شارك آلاف في مدينة سخنين بالداخل الفلسطيني في تظاهرة لإحياء الذكرى الـ21 لانطلاق هبّة القدس والأقصى، التي واكبت الانتفاضة الثانية، وارتقى خلالها 13 شهيدًا بعد أن أطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص الحي عليهم.
وسبقت التظاهرة زيارة أضرحة الشهداء من وفد من لجنة المتابعة ولجنة رؤساء السلطات المحلية وذوي الشهداء منذ ساعات صباح اليوم، في جث المثلث وفي معاوية ومدينة أم الفحم وفي كفر مندا والناصرة. وخلال الأيام الثمانية للهبّة عام 2000، سقط برصاص الشرطة الإسرائيلية 12 شهيداً من الداخل الفلسطيني، وشهيد من دير البلح كان يعمل في مدينة أم الفحم في الداخل وانضم للتظاهرات.
بعد هبة القدس والأقصى هناك 60 فلسطينيا في الداخل تم قتلهم على يد الشرطة الإسرائيلية حتى الآن
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية في تظاهرة وحدوية وفاء للشهداء الـ13: رامي غرة، أحمد ومحمد جبارين، أسيل عاصلة، علاء نصار، وليد أبو صالح، عماد غنايم، إياد لوابنة، مصلح أبو جرادات، محمد خمايسي، رامز بشناق، عمر عكاوي، وسام يزبك.
ودعت للمظاهرة لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، وجاء في بيانها أنه "سيكون محور إحياء الذكرى مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، والتأكيد على وقوفنا الى جانب القدس وأهلها، والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض في هذه الأيام لمسلسل اقتحامات كبيرة يومية لعصابات المستوطنين".
وأوردت المتابعة في بيانها أن "الجريمة في المجتمع العربي بدأت تستفحل بشكل متصاعد بالذات بعد هبّة القدس والأقصى، حينما رأت المؤسسة الحاكمة أن الجريمة واستفحالها وسيلة لضرب مجتمعنا العربي، بعدما أظهر مجددا وقفته البطولية مع شعبه في أيام الهبة تلك، ومنذ ذلك الحين، الجريمة تسجل ذروة بعد ذروة، دون أي فعل حقيقي على الأرض من جانب المؤسسة الحاكمة، التي تنثر الكلام، والخطط الخاوية، مع غياب نيّة حقيقية لوقف شلال الدم الذي لا يتوقف".
وتحدث محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة للمتظاهرين، في مهرجان خطابي بعد المسيرة قائلا: "نحن نقول إن الشهداء كانوا أبناء أمهاتهم وأبائهم في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، والآن هم أبناء شعبنا بأسره... نحن لا نحيي الذكرى فقط على مضض، بل نلتقي وفاء للشهداء الذين ضحوا بأغلى وأثمن ما يملكه إنسان، ونجتمع على العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأننا لن نسكت ولن نلين ولن نتوقف حتى نحصل الأهداف التي استشهد الشهداء من أجلها... أهداف الثوابت الفلسطينية".
من جهته، قال النائب سامي أبو شحادة من القائمة المشتركة: "هبّة القدس والأقصى التي أكدت أننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني كما أكدت هبة الكرامة الأخيرة؛ في هذه الذكرى نعمل على بناء الذاكرة الجماعية والحفاظ عليها وتمريرها للأجيال القادمة من خلال الفعاليات والنشاطات المختلفة".
وأضاف أبو شحادة: "الرسالة بعد 21 عاما أننا لن ننسى الجريمة التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية، التي قتلت بدم بارد 13 شهيدا في الداخل؛ جزء كبير منهم تم قنصه. وعمليا، دولة إسرائيل اعترفت أنها كانت تتعامل معنا كأعداء في تلك الفترة. لكنها لم تدفع أياً من هؤلاء المجرمين الثمن. ولذلك، نحن نرى استمرارا للجرائم التي تقوم بها أجهزة الأمن تجاه المواطنين العرب. بعد هبة القدس والأقصى، هناك 60 مواطنا تم قتلهم على يد الشرطة الإسرائيلية حتى الآن، ولأن الشرطة لن تدفع ثمن جرائمها، فهذا معناه إعطاء ضوء أخضر لها. نحن نطالب بوقف هذه الجرائم وبمحاسبة المجرمين".