الخميس، إلى "ورود معلومات باحتمال قيام مجرم الحرب المدعو حفتر بالهجوم على مدن بني وليد وترهونة وغريان"، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق وجود تحشيدات عسكرية من جانب مليشيات حفتر داخل منطقة الجفرة وعلى تخومها. 


وفيما أكد بيان النمروش أن الجيش الليبي ملتزم بالهدنة التي يرعاها المجتمع الدولي وملتزم بوقف إطلاق النار، "لأننا نطمح إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية وندعم العملية السياسية"، لكنه استدرك بالقول إن "مجرم الحرب حفتر حاول أكثر من مرة اختراقها، وعملية التحشيد مستمرة من طرفه، ونحن مستعدون لصد أي عدوان".

وقالت مصادر "العربي الجديد" إن مليشيات حفتر المتمركزة داخل قاعدة الجفرة ومعسكرات محاذية تواصل التحشيد منذ مساء الأربعاء الماضي، فيما اتجهت بعضها للتمركز في مواقع جديدة قريبا من منطقة الشويرف (350 كيلو متر جنوب غرب العاصمة طرابلس). 


ورجحت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن تشن مليشيات حفتر هجوما على عدة مناطق ترتبط بطرقات ترابية وصحراوية بمنطقة الجفرة كبني وليد وغريان المؤديتان لمدينة ترهونة المتاخمة لطرابلس بنحو 95 كيلومترا. 

وأكدت أن خطط حفتر وداعميه كانت تعمل على تحصين قاعدة الجفرة ومواقع أخرى في مدينة سرت وتحديدا قاعدة القرضابية، تمهيداً لبدء هجوم عكسي جديد على المواقع التي خسرتها في السابق، لكن معلومات المصادر ذاتها أكدت أن استعدادات قوات الحكومة عالية.

وأضافت أن قوات الوفاق بدت أكثر تجهيزا ما يمكن بشكل كبير إحباط أي محاولة للتقدم ورجوع مليشيات حفتر لمواقع السابقة. 

ونهاية الشهر الماضي، كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، عن قيام مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية، الداعمة لمليشيات حفتر، ببناء 31 موقعا دفاعيا حول قاعدة الجفرة، مضيفا أن التحصينات جاءت بعد تحركات تزامنت مع "تحشيدات مريبة للمليشيات المسنودة من المرتزقة في اتجاه الغرب وبمحيط سرت واتجاه الجنوب إلى قاعدة براك الجوية"، وفق الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب". 

ومنذ مايو/ أيار الماضي شهدت صفوف مليشيات حفتر هزائم متوالية انته، بعد أكثر من عام على عدوانها على العاصمة طرابلس، بفقدان مراكزها التي كانت تسيطر عليها في مناطق غرب طرابلس وجنوبها، وأخيرا مدينة ترهونة التي كانت تمثل قاعدة انطلاقها، قبل أن تتراجع إلى منطقتي الجفرة وسرت، وسط البلاد.

المساهمون