لجأت السلطات في مدينة فيلادلفيا الأميركية، الأربعاء، إلى فرض حظر تجوّل من الساعة التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً، وذلك في أعقاب ليلتين من أعمال شغب ونهب جرت خلال احتجاجات عنيفة على مقتل رجل أسود برصاص الشرطة.
ويأتي هذا الإجراء الذي أعلنت عنه السلطات على الموقع الإلكتروني للمدينة، في الوقت الذي حمّل فيه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة الثلاثاء المقبل، المسؤولية عن هذه الاضطرابات لمجلس بلدية المدينة الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وقال ترامب "ما أشاهده مروّع، وبصراحة، فإنّ رئيس البلدية أو كائناً من يكن ذاك الذي يسمح للناس بالاحتجاج والنهب من دون أن يضع حدّاً لهم هو أيضاً مروّع".
ومن المقرّر أن تنتشر في فيلادلفيا، عاصمة ولاية بنسلفانيا، قوات من الحرس الوطني، من دون أن يتّضح عدد هذه القوات بعد.
وأكّد حاكم الولاية الديمقراطي، توم وولف، مساء الثلاثاء، أنّه طلب المساعدة لإعادة الهدوء إلى عاصمة بنسلفانيا، إحدى الولايات الحاسمة في المعركة الرئاسية بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
Hundreds have gathered peacefully to speak out against social injustice. But their voices are being drowned out by others taking advantage of this time to sow mayhem.
— Governor Tom Wolf (@GovernorTomWolf) October 28, 2020
I signed this proclamation so commonwealth resources can be provided quickly to protect lives and property. https://t.co/6nn7scX5ZC
وجدّد بايدن الأربعاء المطالبة بوقف أعمال النهب. وفي تصريح لشبكة "سي أن أن" قال نائب الرئيس السابق "ليس هناك أيّ عذر للنهب والعنف".
Joe Biden reacts to the violence that has erupted in Philadelphia after the fatal police shooting of Walter Wallace Jr.: "There's no excuse whatsoever for the looting and the violence. None whatsoever. I think to be able to protest is totally legitimate" https://t.co/0xjo5bGMvq pic.twitter.com/XoHcCVw9CH
— CNN (@CNN) October 28, 2020
وفيلادلفيا التي تعتبر معقلاً للديمقراطيين هي في حالة تأهب قصوى منذ التظاهرات العنيفة التي اندلعت احتجاجاً على مقتل رجل أسود يبلغ من العمر 27 عاماً ويُدعى والتر والاس جونيور، ظهر الاثنين في حيّ ويست فيلادلفيا، بعد أن أصابه شرطيان برصاصات عدة، في حين أنهما لم يكونا معرّضين لخطر وشيك، وفق ما أظهر شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتم تعليق مهام الشرطيين المتورطين بمقتل والتر والاس جونيور بانتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الشرطة والمدّعي العام المحلي.
وكان الشرطيان توجّها إلى مكان الحادث بعد ورود اتصال يفيد عن شجار عائلي وعن وجود رجل يحمل سكّيناً. وأوضح المتحدث باسم شرطة فيلادلفيا إريك غريب أن والاس جونيور رفض إلقاء سلاحه رغم أوامر الشرطة.
10/26 ICYMI West Philly Clashes with police after Walter Wallace Jr., 27 year old father, was shot 10 x by police. They claim he moved toward them with a knife & didn’t drop the weapon. He died later in the hospital. He was at least 10 ft away when the officers began shooting. pic.twitter.com/YMfn61a8pN
— Fiorella Isabel (@Fiorella_im) October 27, 2020
وأكّدت عائلة الشاب عبر محاميها أنّ الاتصال لم يكن موجهاً للشرطة إنّما للطوارئ الصحيّة إذ إنّ والاس جونيور يعاني من مشاكل نفسية وكان في خضمّ نوبة.
وشهدت المدينة ليلتي الاثنين والثلاثاء على هامش الاحتجاجات أعمال شغب ونهب تصدّت لها الشرطة بالهراوات وبتوقيف أكثر من 170 مشبوهاً.
وإذا تواصلت أعمال العنف في الأيام المقبلة، فإنّ الوضع في فيلادلفيا يمكن أن يصبح مسألة مركزية في نهاية حملة الانتخابات الرئاسية، فقد جعل ترامب والجمهوريون من ارتفاع معدّل الجريمة في المدن الكبيرة التي غالباً ما يديرها الديمقراطيون حجةً ضد بايدن.
وغالباً ما يذكر الرئيس الأميركي بنسلفانيا وتحديداً فيلادلفيا، كمكان يسجّل أكبر خطر بحصول عمليات تزوير انتخابي، حتى لو أنه لم يحصل أي حادث يدعم هذه النظرية.
(فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
