اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، المسجد الأقصى، وفرضت طوقاً وحصاراً على مصلياته، خاصة المصلى القبلي، فيما قال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ناجح بكيرات، في تصريح لـ"التلفزيون العربي" إن هناك "أكثر من 200 مصاب جراء اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى".
واعتدى مئات من جنود الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى والمسجد القبلي بعد اقتحامه حيث قاموا بتكسير عظام العشرات من المعتكفين بأعقاب البنادق والهراوت، فيما أُصيب أكثر من عشرة بالرصاص المطاطي في أرقام أولية بسبب استمرار الاعتداءات.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة في القدس المحتلة، بأن عدد الاعتقالات من الأقصى بلغ ما بين 400 و500 معتقل، جميعهم نقلوا بالحافلات إلى مركز "عطروت" العسكري للتحقيق معهم. وقال المركز، في بيان، إنه سيتم الإفراج عن معظم المعتقلين بشروط أبرزها الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في باب العامود وحطة والسلسلة والأسباط، ومنعت دخولهم للصلاة داخل المسجد الأقصى لصلاة الفجر.
وفي سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وحاصرت منزلًا واعتقلت اثنين من الشبان. وقالت مجموعات "عرين الأسود"، في بيان، إنها تصدت لقوات الاحتلال واشتبكت معهم بالرصاص الحي.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال والشبان شرق المدينة خلال انسحابها.
وكانت مصادر قالت لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات النساء المعتكفات واللواتي تم تخليصهن بصعوبة من أيدي الجنود خرجن باتجاه أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة وهن حافيات الأقدام وقد تعرضن للضرب والخنق بقنابل الغاز المسيل للدموع".
وأكد الهلال الأحمر في القدس، في تصريح مقتضب، أن "قوات الاحتلال منعت جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الأقصى المبارك وتعتدي على طواقم الإسعاف".
وحسب المصادر، فقد اندلع حريق في المسجد القبلي جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت داخل المسجد بعد اقتحامه، وتحاول فرق الإطفاء السيطرة على الحريق في ظل عرقلة الاحتلال لطواقمها من الدخول للمسجد القبلي.
واندلعت مواجهات خارج أبواب المسجد الأقصى في باب حطة والأسباط.
وكانت قوات الاحتلال اعتلت سطح المصلى القبلي وحطمت إحدى نوافذه. ورغم انقطاع التيار الكهربائي من قبل الاحتلال، يواصل المصلون اعتكافهم في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى.
🔸 #شاهد | فيديو يوثق اعتداء قوات الاحتلال على أحد المعتكفين بالمصلى القبلي في #المسجد_الاقصى pic.twitter.com/c9btvgtomN
— المسجد الأقصى (@AqsaMosq) April 4, 2023
واستدعت شرطة الاحتلال وحداتها الخاصة ومن بينها "ياسام" المشهورة بعمليات القمع والاقتحام، تمهيداً لإخراج المصلين من هناك بالقوة.
هنية: ما يجري في المسجد الأقصى جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها
من جانبه، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أنّ ما يجري في المسجد الأقصى جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها، داعيا، في تصريح مقتضب وزع على وسائل الإعلام، الجماهير الفلسطينية في الضفة وأراضي الـ48 للتوجه إلى المسجد الأقصى وحمايته. وأكّد هنية أنّ "على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا".
من جانبه، أكّد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، زياد النخالة، ليل الثلاثاء-الأربعاء، أنّ "ما يجري في المسجد الأقصى يشكل تهديداً جديّاً لمقدساتنا".
وأضاف النخالة في تصريح مقتضب وُزع على وسائل الإعلام: "على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".
أبو ردينة: نحذّر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء
حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير.
وقال أبو ردينة، في تصريح صحافي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، إن "ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة".
وأضاف: "نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي ستكون له نتائج خطيرة على الجميع".
