استباقاً لـ"مسيرة الأعلام" التي سينظمها المستوطنون والمقررة الأحد المقبل، واصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي والأذرع الأمنية المختلفة، تنفيذها إجراءات أمنية، حيث نفذت حملة اعتقالات في القدس، طاولت عشرات النشطاء المقدسيين، وسط دعوات للرباط في المسجد الأقصى والتواجد في باب العامود، والتصدي لإجراءات الاحتلال والمستوطنين.
وقال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لـ"العربي الجديد"، إنّ ما أعلنته شرطة الاحتلال، الليلة الماضية، عن اعتقال نحو 100 ناشط مقدسي؛ مقدمة لحملة واسعة، سجل لدى لجنة الأسرى العديد منها، كان آخرها فجر اليوم، حيث اعتقل خمسة نشطاء من البلدة القديمة من القدس وبعض أحيائها، وسبق ذلك على مدى الأيام القليلة الماضية حملة مستمرة طاولت العديد من هؤلاء النشطاء".
ووصف أبو عصب هذه الاعتقالات بأنها "احترازية"، وعلى صلة بمسيرة المستوطنين، الأحد المقبل، موضحاً أنّ الاحتلال ينفذ اعتقالات في هذه المرحلة بزعم أنها تطاول نشطاء مؤثرين، كانت لهم صلة بمواجهات سابقة، سواء في المسجد الأقصى أو خلال مسيرة الأعلام السنة الماضية، إضافة إلى ما شهدته القدس من مواجهات في شهر رمضان الفائت، في حين وجهت مذكرات استدعاء عديدة لنشطاء جرى تحذيرهم من مغبة المشاركة في أي فعاليات احتجاجية تزامناً مع المسيرة.
بيد أنّ تدابير الاحتلال وإجراءاته هذه لم تتوقف عند الاعتقالات فقط، بل تجاوزتها إلى إصدار العديد من أوامر الإبعاد عن البلدة القديمة والأقصى، مستهدفة حراساً ونشطاء ومرابطين ومرابطات، كان آخرها أمس الأربعاء، حيث سلمت سلطات الاحتلال أمر إبعاد عن الأقصى لرئيسة حارسات المسجد، زينب أبو صبيح، كما شملت أوامر الإبعاد عن الأقصى نشطاء من فلسطين المحتلة عام 1948.
وتأتي حملات الاعتقال والإبعاد هذه بالتزامن أيضاً مع رفع قوات الاحتلال من حال التأهب في مدينة القدس، ومدن الداخل الفلسطيني مثل عكا واللد والرملة.
وكان المفتش العام للشرطة الإسرائيلية أصدر، أمس الأربعاء، تعليمات لعناصر شرطته بإلغاء جميع إجازات أفراد الشرطة، ونشر أكثر من 3 آلاف عنصر من هؤلاء في القدس ومدن فلسطين المحتلة عام 1948، كما طالب بتعزيز تلك القوات بأربع سرايا من حرس الحدود والجيش الإسرائيليين لتأمين الحماية لنحو 20 ألف مستوطن سيشاركون في المسيرة المقررة، وتحسباً من تصعيد محتمل مع قطاع غزة على خلفية ما سيحدث الأحد.
بدورها، أصدرت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس، الليلة الماضية، بياناً، بعنوان "نصرة للأقصى والعلم الفلسطيني"، دعت فيه المقدسيين والفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948 إلى ضرورة تكثيف التواجد والحضور في باحات المسجد الأقصى من صباح يوم الأحد المقبل، للتصدي لعمليات الاقتحام للجماعات الاستيطانية، وكذلك التواجد الكثيف في ساحة باب العامود في القدس ومحيطه، من أجل منع ما يسمى "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية من الوصول لساحة باب العامود التي يحاول الاحتلال أن يثبت أنه صاحب السيادة عليها، ويسعى لعبرنتها وتهويدها.
كما دعا البيان كل التجار المقدسيين داخل أسوار البلدة القديمة من القدس وخارجها إلى فتح محلاتهم التجارية، وعدم إغلاقها، "كي لا يشكل ذلك فرصة للمتطرفين والمشاركين في المسيرة لاستباحة المدينة وممارسة عربدتهم فيها"، إضافة إلى ذلك، وجه البيان الدعوة للمقدسيين لنصرة العلم الفلسطيني، كرمز من رموز السيادة في المدينة، بتكثيف رفع الأعلام الفلسطينية في كل أنحاء المدينة.
"نصرة للأقصى والعلم الفلسطيني"… بيانٌ أصدرته القوى الوطنية والإسلامية في القدس تزامناً مع اقتراب موعد "مسيرة أعلام الاحتلال" يوم الأحد 29 أيار pic.twitter.com/eachWR1AiV
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) May 26, 2022
في سياق متصل، دعا نشطاء مقدسيون إلى الرباط والاعتكاف اعتباراً من فجر غد الجمعة وحتى الأحد المقبل، داخل المسجد الأقصى ومصلياته المختلفة، للدفاع عن المسجد وحمايته من اقتحامات متوقعة من قبل المستوطنين.
بدوره، حذر حاتم عبد القادر القيادي في حركة "فتح"، ورئيس "الهيئة الإسلامية المسيحية" في القدس من مضيّ سلطات الاحتلال في السماح للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال عبد القادر، إنّ السماح للمسيرة الأحد، "هو استفزاز خطير جداً، حيث تعتزم عصابة متطرفة إشعال الوضع من جديد في أكثر الأماكن تفجراً".
وأضاف عبد القادر، أنّ باب العامود "لن يكون متاحاً للعربدة، أما المقدسيون فكما كان حالهم في الماضي، هم قادرون على التصدي لهذا الجنون، وسيفشلون مخططات الاحتلال ومستوطنيه ويبطلون ادعاءاتهم بالعاصمة الموحدة المزعومة".
وتأتي هذه الإجراءات في القدس، في ظل استمرار المستوطنين باقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.