إلى ذلك، دعت مجموعات المقاومة المختلفة في الضفة الغربية إلى نصرة الأقصى والرباط فيه. وهدد المقاومون في جنين بفيديو مصور الاحتلال، محذرين من مغبة ذبح القرابين في الأقصى اليوم الأربعاء والأيام القادمة، مؤكدين "أنهم سيواجهون اعتداءات الاحتلال برد مزلزل".
وأصدرت كتيبة مخيم عقبة جبر نداء إلى المواطنين، بالتجمهر وإشعال الإطارات والمواجهة مع العدو.
وجاء في البيان: "والله لن ينعم الاحتلال بالهدوء ما دام أقصانا يستباح وحرائرنا يستغثن إذا لم ننتفض للأقصى فعلينا السلام وتدفن رؤوسنا بالتراب".
ودعا الشبان في كل مكان في الضفة الغربية إلى الانتشار بالأرض: "وأشعلوها ناراً بوجه الاحتلال ومستوطنيه. اطعنوا وكسّروا واحرقوا مركباتهم. قاتلوهم حيث وجدتموهم".
من جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، جميع محاور الطرق في البلدة القديمة من القدس المحتلة والمؤدية للمسجد الأقصى ومنعت الوصول إليه، كما اعتدت بالضرب على عدد من الشبان، في وقت اقتحمت وحدات خاصة جديدة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، وطاردت من في الساحات بعد الاعتداء على عدد منهم بالضرب.
الأحزاب العربية بالداخل الفلسطيني تحذر من التصعيد في الأقصى
إلى ذلك، دعت الأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى، محذرة من سياسة وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير التي تهدف إلى التصعيد وإشعال المنطقة.
وقال حزب التجمع الوطني الديمقراطي في بيان: "هناك قرار مبيّت من قبل وزير الإرهاب بن غفير وحكومته بالتصعيد، بدأ بقتل الشهيد الدكتور محمد العصيبي وإخفاء كافة شواهد الجريمة، واليوم يتواصل الاعتداء على حرمة المسجد والمصلين فيه ليكون فاتحة لإعطاء المستوطنين إمكانية اقتحام المسجد في أيام الفصح العبري، وهو ما نعتبره محاولة لإشعال المنطقة والتصعيد الخطير".
وأكد التجمّع أهمية الرباط في الأقصى للوقوف أمام اعتداءات الاحتلال وإفشال مخططات المستوطنين في تقديم قرابين في الأقصى، وسياسة بن غفير وسياسته ضد كل ما هو فلسطيني وعربي.
وجاء في البيان: "من حق شعبنا الفلسطيني الدفاع عن مقدساته وقدسه من هذه الاعتداءات الهمجية للاحتلال التي تستهدف استفزاز مشاعر شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية".
في غضون ذلك، أكدت الجبهة والحزب الشيوعي في بيان، "وجود نوايا مبيتة لدى حكومة اليمين لتفجير المنطقة".
وقالت في البيان: "حكومة الاحتلال تستهدف المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، لما يمثله المسجد كمعلم للسيادة الوطنية الفلسطينية ولما يمثله المصلون من إصرار على التمسك بالحق الإنساني والديني والسياسي الوطني في القدس الشرقية كعاصمة فلسطينية".
وأضاف البيان أن هذه الاعتداءات استمرار مباشر لجريمة قتل الشهيد العصيبي وإخفاء آثار الجريمة، داعيا إلى الرباط في المسجد الأقصى.
لجنة المتابعة: عدوان الاحتلال في الأقصى مخطط له مسبقًا
كما أكدت لجنة المتابعة العليا لفلسطيني الداخل أن عدوان قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، مخطط مسبقا. وأشارت في بيان اليوم الأربعاء، إلى أن هذا النهج بات ملازما لحكومات الاحتلال في السنوات الأخيرة، على وجه الخصوص، بما فيها حكومة عصابات المستوطنين الحالية، لغرض فرض تقاسم زمني ومكاني.
وقال البيان "في السنوات الأخيرة استفحلت تهديدات الاحتلال تجاه القدس، والمسجد الأقصى في سبيل اختلاق طابع مزيف للشهر الفضيل، وضمن محاولة بائسة لإبعاد حقيقة أن المجرم الأول والأخير في القدس هو الاحتلال".
وأكد أن اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، والمسجد القبلي، بكسر نوافذه وأبوابه، وإطلاق القنابل الغازية والصوتية في داخل المسجد، والاعتداء الوحشي على مئات المصلين المتواجدين وهم مكلبون على أرض المسجد، يؤكد مجددا العقلية الإرهابية للاحتلال وجيشه وحكومته.
وجددت لجنة المتابعة "دعوتها لشد الرحال أكثر إلى المسجد خاصة في هذه الأيام، التي تتوالى فيها دعوات عصابات المستوطنين، بدعم حكومتهم، لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى".
إصابة طفل فلسطيني جنوب المسجد الأقصى
في سياق آخر، أُصيب الليلة الماضية فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره برصاص مستوطن إسرائيلي في حي بير أيوب من أراضي بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى، ووصفت جراح الفتى بالمتوسطة.
وأفادت مصادر محلية في البلدة "العربي الجديد" بأنّ قوات الاحتلال دفعت بأعداد كبيرة من جنودها إلى البلدة، وإلى حي رأس العامود، بعدما فرضت إغلاقا على منطقة الحادث، قبل أن يتم نقل الفتى المصاب في سيارة إسعاف إلى إحدى المستشفيات.
وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال الطفل الذي كان أصيب برصاص مستوطنين في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، زاعمة أنه كان ألقى زجاجة حارقة باتجاه أفرادها في سلوان، ورد هؤلاء بإطلاق النار عليه ما أدى لإصابته بجروح متوسطة نقل على أثرها إلى مستشفى "المقاصد" حيث اعتقل من هناك.
من ناحية أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال مساء الثلاثاء، مستشفى "المقاصد الإسلامية" في القدس بحجة البحث عن شاب تطارده.
على صعيد منفصل، أُصيب أربعة فلسطينيين بجروح بالرصاص، وآخرون بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر ومخيم العروب شمال الخليل جنوبي الضفة، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
وأُصيب طفل فلسطيني بجروح بالرصاص، وعدد آخر من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوبي الضفة.
إلى ذلك، أُصيب فلسطيني بكسور في قدمه، إثر اعتداء مستوطنين، الثلاثاء، على رعاة أغنام في مسافر يطا جنوب الخليل، فيما منع مستوطنون الرعاة في منطقة عين البيضا من رعي مواشيهم، وأجبروهم على مغادرة الأراضي الرعوية.
على صعيد آخر، أقام مستوطنون، الثلاثاء، بؤرة استيطانية جديدة، قرب تجمع نبع العوجا شمال مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، بعدما وضعوا مسكناً متنقلاً وخزان مياه على أحد الجبال المطلة قرب التجمع وشقوا طريقاً إليه، بهدف الاستيلاء على الأراضي في المنطقة، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد"، المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات.
من جانب آخر، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أمراً بوضع اليد على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة نعلين غرب رام الله وسط الضفة الغربية، لصالح توسعة نقطة عسكرية لجيش الاحتلال، محددة حتى نهاية العام 2027، بحسب ما أفادت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان صحافي.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الثلاثاء، الطالب الجامعي أحمد النوباني أثناء مروره على حاجز عطارة العسكري المقام على أراضي الفلسطينيين شمال رام الله، بينما اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في حركة فتح بالقدس عاهد الرشق، وعضو الحركة في القدس فراس الأطرش، كما سلمت الشاب المقدسي محمد أبو طير، قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك ومحيطه مدة 10 أيام قابلة للتجديد، إضافة إلى منعه من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.